معاناة طلاب الجامعة اللبنانية في صيدا

"كلية الآداب والعلوم الإنسانية" في "الجامعة اللبنانية" - الفرع الخامس في صيدا:

إنقطاع التيار الكهربائي يزيد من معاناة الطلاب جراء الحرمان والإهمال...

ذوو الحالات الخاصة يواجهون صعوبة في الوصول إلى قاعات المحاضرات...

الجنوب - مكتب "اللـواء": لعل السؤال الأبرز، الذي يطرح نفسه عند الحديث عن الجامعة اللبنانية، لماذا هذا الإجحاف الظالم بحق الطلاب؟ هل لأنهم فقراء؟ لماذا هذا الإهمال المستمر لجامعة المحرومين؟ هل لأن مطالبتهم بحقوقهم غير مسموعة؟ فالجامعة اللبنانية تعاني فعلياً من مشاكل كونها جامعة الدولة، التي من المفروض أن تكون على صورتها ومثالها·· ولكن يرى البعض أن المفارقة الكبرى، هي أن الدولة بدلاً من أن تنهض بجامعاتها الوطنية، تعمل على خنقها·

فهموم الطالب في الجامعة اللبنانية كثيرة، وأمله بتحسينها أكثر وأكثر·· وهذا الواقع ينطبق على وضع "كلية الآداب والعلوم الإنسانية" في "الجامعة اللبنانية" - الفرع الخامس في صيدا، وما يعانيه الطلاب من حرمان وإهمال في الكلية·

"لـواء صيدا والجنوب" يسلط الضوء على بعض هموم ومشاكل الطلاب في الكلية، التي تحدثوا عنها بصراحة ووضوح، آملين أن يصل صوتهم ويصار الى تحقيق جزء من مطالبهم·

ذوو الحالات الخاصة

علي بزيع (سنة أولى أدب عربي)، أشار الى "أن الميكروفونات المتواجدة في القاعات محدودة العدد، فكثيراً ما يتم الشجار عليها، وخاصة في السنوات الأولى عربي وإنكليزي، حيث يفوق الحضور في هذه القاعات 300 طالب· وكثيراً ما يتم استعارة الميكروفونات من مجلس الفرع، ويبلغ عددها 3 ميكروفونات، وهي ليست ملكاً للإدارة"·

وقال: إن انقطاع التيار الكهربائي من أهم المشاكل التي نعاني منها في الكلية، وهو يشكل عائقاً كبيراً في التواصل بين الدكتور المحاضر والطلاب، فالطلاب الذين يجلسون في النصف الثاني من القاعة لا يسمعون ولا حتى يرون ما يُكتب على اللوح لعدم الإضاءة الكافية·

وأضاف: إن تواجد ذوي الحالات الخاصة في الجامعة، يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار، ففي الكلية يبلغ عدد الطالبات المقعدات 3 يتوزعن على الأدب الإنكليزي والفرنسي، وهن يحضرن بشكل دائم، وعليهن الإنتظار يومياً نصف ساعة حتى يأتي شابان أو ثلاثة كي يتمكنوا من انزالهن أو اصعادهن على السلالم لعدم توفر التيار الكهربائي، وإن توفر، فغالباً ما يتعطل المصعد· فأليس من الحق الطبيعي لأولئك الطالبات أن يتعلمن بكرامة، ولماذا يجب عليهن أن يكن مختلفات عن باقي الطلاب؟ هل لأنهن يعانين من مشكلة صحية؟

وتساءل: لماذا عندما نذكر الجامعة اللبنانية، يجب أن يؤخذ عليها طابع الحرمان والتعتير والفقر وقلة الإمكانيات؟

إبراهيم عجيل (سنة ثالثة جغرافيا)، قال: مشاكل الجامعة لا تعد ولا تحصى، نبدأ بالمشاكل الإدارية التي لا مثيل لها على صعيد جامعات العالم، مثلاً ما إن تطلب إفادة العلامات حتى يعدونا بها بعد 3 أشهر·

وأضاف: أما بالنسبة للقاعات فهناك ما يسمى في هذه الجامعة "التعليم من دون إضاءة"، فالمولد الكهربائي في الجامعة لا يتم تشغيله إلا لنصف ساعة فقط· أما بالنسبة الى المقاعد في القاعات فحالتها سيئة جداً، ونحن في قسم الجغرافيا لدينا ساعات رسم لخرائط، ولا نستطيع الرسم على الطاولات لأنها غير ثابتة على الأرض، والخريطة تكون أكبر من الطاولة مما نضطر الى أخذ المحاضرة نظرياً، والنظري لا يساعد كثيراً، ويجب أن يكون عملياً·

وتابع: فالمكتبة لا تتوفر فيها الإضاءة الجيدة، أما بالنسبة لنوعية الكتب والمعلومات فإنها جيدة ولكن ليست كافية· كذلك لا يُمكننا أن نغفل عن ذكر عدم تواجد ملاعب شتوية، ولا حتى مقاعد تكفي الطلاب· ناهيك عن مدخل الجامعة الذي يعج بالسيارات والفانات التي تقل الطلاب إلى الجنوب، إضافة إلى المستنقعات والحفر المتواجدة على مدخل الجامعة·

ابراهيم بركات (سنة ثالثة أدب عربي)، قال: إن الجامعة صرح تربوي ثقافي يكتسب الإنسان من خلالها المعلومات والثقافة العامة· ولكن الإكتظاظ الهائل للطلاب في قاعات التدريس، يخلق مشكلة، لأن القاعات لا تتوفر فيها المقاعد و"الميكروفون"، أضف إلى ذلك مشكلة المصعد، لأن الصعود إلى الطابق الرابع أكثر من مرة في اليوم يرهق الطالب·

وأوضح "أن أكثر المشاكل التي نعاني منها هي عدم توفر التيار الكهربائي في الكلية، ويعتبر الميكروفون عنصراً أساسياً من عناصر القاعات الدراسية، والتي لا يمكن إلقاء أي محاضرة إلا بوجوده، نتيجة العدد الكبير للطلاب، والذي يفوق أحياناً 300 طالب، هذا فضلاً عن المشاكل الإدارية، وسوء تلبية حاجات الطلاب"·

أمل في إيجاد مقعد شاغر

إيمان عبد العزيز (سنة ثانية جغرافيا)، قالت: نأتي إلى الجامعة يومياً، آملين أن نجد مقعداً شاغراً لحضور بعض المحاضرات، فالمقاعد الموجودة في القاعات، وبالتالي في الكلية لا تكفي الطلاب، فكثيراً ما يتم نقل المقاعد من قاعة إلى أخرى، والأمر لا يقف عند هذا الحد، فالمحظوظ هو من يجد مكاناً قرب الحائط ليقف ويسند ظهره إليه، ليستمع إلى الاستاذ، هذا إذا كان التيار الكهربائي مؤمناً، أما إذ كان منقطعاً ولم يحالفنا الحظ أن نجلس في الأمام فنضطر للخروج من المحاضرة·

وعقبت شقيقتها وزميلتها تهاني عبد العزيز (سنة ثالثة فلسفة) بالقول: إن مساحة القاعة صغيرة بالنسبة لعدد الطلاب ولا تتسع لعدد كبير من المقاعد· وأضافت: أما بالنسبة للمكتبة فإنها لا تفي بالحاجة الضرورية، والسبب يعود في ذلك إلى ضعف التنوع في المصادر والمراجع·

وتساءلت: ماذا عسانا نفعل عندما لا نجد مكاناً شاغراً في القاعة لحضور المحاضرة، هل نجلس في الملعب؟ كيف وأين؟ فالمقاعد محطمة، ضاحكة "المكان الوحيد هو السلالم"·

نرجس عبود، أوضحت: إن الفراغ الذي يطغى على طلاب الجامعة اللبنانية ليس بجديد، فعدم توفر أبسط وسائل الراحة أثناء المحاضرة كالمقاعد والصوتيات، يجعلنا نمل ونشمئز من المحاضرات·

وتساءلت: ما البديل، أهو النزول إلى المكتبة، أم إلى كهف يفتقد النور؟

فالمكتبات في جامعات العالم هي المكان الذي يجلس فيه الإنسان ويكون لديه زخم ثقافي، وهدوء حتى يستطيع مطالعة الكتب وتصفحها، أما في جامعتنا فهي عكس ذلك تماماً، فتقع تحت الأرض، وتعاني من رطوبة كثيفة·· إذن المكان الوحيد الذي يجد الطالب راحته فيه هي "الكافيتريا"·

وختمت متسائلة: هل الحرب الثقافية بدأت تسيطر على جامعاتنا؟ لماذا لا يتم إقامة نشاطات ثقافية وندوات شعرية بشكل دوري طوال السنة الدراسية؟ " ديالا قرصيفي النابلسي

تعليقات: