الدكتور كامل مهنا إثنار إلقاء كلمته
أود بداية ان اتوجه بالتحية للقيمين على بوابة "خيام كوم" بمناسبة تدشين مقرها الجديد واخص بالذكر المهندس اسعد رشيدي للجهود الكبيرة التي يبذلونها من اجل التعريف بالخيام، وبالنشاطات التي تتم فيها وبشكل خاص التواصل الذي يحصل بين ابناءها المقيمين والمغتربين حيث باتت جسر عبور من والى الوطن.
ايها الإخوة والأخوات،
دائما الخيام، لان الخيام جنوبية، والجنوب يختصر القضية الكبرى في تاريخنا القومي. فمن الخيام العزيزة من هذا الجنوب، من تلك البلدات الطيبة التي دفعت النصيب الاكبر، قتلا وتهجيرا وتدميرا.
والان ونحن في الخيام، والتحرير مرسوم كالوشم على صورة البلدة التي أصبحت رمزا للانتفاض على الظلم، ومعتقلها يتحول الى رمز للحرية المنتزعة قسراً من المحتلين.
تحية للمقاومة التي حظيت بوسام الشرف العربي واحترام شعوب العالم الاوسع.. وتحية ايضا لشهداء والجرحى الذين بفضل دمائهم الطاهرة تحقق التحرير وانتصار تموز 2006. وليس اخيراً، تحية الى الاهل الذين صبروا، واجتهدوا، فكانوا النموذج في التضحية والصمود.
نحن اذا في الخيام، وفي مكان قريب من المجزرة الشهيرة، اننا وقد، اخذت بنا الهواجس الكبيرة الى الدوائر الساخنة وبالرغم من كل الجهود التي نقدمها جميعا لاهلنا، فاننا لم نقدم للخيام ما تستحق.لقد تم حتى الآن وضع برامج عديدة حول التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق المحررة وهي برامج مهمة وصادرة عن هيئات محلية ودولية مرموقة الا انه بعد انقضاء عدة سنوات على العودة الى الوطن وبعد الدمار الذي احدثه عدوان تموز 2006، يرتفع صوت العتاب ليذكر بما كان قبل الاحتلال وخلاله. كل مؤسسات الدولة التي اوصلتهم الى نصف الانتماء الى الوطن وتركتهم معلقين وفراغ الخطط والوعود.
ان الخيام وكذلك الشريط السابق بحاجة الى اعادة ربطه بخطوط الوطن وهيئاته الاجتماعية والاقتصادية والاعتراف بحقه في ممارسة المواطنية عبر تنفيذ او الشروع بتنفيذ الخطط العديدة التي وضعت لاغاثة واعمار البنى التحتية فيه، مقترنة ببرامج التنمية المستدامة القائمة على مساهمة الجهات المعنية من حكومية واهلية ودولية.
ان مؤسسة عامل والتي جاء تأسيسها في العام 1979 اعقاب الغزو الاسرائيلي لجنوب لبنان سنة 1978،وفي هذا السياق اعترف ان مأساة الخيام، البلدة التي اعتز بالانتماء اليها، كان لها الدور الاساسي في تأسيس عامل واتجاهاتها التنموية والصحية والاجتماعية والتي واكبت اهلنا خلال التهجير والعودة منذ تأسيسها قد افتتحت مركزها في حي البركة بعد التحرير، وهو من اهم المراكز في لبنان، بالاضافة الى اربعة مراكز اضافية في منطقة مرجعيون - حاصبيا (حلتا والفرديس، مرجعيون، ابل السقي) من اصل 23 مركزا منتشرا في المناطق الشعبية في لبنان.
الا انه بالرغم من كل ما نقدمه، نعتبر اننا لم نقدم للخيام ولاهلنا في المناطق الشعبية ما يستحقون.
أيها الأخوة والأخوات
يبقي أن نشير في الختام أن العدوان الإسرائيلي قد خلف ماسي إنسانية واقتصادية واجتماعية ونفسية وبيئية بحاجة إلى خطة وطنية يشارك فيها الجميع بإشراف القطاع العام تعيد بناء ما تهدم من خلال تنظيم مدني حديث وتطوير المؤسسات الصحية والبنية التحتية وإنشاء المشاريع الإنتاجية والزراعية في الأرياف لكي يستطيع الناس العيش في هذه المناطق وليس الهجرة إلى الخارج أو الإقامة في العاصمة وكذلك وضع دراسات من قبل هيئات متخصصة تضع ملفات مهنية حول الأسلحة التي استعملتها إسرائيل والقنابل العنقودية والألغام والانتهاكات للقانون الدولي وترويع المدنين وتدمير البنية التحتية والمؤسسات الإنتاجية وتلويث البيئة وإقامة دعاوى من قبل أفراد لبنانين يحملون جنسيات أجنبية ضد الحكومة الإسرائيلية والمطالبة بالإدانة لهذه الانتهاكات والتعويض عن الدمار الذي أحدثته في لبنان والخسائر البشرية وتحديد نوعية الأسلحة التي استعملت وذلك من اجل الوقاية من أثارها السلبية على البشر والبيئة والمياه والهواء والتربة.
أيها الأخوة والأخوات
يبقى الجنوب الطريق لوحدة الوطن، وهو يمثل القلب الذي نرسمه على صفحة الوطن، قويا" راسخا" مستقلا"، الجنوب الذي كان وما يزال الهاجس الكبير، نقيم في جراحه، ونمتد في شرايينه المتشعبة والمتناثرة في مناطق البؤس والحرمان، وكل لبنان عندنا الجنوب، لأن النصر واحد والوجع واحد، تستمده من وعي أبنائه الذين ما انفكوا يجسدون، برغم المعاناة، النموذج على صعيد البطولة والعطاء والتضحية.
عاشت الخيام، عاش الجنوب، عاش لبنان
ومبروك مجددا لافتتاح مقر" خيام كوم"
و شكرا.
(كلمة ألقاها الدكتور كامل مهنا، رئيس مؤسسة عامل، بمناسبة إفتتاح مقرّ خيام دوت كوم)
ألبوم صور حفل إفتتاح مكتب الموقع
مقالة الدكتور علي حمادة حول افتتاح مكتب الموقع
كلمة المهندس أسعد رشيدي في حفل الإفتتاح
جانب من الحضور
مقدمة حضور حفل الإفتتاح
تعليقات: