المرحوم الحاج أبو غازي فيصل حكمت التنوخي
بالأمس فقدنا والدنا الحبيب واليوم وللمرة الثانية نفقد والداً عزيزاً بفقدنا العم الغالي الحاج فيصل التنوخي رحمه الله تعالى.. لست أنا فقط، بل جميع أفراد العائلة لديهم هذا الشعور وكل من عرف دماثة خلقه، وأنا واثق أن ذلك إمتد إلى الكثير من الناس الذين عرفوه وعايشوه عن قرب وكل الناس الذين كانوا يسمعون بسيرته الطيبة .
لقد فجعنا جميعاً بوفاة العم أبو غازي رحمة الله عليه. كم هو إنسان محظوظ وألف محظوظ منْ أجمع الناس على محبته، كيف لا وهم شهداء الله في الأرض.
منذ نشأتي في عائلتي التي كان والدي - رحمه الله - دائم الإتصال بها وبكل من له صلة بنا وعندما بدأت أعي ما حولي كان هناك إلى جانبه العم الحاج أبو غازي صهراً وأباً وأخاً باراً به ، وقد كان والدي وعلى مدار حياته يردد دائماً أن العم فيصل رحمه الله تعالى هو أكثر إنسان براً ووفاءً وأعذبهم قولاً وأخلصهم معاملةً لمن يصاحب.
لم يكن هذا البر والمحبة النابعة من قلبه الطاهر - رحمه الله - لوالدي فقط بل إمتد ذلك إلى جميع أفراد العائلة وما بعد العائلة كبيراً كان أو صغيراً ذكراً كان أو أنثى قريباً كان أو بعيداً.
كان - رحمه الله - بشوشاً صاحب حضور دائم، لا يتعب، ولا يكل، ولا يمل، بل يسعد بمشاركة صاحب الفرح في فرحه، أياً كانت الظروف، ومواساة المحزون في حزنه، ومساعدة الغير.. لقد كان يصل الرحم ويكظم الغيظ ولا يعاتب مقتدياً بحديثه صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب)..
كل ذلك وغيرها من صفات رأيتها فيه، كنا نستقي منها، وكان محبوه - رحمه الله - ينهلون منها ليتعلموا كيف يكون الإنسان وكيف يعامل المرء أخاه في فرحه وحزنه.
لقد كان - رحمه الله - منبع الاهتمام بالغير، فإذا ما خاطب الطفل أو الشيخ أو العالم أو الجاهل أو صاحب الحاجة مهما كانت حاجته أو المحزون أو الإنسان السعيد فسوف يشعرك أن من أمامه وكأنه هو الوحيد المهم في تلك اللحظة، ولم يكن هذا الأمر إلا لإهتمامه بغيره وبصالح الآخرين.
العم أبو غازي مخفف الصدمات على الكل، ملاذ الأحباب صاحب القلب الرؤوم ، وثبات العم والخال والأب ، وسند الزوجة لقضاء الحاجات، وحل المشاكل، لقد كان يهتم بجميع أفراد العائلة ويأنس للحديث لهم، ولعل ما كان من لقاءات ودعوات متكررة لكل أفراد العائلة في الشهور المنصرمة إلا كإشارة لوداع الوالد والصديق والعزيز على قلوب من عرفوا أخلاقه وفعائله حيث ما كان يُذكر العمل الصالح في أي مكان إلا ويُذكر العم أبو غازي الإنسان.
والدي أبا غازي لن أستطيع حصر الكم الهائل من صفاتك وسماتك التي إنتهلنا منها وإهتمامك ورعايتك لنا مُذّ عرفناك منذ نعومة أظافرنا ، إضافة إلى تقديمك النصح والمشورة لنا وتفقدك ودعائك وسؤالك الدائم عنا وعن والدنا رحمه الله وجزاك الله عنا خير الجزاء.
فعلاً كان - رحمه الله - يقابل الوفاء بالوفاء، فإن نظرة واحدة على جملة عقلية هذا الإنسان المبدع تكفيك لتعلم أننا أمام أنموذج نادر قَلّ أن تجد مثله ومثل أخلاقه وطيبته ووفائه رحمه الله، فلم يكن الحاج فيصل نبض عائلته ومحبيه فقط ، بل كان - رحمه الله - فارساً من فرسان الود والتواضع والرحمة والوفاء والأخلاق الحميدة.
أبا غازي ما أفدح مصابنا فيك.. وكان الله في عون محبيك.. المفجعين برحيلك، وكان الله في عون كل من كان يرى فيك العون له في مصيبته، كما أننا محزونون لفراقك، وهو أمر لا خيار لنا فيه ولا قرار، فنحن على يقين أن الفراغ الذي سوف تتركه يصعب على أي شخص كان سده. وما يواسينا وفاء أصدقائك ومحبيك لك ولأبنائك وبناتك؛ فالكل أتى ليقدم التعزية لهم وليستقبلوا العزاء فيك .
وأخيراً عزائي إلى الأخت إسعاف ( أم نادر ) وإلى الأخت سلام ( أم سامر ) والأخت إنعام ( أم علي ) والأخت إبتسام ( أم أسعد ) وإلى الأخوات سلامة والحاجة زهرة والحاجة أحلام والإخوان الحاج حسين التنوخي ( أبو عبدالله ) والحاج عباس التنوخي والحاج حكمت التنوخي وكل قريب وبعيد وكل من صادق وزامل وأحب أبا غازي الذي جعل من حسن الخُلُق المعنى العظيم الذي تركه لنا قيمة إنسانية .
اللهم إنا ندعوك أن تغفر له وتثبته بالقول وتسكنه فسيح جناتك وترحمه وتعرف بينه وبين نبيك نبي الرحمة محمد إبن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم وأن تعرف بينه وبين أئمة الهدى المعصومين الذين كان يواليهم في دار النعيم ، إلهي لقد إحتسبنا بك فصَبِرّنا لفراق الأحبة ، إنا لله وإنا إليه راجعون .
حسين السيد علي السيد سعيد زلزله
سجلّ التعازي بالمرحوم الحاج فيصل حكمت التنوخي (أبو غازي)
تعليقات: