أحد اجداد آل شبارو
من قلب بيروت وقلب احيائها انتشرت العائلات البيروتية العريقة ومن هذه العائلات عائلة شبارو. ومعنى كلمة شبارو، كما ورد في سجلات المحكمة الشرعية في بيروت لسنة و3481ه صفة الرجل المعطاﺀ الخير، او المقاتل الشجاع الذي لا يخشى عدوه فيقترب منه.
آل شبارو او شباره هم من الاسر الاسلامية في بيروت. ومع الوقت اصبحت هذه الشهرة تلفظ بالواو في آخرها اي "شبارو" وهذه الواو جعلت البعض يظن ان اصل هذه العائلة كردي وليس عربيا، وهذا ظن خاطئ.
تــعــود اصـــول آل شــبــارو الــى القبائل والعشائر العربية التي انتشرت مع الفتح الاسلامي كان السيد طالب بن احمد شبارو من اصحاب الامــام الاوزاعـــي قبل ان يستقر فــي شمال بــيــروت, وقد حملت احــدى الزوايا اسمه، عند مــدخــل ســوق الطويلة فــي باب ادريس.
احـــد اجــــداد آل شــبــارو عاصر الامام الاوزاعي، ووصل الى منزلة رفيعة جعلت ضريحه يقوم على مقربة من زاوية الاوزاعــي. ويذكر ان الجد الاول لآل شبارو، هو احد احفاد الناصر صلاح الدين الايوبي، استنادا الى شجرة العائلة، وهذه الشجرة مرسومة بحبر صيني قديم سجلت عليها اسماﺀ افراد آل شبارو الــذي رزق ثلاثة ابــنــاﺀ كــانــوا من الفرسان الكبار في البصرة.
تفرق الاخـــوة الثلاثة بعد ان ضــاقــت سبل الــحــيــاة، فاستقر الاول في العراق، ونزح الثاني الى فلسطين، في حين سكن الثالث في بيروت وهو الــذي قدر له ان يتحول الــى الجد المعروف لآل شبارو بعد ان اختفت اخبار اخويه.
وتبعا لذلك فان آل شبارو يعودون الى اصل كردي ايوبي.
وهــنــاك رأي آخــر يعيد اصل آل شبارو الى احد الاجــداد الذين انخرطوا في فرقة الانكشارية التي كــانــت تمثل اهــم فــرق الجيش العثماني، وينتمي الــى منطقة جنوب شــرق اوروبـــا التي كانت تابعة للدولة العثمانية. وبحكم انتشار هذه الفرقة، سكن آل شبارو في مدينة بيروت على غرار بعض العائلات الاخــرى مثل الارنــاؤوط ولاوند وبكداش...
وكـــان آل شــبــارو مــن العائلات المحافظة، فلم ينخرط ابناؤها في السياسة. اتجهوا نحو الاشرفية، وتوزعوا في سائر الاحياﺀ البيروتية، فــي زقـــاق الــبــلاط وعــيــن المريسة والــمــنــارة، والـــروشـــة ورأس النبع والصنائع، الطريق الجديدة والملعب البلدي وحمد وقصقص والمزرعة وتلة الخياط وعائشة بكار والنويري والمصيطبة وفــردان وعين التينة وغيرها من المناطق البيروتية.
آل شــبــارو يمثلون القلة القليلة من العائلات الاسلامية التي لا تزال ترابط في شرق بيروت (اي الاشرفية)، ما يجعلها رمــزا للوحدة الوطنية في مدينة مزقتها الحرب الاهلية خمس عشرة سنة. وما لا يعرفه الكثيرون هو تسمية احد الشوارع داخل الاشرفية بشارع شبارو. فهذه الشهرة تميزوا بها اينما سكنوا وتركت بصمة جميلة داخل شوارع بيروت وخارجها.
وفــي النصف الــثــانــي مــن القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين هاجر عدد كبير من الشبان الى خارج الاراضي اللبنانية سعيا وراﺀ الرزق, لكن لم يفكر افراد آل شبارو بالهجرة. ولكن في العام 1887 هاجر محيي الدين محمد شبارو الى المكسيك، وكان اول مهاجر من عائلة آل شبارو, ومن بعده كرت السبحة.
اضافة الى تأسيس جامعة آل شبارو، يعتبر مصطفى شبارو احد مؤسسي جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت. وكان مقرها منزل الحاج توفيق شبارو. سارت جامعة آل شبارو بخطى بطيئة انما راسخة، وهدفها الرئيسي كان صلة الرحم. وبالنسبة الى مواردها المالية فكانت محدودة. وبعدالاستقلال حصل آل شبارو على ترخيص قانوني من الحكومة. وكان هدفها الى جانب لم شمل العائلة، مساعدة المحتاجين منهم.
مع مرور الوقت والايام تراجع عمل الجامعة، لكن لم ينته لان بذرة الخير دائما تجد من يرويها لتزهر من جديد, وهذا ما حدث مع قيام اللجنة الموقتة لاحياﺀ جامعة آل شبارو.
وتشكلت الهيئة الادارية في حضور الهيئة العامة، وكان الدكتور عصام محمد شبارو رئيسا لهذه الجمعية.
كمااكدبكلمته على تمسك آل شبارو بالايمان والعلم كسلاح رئيسي في تدعيم مسيرة الجامعة.
تنقلت العائلات بين المدن لاسباب عدة من العائلات التي قطنت بيروت: ادلبي، آغا، ايوب، بابا، بربور، بدر، بكداش، بعيون، بركات، بلعة، بهلوان، بوتاري، بيطار، تات، تويني، ترك، جدع، حلاق، حاسبيني، خياط، داعوق، دندن، رعد، رفاعي، رمضان، رحال، منجد، نجار، هواري، شميطلي... الخ. انتقلت بعض العائلات اللبنانية الى بيروت وما يلفت ارتباط اسمائها ببعض مدن وقرى لبنانية عدة مثل بحمدون (عاليه)، بيصور (بيصور)، برجاوي (برجا)، غزيري (غزير)، صيداوي (صيدا).
اما بالنسبة الى العائلات التي ارتبطت بالمدن الشامية (السورية) فنذكر: حلبي (حلب) حموي (حماه)، حمصي (حمص)، شامي (شام).
كما حملت بعض عائلات بيروت اسماﺀ بعض المدن الفلسطينية مثل: عكاوي (عكا)، غزاوي (غزة)، نابلسي (نابلس)، مقدسي (القدس). فضلا عن العائلات التي حملت اسماﺀ المدن المصرية وغيرها من اسماﺀ غير عربية، لكنها ما لبثت ان حملت هوية بيروت.
وبذلك نكون اشرنا الى الصفات الحميدة التي يتمتع بها آل شبارو منها الاندفاع والقلب الطيب. اضافة الى التكاتف بين هذه الاسر من خلال المثابرة على تشكيل الجامعة التي تهدف الى لم الشمل ومساعدة المحتاجين.
* المعلومات من كتاب آل شبارو والعائلات البيروتية للدكتور عصام محمد شبارو.
شكر للدكتور حسان الحلاق لمساهمته في تدعيم معلوماتنا من خلال دراساته المعمقة وبحثه عن جذور العائلة.
--------------------------------------------------
انضمام آل شبارو إلى اتحاد جمعيات العائلات البيروتية
تميل العائلات البيروتية بطبيعتها إلى التكافل والتضامن الاجتماعي والاقتصادي والإنساني. لذلك، تعتبر بيروت من أولى العواصم العربية التي شهدت قيام جمعيات اجتماعية أو خيرية بما فيها الجمعيات العائلية البيروتية التي ارتأت إيجاد صيغة فاعلة تعبر عن طموحات وتطلعات عائلات بيروت، وذلك بدعوة هذه الجمعيات العائلية لتكوين اتحاد يلبي مطالب وحاجات البيروتيين.
ورغم تحرك هذه الجمعيات العائلية البيروتية زمن الحكم العسكري الفرنسي (1920 -) 1925 وفي عهد الجمهورية اللبنانية الأولى (1926 -) 1943 في ظل الانتداب الفرنسي، ثم الجمهورية اللبنانية الثانية المستقلة (1943 -) 1975، إلا أن الخطوة الأولى نحو تأسيس الاتحاد تأخرت إلى سنة 1973 عندما تأسس "اتحاد جمعيات العائلات البيروتية الإسلامية" حيث كانت تعمل إلى جانبه "رابطة الأسر البيروتية الإسلامية"، غير أن الحرب العبثية التي شهدتها بيروت وسائر المناطق اللبنانية طيلة خمس عشرة سنة وستة أشهر كاملة (13 نيسان 1975 - 13 تشرين الأول) 1990، أدت إلى توقف عمل مثل هذا الاتحاد والرابطة. وبعد انتهاﺀ الحرب، تداعت بعض الجمعيات العائلية البيروتية، إلى إحياﺀ فكرة الاتحاد، وبدأت الاجتماعات المتواصلة سنة، 1997 حتى تمكنت من الحصول على علم وخبر رقم 80 تاريخ 1998/7/4 تحت اسم "اتحاد جمعيات العائلات البيروتية"، ليضم ممثلي 24 جمعية عائلية برئاسة البروفسور وفيق مصباح سنو. وتعزيزاً للروابط العائلية البيروتية، ارتأت الهيئة الادارية لجامعة آل شبارو، بعد 41 يوماً على انتخابها أن تنضم إلى اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، في جلسة الثلثاﺀ /10/26 1999.
تعليقات: