بديل من \"السفير\" اسمه وئام وهاب.. كما تراه المستقبل
في لبنان، سفير سوري أم سفيران؟ سفير أسمه علي عبد الكريم، أم "بديل" من "السفير" اسمه وئام وهاب؟
تسأل أوساط سياسية مواكبة للعلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا عن دور السفير عبد الكريم، وحركته الديبلوماسية منذ أن عين سفيراً في بيروت، فلا تجد جواباً يشفي غليلها، غير أنها تلاحظ أنه سفير "مع وقف التنفيذ"!.
لم يأت السؤال من عدم، وليست الغاية من إثارته "التنكيد" أو "التحامل" على السفير السوري، بقدر ما هو "طلب استيضاح" عن دور طبيعي يقوم به سفراء الدول عادة!.
في مكان ما، يمكن القول أن عبد الكريم هو سفير "فوق العادة"، ذلك أنه أول سفير سوري في بيروت منذ منذ استقلال البلدين عن فرنسا في أربعينات القرن العشرين.
وفي مكان ما، يمكن القول ان عبد الكريم هو سفير "فوق العادة"، ذلك أنه، وبالمنطق الطبيعي للامور، وبالاصول والاعراف الديبلوماسية، "واجهة" السياسة السورية في لبنان، بتكليف من الرئيس السوري بشار الاسد، أي أنه الوحيد المخول النطق باسمها، والتعبير عن سياستها، بما يحمي مصالحها المشتركة مع لبنان، ويعيد وصل ما انقطع من علاقات تدهورت بفعل استبداد الوصاية الاستخبارتية طوال 30 عاماً، وعلاقات انقطعت إثر زلزال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005، وما تلاه من انسحاب للجيش السوري في نيسان من العام نفسه.
ولكن الواقع في زمن تأليف الحكومة يعاكس المنطق، فالوزير السابق وهاب يتصرف وكأنه "سفير سوريا في لبنان" يصول ويجول، ويقرأ ويحلل في السياسة ، و"يتكرم" على وسائل الاعلام بما يفهم أنه رسائل من النظام السوري الى اللبنانيين.
ولم تقف الامور عند هذا الحد، بل نصّب وهاب نفسه "وصياً سورياً على اللبنانيين"، وراح ينقل رسائل "المحبة والترحيب" من الأخوان في سوريا الى القيادات اللبنانية، ويتنقل بين الضاحية و الجبل، ومنه إلى كليمنصو وصولاً إلى بكفيا، "معبراً"، كما يرى مراقبون، "عن رغبات النظام السوري حيال زعماء 14 آذار"، و"منصباً" نفسه "متعهد" زيارات الى الشام .
إذاً، ما يحصل أن وهاب بطريقة أو بأخرى يتخطى دور السفير السوري في لبنان، وبغض النظر عن "الدور الوسيط" الذي قال إنه يقوم به، سواء أكان إيجاباً أم سلباً، فإن المراقبين يتساءلون عما إذا كان رئيس "تيار التوحيد" يقوم بدوره بـ"رضى سوري"، وبتكليف من الرئيس الاسد، أسوة بالتكليف الممنوح لعبد الكريم، أم أن وهاب "يبيع ويشتري" من كيسه؟.
في المقابل، تحدثت وسائل إعلام مقربة من سوريا عن أن "النظام في سوريا لم يتلق بارتياح حركة حلفائه في لبنان"، وأن "لجنة سياسية عليا برئاسة الرئيس السوري تدرس استعادة علاقة سوريا بلبنان وفق مقتضيات جديدة تعيد تنظيمها وتجنيبها الأخطاء، من غير أن تجعلها تتخلى عن حلفائها اللبنانيين، تبعاً لمعطيات منها، أنه ليس لسوريا حيال لبنان إلا توجيه رسائل مكشوفة ومباشرة، وإجراء حوار علني مع القيادات اللبنانية التي تلاقيها في خياراتها الإقليمية والاستراتيجية. وهو أمر يسقط فوراً أي محاولة للإيحاء بتوجيه رسائل عبر أي أحد".
ولكن يبدو للمراقبين، أن الخيار الاول هو الاقرب الى الواقع، على اعتبار انه لا يمكن لوهاب أن يصول ويجول من دون "ضوء أخضر"، خصوصاً أن زياراته الى الشام "دورية" وتتم بانتظام، واللافت أنها باتت في الفترة الاخيرة زيارات تكريمية، أثارت "اهتماماً" من الاعلام، وخضعت لـ"تفسيراته" و"تأويلاته".
وما يحصل يصيب العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا في الصميم، والتي يبدو أنها لم تخرج بعد من إطارها "الشكلي"، فالتعاطي السوري مع الاطراف اللبنانية، من شخصيات وجماعات حزبية وسياسية، لم يلبس بعد رداء "الديبلوماسية"، ولا يزال "قاصراً" شكلاً ومضموناً، وما يعني أن إقامة سفارة سورية في بيروت لم يضع حداً لتدخل دمشق في الشؤون السياسية اللبنانية، كما يعني أن النظام في سوريا لم يتخل عن نظراته وأساليب تعامله "الفوقية" مع لبنان.
في هذا السياق، تعتبر الاوساط المواكبة للعلاقات اللبنانية السورية "أن تخطي البعض مهام السفير السوري في لبنان، يشكل انتقاصاً من السيادة السورية، ومن دور سفيرها في لبنان، لأن من شان ذلك إفراغ العلاقات الديبلوماسية من مضمونها".
وتشير الى "ان الجهود يجب أن تتركز على إقامة أفضل العلاقات بين لبنان وسوريا، بما يطوي صفحة الماضي ويؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات المبنية على الثقة والاحترام المتبادل، والحرص على المصالح المشتركة للبلدين، وعلى احترام استقلال وسيادة البلدين".
وتستغرب الاوساط نفسها "كيف أن بعض حلفاء سوريا في لبنان أخذ دور السفير السوري، إذ يصول ويجول، ويوجه الرسائل السورية في شتى الاتجاهات، وينقل رسائل محبة وترحيب من النظام السوري الى شخصيات معينة، هذا لا يجوز، ويؤشر الى عودة التعاطي السوري مع لبنان الى سابق عهده، وإلا لماذا تم تبادل السفارات؟".
ومن جهتها، تؤكد أوساط قواتية أنها "ستقف أمام أي وصاية سورية جديدة على لبنان"، وتقول "نريد أن تتعاطى الدولة اللبنانية مع الدولة السورية"، مضيفة "نريد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وأن يكون هناك دور للسفير السوري في لبنان الذي أخذ دوره وئام وهاب".
سعادة السفير علي عبد الكريم
تعليقات: