صورة لــ حسين غريب على الدردارة عام 1984
الحمد والشكر لله الذي بعث بالإسبان إلينا و»حنَّن» قلبهم علينا لينتشلوا «نبع الدردارة» ( بالمناسبة أين هو النبع؟) من براثن التخلف والجهل والإهمال والتشويه المقيم فيه، وحوَّله منذ سنوات إلى مرمى لقاذفي الأكياس والقناني البلاستيكية والقاذورات والنفايات.
ربَّما شعر الإسبان الذين يسلكون الطريق المحاذية للدردارة يوميا، وكان بعضهم قد قضى بانفجار إرهابي مروع قربها، بأن واجبهم يقضي بتجميل الطبيعة التي يعيشون فيها وتقديم خدمة بيئية واجتماعية لسكان المنطقة في إطار بناء علاقات المودة والصداقة، وهذا فعل مستحسن يدل على رهافة إحساس وتقدير عميق للبيئة، إلا ان ما لم تشعر به البلدية الموقرة في الخيام وأثرياء البلدة والنافذون من أهلها، من خطر تحول «النبع» ومَصْدَر ريْ عشرات آلاف الدونمات الزراعية إلى مكب للنفايات والعبث البيئي، يثير في النفس الحزن والغضب. ومن غير المقبول رمي المسؤولية على التخلف البيئي لرواد « النبع» والتباهي بتنفيذ أشغال ترميم، قبل سنوات، اكتملت بأن أسرت «الدردارة» بدائرة من الباطون، وحجبتها عن النظر، من الجهة الشرقية، بمصطبة في أسفلها قناطر ومستنقعات تحولت، مع الإهمال و قلة الأدب والذوق، إلى مياه آسنة!!
إن الـ37 ألف دولار التي أنفقها الإسبان على ترتيب «الدردارة» لا تعادل ثمن سيارة واحدة من السيارت التي أتى بها أثرياء الخيام من المهجر وبيروت إلى قريتهم خلال الصيف، وهو، بالطبع، مبلغ لا يمكن أن يرهق ميزانية بلدية الخيام.. فلماذا بادر الإسبان ولم نبادر نحن... هذا هو السؤال؟.
«نبع الدردارة» الذي هو هبة الله لسهل مرجعيون - الخيام والذي كنَّا نرتوي من مائه بشفاهنا مباشرة، تحول إلى معتقل للمياه أسوة بمعتقل الخيام الشهير وأُسقط في البلادة والتشوه. صار معلما كئيبا فشلت كل المحاولات الفردية في إنعاشه بمطعم من هنا أو استراحة من هناك. والعجب أن الخبر الإعلامي الذي أورد «التدخل الإسباني في شؤون الدردارة» تحدث عن تأهيل «محيط المتنزهات والاستراحات» من دون ان يوضح انه إنَّما يتخيل المتنزهات والاستراحات! فمحيط الدردارة قاحل وماحل وبالكاد تجد من يزرع أرضه. الدكان المتواضع والوحيد الذي كان هناك، مقفل ومهجور. فقط شجرة الكينا العملاقة تتحــــرك في فضاء «الدردارة» وما عداها خواء بخواء يـــتداعى قابضا على السهل من أقصاه إلى أقصاه.
ويحدثونك عن الصمود.
تعليقات: