النائب بهية الحريري رعت حفل تأبين وتكريم سمية جنبلاط

شددت النائب بهية الحريري "إن ذكرى 13 نيسان المشؤومة ستبقى من الماضي ولن نسمح لأن تكون هي غدُنا، لأنّ الغد سيكون أمناً واستقراراً وازدهاراً وحباً وسلاماً، متمسكين بوحدتنا وباستكمال مسيرة نهوضنا واستقرارنا وبناء مستقبل آمنٍ ومستقرٍ لأجيالنا ليبقى الإنسان في لبنان وسلامته فوق كلّ المواقع والمكاسب والخلافات".

كلام النائب الحريري جاء خلال رعايتها حفل تأبين وتكريم الرئيسة السابقة لـ "جمعية الصليب الأحمر اللبناني" في صيدا والجنوب المرحومة سمية جنبلاط والذي أقامته "الشبكة الأهلية للتنمية في صيدا والجوار" في "ثانوية رفيق الحريري" في صيدا، في أول نشاط لها بعد تأسيسها تكريماً منها للعطاء الانساني والاجتماعي المتمثل في مسيرة الراحلة جنبلاط.

شارك في حفل التأبين: النائبان سمير عازار وعلاء ترو، رئيس "غرفة التجارة والصناعة والزراعة" في صيدا والجنوب محمد الزعتري، رئيس "دائرة الأوقاف الاسلامية" في صيدا الشيخ سليم سوسان، رئيس "جمعية الصليب الأحمر اللبناني" في لبنان الشيخ سامي الدحداح ونائبه وليد كبي وعدد من أعضاء الهيئة الادارية للجمعية، رئيسة قسم الخدمات الطبية والاجتماعية أمينة فواز، رئيسة اللجنة المحلية في صيدا والجنوب هدية حنينة، المطران جورج كويتر، المونسينيور حنا الحلو، ممثل المطران سليم غزال الأرشمندريت نقولا صغبيني، نقيبة الممرضات والممرضين في لبنان أورسُلا رزق، رئيسة "جمعية متخرجي مدرسة الفنون الانجيلية" في صيدا مهى شفيق الحريري، وحشد من الشخصيات ومن زملاء واصدقاء الفقيدة وعائلتها.

* وبعد كلمة ترحيب باسم الشبكة الأهلية للتنمية ألقاها خليل أمبريس تحدث رئيس "جمعية الصليب الأحمر اللبناني" الشيخ سامي الدحداح فعرض لمسيرة الراحلة الطويلة على مدى أكثر من خمسين عاماً قضتها في اغاثة منكوب ورعاية نازح وبلسمة جراح مصاب وكفكفة دموع بائس بروح شفافة راقية دون تحيز أو تمييز، مجسدة المبادىء الانسانية الأساسية للحركة العالمية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، مذكراً بعملها الدؤوب وجهودها الجبارة بتأسيس العديد من مراكز "الصليب الأحمر اللبناني" في الجنوب بهدف رفع المعاناة عنهم وتقديم الخدمات لهم.

واعتبر الدحداح أنه "لا يمكن اختصار سيرة الراحلة سمية جنبلاط بكلمات لأنها مدرسة انسانية بامتياز ونمط حياة وشعلة لا يقدر لها أن تنطفىء أبداً، وان خسارة قاسية كهذه لا يمكن أن تعوض لنا كجمعية ولا لعائلتها وللجنوب ولصيدا وللبنان"..

* وتحدث ممثل المطران سليم غزال الأرشمندريت نقولا صغبيني فرأى "أن انتماء بعض الناس الى مؤسسة ما قد ينعكس ايجابياً على حجم المؤسسة وعلى دورها ورسالتها، وهذا هو شأن السيدة الفاضلة سمية جنبلاط، مستعيداً عملها وتضحياتها الجمة على مدى عقود من الزمن، بدءاً من سنوات بداية الحرب الأهلية الى حضورها في اجتياح العام 1978 واندفاعها لبلسمة جراح الجنوب النازف، ثم مرحلة الاجتياح عام 1982 وأحداث شرق صيدا عام 1985".

وقال : انه من الصعب جداً أن نكتب ذاكرة هذه المنطقة الجنوبية دون أن تكون السيدة سمية جنبلاط في ساحة الضوء وفي لائحة الكبار الذينة نذروا النفس لخدمة الانسان والوطن.. لم يغب وجه هذه المرأة الفاضلة وعملها وحضورها الانساني عن أحداث منطقة صيدا والجنوب والشوف واقليم الخروب، ولن يغيب وجهها اليوم من قلوب محبيها ومعارفها وخاصة في هذه الأيام التي نحن بأمس الحاجة فيها لسيدات يعملن من أجل المصلحة العامة بتجرد واخلاص..

* ثم ألقت صديقة الفقيدة، نقيبة الممرضات والممرضين في لبنان أورسلا رزق كلمة اعتبرت فيها "أن الراحلة جنبلاط جعلت من الخدمة واجباً ومن التفاني مسؤولية".

وقالت: ما زادتها الأحداث التي عصفت بالوطن الا ايماناً بطهر أهداف جمعية الصليب الحمر اللبناني ومبادئها، جمعتنا نحن العاملين من كافة الأديان والطوائف والمعتقدات باذرة فينا مبادىء الانسانية وعدم التمييز والحياد والتطوعية. وعددت رزق أبرز محطات مسيرة الراحلة خلال عملها في الصليب الأحمر اللبناني وكيف أن فرع الجنوب خطا تحت قيادتها خطوات مباركة تعدت خدمات تقديم الأدوية الى خدمات اساسية تصب في مفهوم الرعاية الصحية الأولية والعناية بالطفل والأم وتوفير الخدمات الوقائية وتعزيز الصحة والتدريب وتأمين مراكز الخدمات ومستوصفات لمناطق الجنوب من العرقوب الى الناقورة ومن عيترون الى جزين..

* كلمة "متخرجي مدرسة الفنون الانجيلية" - التي تخرجت منها الراحلة جنبلاط، ألقتها رئيسة الجمعية مهى شفيق الحريري، فقالت: انها سيدة لبنانية كرمها الله بمحبة الناس قبل أي تكريم، نذرت نفسها لخدمة عائلتها ومجتمعها فانضمت الى الجمعيات الخيرية ومن ثم الصليب الأحمر اللبناني – فرع الجنوب.. كانت سمية جنبلاط الأم وسيدة المجتمع الصالحة في آن واحد، عملت بجد واخلاص وحظيت بمحبة الصيداويين جميعاً، فقد ارتبط الصليب الأحمر اللبناني في الجنوب باسمها بدلاً من أن ترتبط هي باسمه، وكان من أهم الأعمال التي قامت بها نضالها في مساعدة الجرحى والمحتاجين في الجنوب ابان الاجتياح الاسرائيلي.. ولم تنس أبداً مدرستها الأم فكانت دائماً على تواصل مع ادارة المدرسة وجمعية الخريجين وقدمت كل ما بوسعها من خدمات.

* وبعد عرض فيلم مصور عن الراحلة سمية جنبلاط تحدثت راعية الحفل النائب الحريري فقالت: تجمعنا اليوم ذكرى الأم الفاضلة الرائدة سمية جنبلاط رحمها الله.. وكأنّي بها تكمل مسيرتها الإنسانية والأخلاقية بجمع الشّمل وبلسمة الجراح وتظلّل لقاءنا روحها الطيّبة وعطاءاتها الكبيرة ووعيها السّبّاق. وكأنّي بها حين أسست قبل عقود من الزمان مركز الصليب الأحمر اللبناني في صيدا والجنوب تستشعر هول ما شاهدناه من آلام وجراح كان لها وللصليب الأحمر الدور الأساس في إغاثة المصابين والمحتاجين والمشرّدين من هول العدوان الدائم على وطننا وإنساننا.. هذا العدو الذي أثقل ذاكرتنا وواقعنا من الحقد والدّمار.. كانت سمية جنبلاط بإرادتها الخيّرة وقلبها الكبير وحبّها لأهلها ولوطنها تقف في مواجهة آلة الموت والدّمار.. لقد اختارت فقيدتنا الغالية منذ زمن بعيد معنى حياتها ودورها.. لتجسّد خلال مسيرتها قيمها السّامية وأخلاقها العالية.. لتصبح مدرسة في الحب والعطاء.. وكأنّي بها معنا اليوم تدعوننا لنرحم أنفسنا ووطننا من شرّ ما يتربّص بنا.. وتدعونا إلى الألفة والمحبة واتقاء الله في أهلنا ووطننا.. وأن نردّ القدر المشؤوم الذي عاشه جيلنا بكلّ مرارته وقساوته.. لنرفعه عن طريق مستقبل أبنائنا.. وأن نأخذ جميعاً خيار سمية جنبلاط الذي يؤمن بسلامة الإنسان وتقدمه واستقراره..

وأضافت: وإنّنا اليوم في ذكرى الأم الفاضلة والحاضنة سمية جنبلاط نجدّد العهد على التّمسك بوحدتنا وباستكمال مسيرة نهوضنا واستقرارنا وبناء مستقبل آمنٍ ومستقرٍ لأجيالنا. وإنّ الأمس أي 13 نيسان، هذه الذكرى المشؤومة ستبقى أمساً ولن نسمح لأن تكون غدَنا، لأنّ الغد سيكون أمناً واستقراراً وازدهاراً وحباً وسلاماً كما عملت له فقيدتنا الغالية سمية جنبلاط على مدى عقود طويلة، ووهبته وقتها وقلبها وعقلها وإمكانياتها.. فإنّنا في هذه الذكرى الجامعة وتكريماً لذكراها العطرة الطيبة، نؤكّد التزامنا بمسيرتها ليبقى الإنسان في لبنان وسلامته فوق كلّ المواقع والمكاسب والخلافات ليبقى لبنان بإنسانه حراً سيداً مستقلاً..

* بعد ذلك قامت رئيسة اللجنة المحلية في "الصليب الحمر اللبناني" في الجنوب هدية حنينة بتكريم الفقيدة سمية جنبلاط بدرع تقديري باسم الجمعية عربون وفاء وتقدير لعطاءاتها الانسانية تسلمه نجلها مجيد جنبلاط الذي ألقى كلمة العائلة فقال: ان تكريم الوالدة هو فعلياً تكريم لأهل العطاء في مجتمعنا، وهو أيضاً لفتة كريمة نحو هذا الرعيل الذي تمثله سمية جنبلاط، من رجال ونساء في مختلف الفئات والمناطق اللبنانية، منهم من اعطوا الوطن كل ما باستطاعتهم، فكانوا بحجم رسالة الوطن صدقاً والتزاماً ورفعة ووفاء في تأدية الواجب. وفي ذكراك يا سيدتي تتراءى أمام عيناي صورتك وانت تحتضنين في منزلنا أطفالاً استشهد اهلهم اثناء الاجتياح الاسرائيلي.. صورتك وأنت تلازمين لفترات طويلة المهجرين والنازحين من كل الفئات والمناطق، تقاسمينهم خبزهم وقلقهم وتؤاسين جرحاهم ومرضاهم، أتذكرك وأنت صامدة بشموخ تقاومين الاحتلال وترفضين أدويته ومساعداته ومعوناته، فالمبدأ عندك واحد لا يتجزأ.. أتذكرك تأتي الينا في بعض الأمسيات وقد انهكك التعب، وخاصة أثناء الأزمات والحروب وما اكثرها في وطننا، فتبدأين صلاتك كالعادة بالطلب من الله أن لا يتخلى عن وطننا واهله. لقد ترعرعت في صيدا فأحببتها واحببت أهلها، فمنحوك ثقتهم ومحبتهم، وعملت في الجنوب وبادلك أهله الحب والوفاء، أما الوطن فكان همك وحبك في كل يوم.. اردته وطن الكرامة والحرية والعدالة وليس خيمة تافهة على شاطىء البحر المتوسط.. نحن عائلتك الصغيرة نشكرك لأنك رسخت فينا قيم الالتزام والنزاهة وحب الناس..