عن «بي بي سي فوود»

ما رأي هواة الطبخ في طهاة الشاشات الصغيرة؟

ناهيك عن « انفلونزا» المسلسلات التي اجتاحت الشاشات في شهر رمضان، تحتلّ برامج الطبخ مساحة واسعة عند المشاهدين، لا سيما عند ربات المنازل. يتسمرن أمام الشاشة الصغيرة ليبدأن حصة الطبخ، وكأنهن يخضعن لامتحان ما. فطبعا، تسعى كل امرأة إلى «التفوق على نفسها» من خلال تحضير طبق شهي ولذيذ من دون أن يعلم المحيطون ان الوصفة طبّقت بمساعدة «الشيف» على الشاشة. وبطبيعة الحال، جمهور برامج الطبخ لا يقتصر على النساء، بل للرجال حصتهم في المتابعة ولو ان معظمهم لا يطبّق «معارفه» في فنون الطهو داخل المنزل.

«نيالنا على هالكنة»

تمزح لينا المتزوجة حديثاً قائلة انها لن تنسىً فضل «الشيف منال» عليها. و«الشيف منال» هي منال العالم التي تقدم فقرة الطبخ اليومية على قناة «أبو ظبي». لم تتصور لينا يوما انها ستتعلم تحضير «الكبة المبرومة»! أما «الفرحة الكبيرة» التي غمرت الشابة كانت حين دعت أهل زوجها الى مائدة الإفطار مؤخراً في منزلها، وأشادت حماتها بالأطباق التي حضّرتها «نيالنا على هالكنّة»، وتضحك لينا «نيالي على التلفزيون». تخصص لينا دفترا خاصا تدوّن عليه وصفات الطعام، وتعتبر أن «منال العالم» هي الأفضل بين الجميع لأنها تحرص على نظافة أدواتها، كما انها «واضحة وقريبة الى القلب».

بدورها، تفضّل بدرية القرق قناة «فتافيت». هذه القناة التي تلاقي جمهورا كبيراً في الآونة الأخيرة وتستقطب يوميا عدداً كبيراً من المشاهدين، خصوصا انها أول قناة عربية مخصصة للطبخ فقط، وتهدف إلى تعريف المشاهدين بقوائم أطباق الطعام الغريبة من خلال رحلات الطبخ المثيرة والمسلية مع أفضل العروض التلفزيونية العالمية، وأشهر الطهاة. تبث القناة فقرات حول المطبخ على مدار الساعة، حيث يتولى طهاة من جنسيات مختلفة تحضير أنواع مختلفة من الأطباق العربية، الأوروبية، الصينية، الهندية والإيطالية... وتعتبر القرق أن ما يميّز القناة عن غيرها، أنها متاحة في اي وقت كان، كذلك تنسجم ربة المنزل مع أسلوب طهاتها، لأنهم «واضحون بالوصفات ولا يعكّون(لا يسترسلون في الشرح المعقد) أبدا». وتضيف أن القناة علمتها مكوّنات مأكولات كثيرة لم تكن تعرفها، رغم أنها تطبخ منذ فترة طويلة.

لا تركز القناة على عرض الأطباق المالحة فقط بل يخصّص طهاتها فقرات خاصة بالحلويات. الأمر الذي حول علياء الى مدمنة على المحطة، حيث تحضّر يوميا كمية من الحلويات العربية والأجنبية. إضافة الى ذلك، تستفيد علياء من الوصفات الصحية خصوصاً ان أحد أفراد عائلتها يعاني من الكولسترول في الدم.

حرب معجبات

كانت جميلة واحدة من المعجبات بوصفات الطاهي رمزي شويري الذي يقدم فقرة الطبخ على قناة «المستقبل». اليوم تقرر مقاطعته بسبب فشلها الدائم في تخمير العجينة كلما طبّقت وصفة يعرضها!. تؤكد جميلة على أنها طاهية ماهرة وبشهادة العديد من الأقرباء والأصدقاء «لكني لم أعد أفهم مؤخرا الوصفات التي يعرضها» لا بل تتابع «أشعر أن أطباقه كلها «خبيصة بخبيصة» من كثرة المكونات التي يضيفها».

تتحد نظيرة وتؤازر جارتها جميلة. هي أيضاً تفضّل «الشيف انطوان» على «تلفزيون لبنان». لم تستحمل نظيرة فكرة أن يضع الشيف رمزي مع طبق «المدردرة « بندورة، جزرا وسبانخا: «طار عقلي لما شفت هالمنظر»!. بينما الشيف أنطوان قريب من المطبخ العربي الذي تعرفه كل ربة منزل «وهو يلجأ الى الطريقة الأسلم من خلال تحضير أطباق نعرفها وسمعنا عنها». لكن سامية لها رأي آخر، هي لا تزال تؤمن أن الشيف رمزي فتح الباب في مجال برامج الطبخ «وأكلاته ممتعة وتسمح لي بتقديم الجديد على المائدة من دون أن يتسرب الملل إلى أفراد عائلتي. بالتأكيد هو الأفضل». أما وداد فليست غاوية لبرامج الطبخ. تقول انها تمر على هذا النوع من البرامج مرور الكرام لتتعرف على الأطباق التي يحضرونها. فوداد هي «شيف بحد ذاته وليست بحاجة للتعلم من أحد»، كما تقول. رغم ذلك تعتبر أن قناة « فتافيت» مهمة، خصوصا للشابات اللواتي يتزوجن ولا يعرفن «كيف بيقلوا بيضة».

وللرجال حصتهم

ومن قال إن الرجل ينتظر المرأة كي تحضر له طعامه المفضل؟ إليكم مثلا وجدي المشاهد الأول لبرامج الطبخ. ليس لدى وجدي طاه مفضل، هو يشاهد البرامج لأنه يعتبرها متنفساً من أجواء الضغط والزحمة. ويؤكد انه يتوجه الى منزل عائلة زوجته لمشاهدة قناة طبخ أجنبية لا يلتقطها جهاز «الساتيلايت» في منزله (بي بي سي فوود). يحب وجدي تطبيق الوصفات دائما، لكن للأسف كلما يحاول تحضير شيء «بيطلع محروق» فيرجوه أفراد عائلته أن «يترك الخبز للخباز». إلا أن مكرم وهو مصور تلفزيوني لا يخشى التجربة، لكنه ينتقي الوصفات التي يعتبرها «منطقية» ويفضل البرامج الغربية لا العربية «لأن الطعام ينفذ بوقت قصير كما أني أجد ضالتي في المطبخ الإيطالي تحديداً».

موضوع عن أخصائية التغذية فاطمة صادق صاحبة إطلالات في "فتافيت"