الحمصي
كشف قاضي التحقيق العسكري الأوّل رشيد مزهر تفاصيل العلاقة بين رئيس بلدية سعدنايل سابقاً زياد الحمصي و«الموساد»، وقدم في قراره الاتهامي صورة واضحة عن عمالته، بدءاً من تجنيده أوائل العام 2006، بذريعة بلدية، قامت على أساس التنسيق بين بلدية بكين التي يبلغ عدد سكّانها أكثر من سبعة عشر مليون نسمة، واتحاد بلديات منطقة زحلة التي لا يصل عدد سكّانها إلى ثلاثمئة ألف نسمة، وإعجابه بالراتب الشهري الناتج عن جهوده في تسويق بضاعة صينية وتايلاندية في سوق البقاع التي تعاني ركوداً مستفحلاً، باسم شركة تجارية عالمية وهمية أنشأها ضابط «الموساد» الذي كلّف بتجنيده وتوريطه في العمالة.
وتظهر التفاصيل مدى استماتة العدوّ الإسرائيلي في التفتيش عن جنوده الذين قتلوا في المعركة الشهيرة بين جنوده ومقاتلي الجيش العربي السوري والمقاومتين الفلسطينية واللبنانية في محلّة بيادر العدس ـ السلطان يعقوب في البقاع الغربي عام 1982.
وتبين المعلومات أن الحمصي استغلّ عمله الصحافي في مجلّته «الإرادة» البقاعية ليسعى إلى جمع ما أمكنه من معلومات عن مكان وجود جثث القتلى الإسرائيليين، وذلك بناء على إرشادات جلّية من فريق عمل متخصّص ضمن «الموساد» زوّده بها وحدّد له شبهاته حول أماكن معيّنة يعتقد أنّها تحتوي رفات هؤلاء، أو أسماء أشخاص تسنّى لهم معايشة حكاية تلك المعركة ويملكون ما يفيدونه به.
ومع أنّ الحمصي أدرك بعد سماعه شريط الإرشادات والتعليمات أنّه يتعامل مع إسرائيليين، إلاّ أنّه لم يقطع علاقته بهم، بل استمرّ بشكل اعتيادي لسببين ذكرهما القرار الاتهامي وهما: إنّ الموضوع بنظر الحمصي ينطلق من دافع إنساني، ولا يشكّل مسّاً بالأمن اللبناني، ولضمان استمراره بتقاضي راتبه الشهري البالغ 1700 دولار أميركي، بالإضافة إلى رحلات السفر والاستجمام إلى بكين لتمتين العلاقات التجارية والبلدية بينها وبين قرى قضاء زحلة.
وقد ادت علاقة الحمصي بـ«الموساد» إلى دخوله سجن «رومية»، مع أنّه كان يطمح إلى الدخول إلى مجلس النوّاب بحسب ما ورد في إحدى رسائله إلى «الموساد».
كما يكشف مزهر في قراره الاتهامي، الخرق الأمني الذي قام به «الموساد» للسيادة اللبنانية، من خلال وصول أحد ضبّاطه إلى بيروت وإقامته في فندقي «إلكسندر» في الأشرفية، و«بارك أوتيل شتورا»، وقيامه بجولة ميدانية على الأسواق في البقاع الأوسط.
وخلص مزهر إلى اتهام الحمصي بجنايتي المادتين 275، و278، من قانون العقوبات، والظن به بجنحة المادتين 24/78 من قانون الأسلحة، وتنصّ مجتمعة على عقوبة الإعدام، وأحاله على المحاكمة أمام المحكمة العسكرية الدائمة.
وتنشر «السفير» النصّ الكامل للقرار الاتهامي، وهنا تفاصيله:
نحن رشيد مزهر قاضي التحقيق الأوّل لدى المحكمة العسكرية، بعد الاطلاع على ورقة الطلب رقم 6592/2009 تاريخ 30/5/2009 ومرفقاتها، وبعد الاطلاع على مطالعة معاون مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، وعلى أوراق هذه الدعوى كافة، تبيّن انه اسند إلى المدعى عليه: زياد أحمد الحمصي، والدته أمنة، مواليد عام «1948/ لبناني، رقم سجل نفوسه «2/ سعدنايل (أوقف وجاهياً بتاريخ 1/6/2009 ولا يزال)، وكلّ من يظهره التحقيق، بأنه في الاراضي اللبنانية وخارجها وبتاريخ لم يمر عليه الزمن أقدم على التعامل مع العدو الإسرائيلي، ودس الدسائس له، وإعطائه إحداثيات عن مواقع مدنية وعسكرية بهدف فوز قواته وإعطائه معلومات عن شخصيات سياسية وحزبية وعلى حيازة أسلحة حربية من دون ترخيص، الجرائم المنصوص عنها في المواد: «274/ و/275/ و/278/ من قانون العقوبات و/72/ من قانون الأسلحة.
في الوقائع: من عرين العروبة حيث امضى معظم حياته مجاهداً ومناضلاً في صفوف الحركات الوطنية اللبنانية والمنظمات الفلسطينية مدافعاً عن قضاياها عبر قلمه وسلاحه، هوى المدعى عليه زياد الحمصي خلال أوائل عام 2007، من هذا العرين ليستقرّ في مستنقع وحل العمالة مع عدو سبق له أن قاتله على أرض بلاده في منطقة البقاع، وعاد ليبحث له فيها بعد ان جنده ليعمل لصالحه وتزويده بمعلومات مكتومة ومجهولة منه، عن اماكن طمر جثث جنوده الذين قتلوا وفقدوا في معركة بيادر العدس ـ السلطان يعقوب الشهيرة، والتي مني فيها جيش العدو الإسرائيلي بخسائر فادحة في عتاده وجنوده من قبل الجيش العربي السوري والمقاومة الفلسطينية والأحزاب الوطنية اللبنانية خلال اجتياحه للبنان عام 1982، وذلك مقابل مبالغ مالية قبضها وأخرى تقدر بملايين الدولارات كان سيكافأ بها لو افضت عملية التفتيش التي نفذها الى نتيجة إيجابية.
معركة بيادر العدس
وتبين ان العدو الإسرائيلي دأب منذ تلك المعركة على استنفار اجهزته الأمنية لجمع المعلومات والاستقصاء عن أماكن دفن جثث جنوده في منطقة البقاع والعمل على استعادتها وتجنيد العملاء لهذه الغاية، وما إن رصدت بوصلة جهاز الموساد لديه ان المدعى عليه زياد الحمصي كان من عداد احدى المجموعات المقاتلة في معركة بيادر العدس خاصة بعد نشره في مجلة «الإرادة» التي كان يصدرها إعلاناً مفاده: «ترقّبوا صدور كتاب بمناسبة مرور خمس وعشرين سنة على الحرب الإسرائيلية على لبنان ومعركة بيادر العدس» وبجانبه صور لدبابات إسرائيلية محترقة، حتى عزم على محاولة الوصول إليه وتجنيده للعمل لصالحه، بغية تزويده بما في حوزته من معلومات ومعطيات تيسر له الوصول الى مبتغاه في قضية جثث جنوده.
الضابط ديفيد
وتسلل إليه عبر احد ضباط الموساد الإسرائيلي من اصل صيني يدعى ديفيد اوائل عام 2006، تحت غطاء انه عضو في بلدية بكين، ومن عداد مكتب التجارة الخارجية للصين، واستدرجه لاحقاً الى دولة الصين بداية، بغاية التنسيق بين بلدية بكين واتحاد بلديات منطقة زحلة، لا سيما ان المدعى عليه كان آنذاك رئيس بلدية سعدنايل، وديفيد صاحب شركات تجارية عالمية في الصين، وتايلاند ويرغب بتصدير وتسويق بضائعها من ألبسة وغيرها في الأسواق اللبنانية البقاعية عبر المدعى عليه الذي تم تعيينه عضواً في هذه الشركات مقابل راتب شهري قدره ألف وسبعمئة دولار أميركي.
تجارة فعمالة
وبعد عدّة رحلات قام بها المدعى عليه الحمصي إلى دولتي الصين وتايلاند بحجة حضور اجتماع الشركات التجارية، بدأ خلالها المدعو ديفيد وفريق عمله جورج عطار (يهودي سوري)، ومايك وامرأة إسرائيلية متخصصة منذ عشرين عاماً في عملية البحث عن المفقودين من الجنود الإسرائيليين بإماطة اللثام عن وجههم شيئاً فشيئاً، وأعلنوا للمدعى عليه زياد الحمصي خلال اوائل عام 2007، عن صفتهم الحقيقية بأنهم من جهاز الموساد الإسرائيلي والغاية من التواصل والتعامل معه، فأيقن عندها المدعى عليه بأن القضية ليست موضوع بلدية او شركات تجارية، بل تجنيده للعمل لصالح العدو الإسرائيلي في ما يتعلق بقضية جثث جنوده، فوافق على إكمال مسيرته معهم، والتي انحرفت عن مسارها التجاري الى مسار العمالة لصالحهم اولاً بدافع إنساني ما دام لا يشكّل ذلك برأيه أيّ مسّ بالأمن اللبناني، وثانياً لضمان استمرار تقاضيه لراتبه الشهري وعلى أمل حصوله على جزء من جائزة العشرة ملايين دولار المخصّصة لهذه القضية في حال وصوله إلى نتيجة إيجابية في عمليات التفتيش والبحث عن الجنود الإسرائيليين المفقودين في لبنان.
ستريو مشفّر
وبناء للتعليمات المعطاة له من قبل فريق عمل المدعو ديفيد، بدأ المدعى عليه بالتردد الى بلدة عيتا الفخار للاستفسار عن بعض الاشخاص الذين شاهدوا معركة بيادر العدس او يملكون معلومات عن كل تفاصيلها ومنهم المدعو الياس موسى صليبا، ولالتقاط بعض الصور للمقابر فيها، ولمناطق تم ارشاده إليها ومنها منطقة بيادر العدس، لاعتقاد العدو بأن جثث جنوده ربما دفنوا بها، وتابع تعامله على هذا النحو وتزويد العدو الإسرائيلي بكافة المعلومات المطلوبة وبالتردد عليهم حتى اوائل عام 2008، حيث تم تدريبه على جهاز ستريو متقدّم ومتطوّر ومشفّر يعمل بواسطة الأقمار الاصطناعية سلّم إليه لاحقاً وتمّ إدخاله خلال الشهر الثالث من العام المذكور آنفاً، الأراضي اللبنانية عبر مطار بيروت الدولي، من قبل المدعى عليه، إضافة الى جهاز كمبيوتر «Laptop» الذي اجريت عليه تعديلات تقنية متطورة لاستعماله لكتابة الرسائل وقراءتها المتبادلة بينه وبين العدو الإسرائيلي، وإضافة كذلك الى ثلاث قطع من «فلاش ميموري» واحدة بداخلها برنامج لفتح الـ«USB»، والأخريين تحتويان على صور جوية لتحديد الأهداف والمواقع بواسطتها وتتضمّن برنامجاً يمكن من خلاله تحديد الإحداثيات (النظيم والقطوع) لبعض المناطق والأهداف، و«ميموري كارت» كبيرة تتضمّن بداخلها برنامجاً لوصل جهاز الستريو مع جهاز الكمبيوتر «Laptop».
لقاء نصر الله
وبدأ منذ ذلك بواسطة هذه الاجهزة تزويد العدو بكافة المعلومات والأهداف والإحداثيات المطلوبة والتردد عليه لتقييم هذه المعلومات، وخلال ذلك ومن خارج إطار المهمّة التي كلف بها ابلغ المدعى عليه زياد الحمصي جهاز الموساد الإسرائيلي عن إمكانية مقابلته لسماحة السيّد حسن نصر الله بعدما ارسل إليه نسخة من مجلته «الإرادة» اثر الأحداث التي حصلت بين بلدتي تعلبايا وسعدنايل بواسطة الصحافي المدعو طلال خريس وزوّدهم برقم الهاتف الخلوي لهذا الأخير، فتفاجأ العدو بهذا النبأ السار وألح عليه إعلامه بالموعد قبل ثمان وأربعين ساعة من حصوله، غير أنّ يد مديرية المخابرات في الجيش اللبناني كانت السبّاقة إلى قطع الطريق على ما يخطّط له العدوّ الإسرائيلي قبل حصول هذا الموعد عبر توقيف المدعى عليه زياد الحمصي بعد رصد تحركاته وتنقلاته وافتضاح امره بتعامله مع الموساد الإسرائيلي، ومصادرة الأجهزة والقطع الالكترونية المسلمة له من قبل العدو الإسرائيلي، إضافة الى الهاتف الخلوي الذي يعمل داخل دولة تايلاند فقط.
وقد تعذّر على الفريق الفني بادئ الامر، الدخول الى جهاز الارسال الستريو، بعد ان عمد المدعى عليه الى اخفاء وصلة «الـUSB» المشفرة من جراء الخوف الذي انتابه على أثر انهيار شبكات التجسس ووقوعها في يد الاجهزة اللبنانية واحتفاظه بالجهاز المذكور كونه غالي الثمن، فتمّ عندها الاستعانة باختصاصيين متقدمين في هذا المجال وتعديل وصلة مشابهة والدخول الى جهاز الستريو واستخراج برنامج لكيفية تحديد الاهداف وخاصة في منطقة البقاع، وبرنامج عن كيفية تحضير الرسالة والارسال والاستقبال وكيفية قراءتها والمشاكل التي يمكن ان تعترض سير العمل.
80 رسالة ومعلومة في سنة وشهرين
وتبين ان عدد الرسائل التي بثها للعدو منذ الشهر الثالث من عام 2008، ولغاية تاريخ توقيفه في 16/5/2009 ، بواسطة الاجهزة المسلّمة له، ما يقارب الثمانين رسالة تضمّنت معلومات منها على سبيل المثال لا الحصر:
عن أراض لآل دحرج يعتقد بأن جثث الجنود الإسرائيليين دفنت فيها، ومخطّط لحواجز الجيش اللبناني القريبة منها، ومعلومات عن حاجز الجيش اللبناني مع القوات السورية في محلة بيادر العدس واسم الضابط السوري الذي كان مسؤولاً عن القوات السورية في حينه، وصور لمنطقة السلطان يعقوب وتحديد الأماكن المصوّرة بواسطة النظيم والقطوع (X,Y) ومعلومات عن ان الجثث تم نقلها بواسطة سيارة «بيك آب/ابيض اللون الى خارج بلدة عيتا الفخار، ومعلومات عن فتح مقر أمني جديد بالقرب من مكتبة في شتورا، ورسالة مفادها رغبته بالترشّح لعضوية المجلس النيابي لمعرفة موقفهم من ذلك.
البداية اتصال هاتفي
وتبين من التحقيق انه خلال اوائل عام 2006، تلقّى المدعى عليه زياد الحمصي، الذي كان في حينه رئيساً لبلدية سعدنايل ثمّ تولّى لاحقاً منصب نائب رئيسها وممثّلها لدى اتحاد بلديات قضاء زحلة وأمين صندوق الاتحاد المذكور، اتصالاً هاتفياً خارجياً من شخص يتكلّم اللغة الانكليزية، اعلمه فيه بأن صيني الجنسية ويدعى ديفيد ويشغل منصبي عضو في بلدية بكين وفي مكتب التجارة الخارجي الصيني، وإنه يرغب بالحضور الى لبنان لمقابلته ومقابلة رئيس غرفة التجارة والصناعة في مدينة زحلة ورئيس بلديتي بر الياس ومجدل عنجر، فرحّب به المدعى عليه قائلاً له: أهلاً وسهلاً بك في لبنان، بنفس اللغة، وعمل بعدها هذا الاخير على اطلاع المذكورين اعلاه على هذا الاتصال ومضمونه، ففوجئ الجميع به.
وفعلاً وبعد حوالى الشهر على هذه المكالمة، حضر المدعو ديفيد الى لبنان، ونزل في «اوتيل الكسندر» في محلّة الاشرفية، وعمد الى الاتصال بالمدعى عليه زياد الحمصي الذي حضر إليه واصطحبه الى منطقة البقاع ـ فندق «بارك اوتيل شتورا» وحجز له شقة فيه. وخلال اقامة المدعو ديفيد في منطقة البقاع جال برفقة المدعى عليه زياد الحمصي على رئيس بلدية مجدل عنجر المدعو حسين ديب ياسين، ورئيس بلدية بر الياس المدعو حسن عراجي، ورافقهما بجولة على الأسواق التجارية لبلديتهما، وفي ختام اقامته في لبنان اقيم له حفل عشاء في محلّة وادي العرايش ـ زحلة بحضور كل من المدعى عليه زياد الحمصي ورئيس غرفة الصناعة والتجارة في زحلة ادمون جريصاتي، ورئيس بلديتي مجدل عنجر وبر الياس، تبادل خلاله معهم المواضيع التجارية العامة وأعلمهم ديفيد بأنه مسرور جداً من خلال اطلاعه على السوق اللبناني وما يحتويه من بضائع صينية، وسحب من حقيبته دعوات موجهة الى المذكورين آنفاً، من الحكومة الصينية لحضور معرض بكين فيها، فاعتذر الجميع عن المشاركة بسبب وجود ارتباطات سابقة لهم، باستثناء المدعى عليه زياد الحمصي الذي بقي متأرجحاً في موقفه من الدعوة، وخلال نقله للمدعو ديفيد الى بيروت، اعرب له هذا الاخير عن تقديره وإعجابه به واعداً إيّاه بتدبر امر سفره واقامته على نفقة بلدية بكين في وقت قريب، على أن يكلمه لاحقاً عبر الهاتف، وغادر بعدها المدعو ديفيد عائداً الى دولة الصين.
السفر إلى الصين
وتبيّن أنّه بعد فترة وجيزة من مغادرته لبنان، اتصل المدعو ديفيد بالمدعى عليه زياد الحمصي ليعلمه ان بلدية بكين وافقت على تسديد كامل نفقات سفره الى الصين وإقامته فيها، ووجهه الى السفارة الصينية في بيروت لاستصدار تأشيرة الدخول اللازمة إليها، وهذا ما حصل فعلاً، اذ سافر المدعى عليه الى الصين واستقبله في المطار المدعو ديفيد واصطحبه خلال إقامته فيها في عدة زيارات لأماكن مختلفة منها بلدية بكين، عرّفه فيها على شخصيات مختلفة والى أماكن سياحية منها سور الصين، وأعلمه ان لديه شركات تجارية عالمية تقوم الدولة الصينية بمساعدته، وهذه الشركات تعمل على تصدير البضائع الصينية الى دول العالم ومقرها في «ماكاو»، واصطحبه إليها وعرفه على شخص على انه يدعى جورج عطار من التابعية السورية ويتقن اللغة العربية وهو المستشار القانوني للشركة وتبادل الثلاثة أحاديث تتعلق بالأعمال التجارية تولى في سياقها المدعو جورج المذكور اعمال الترجمة بين المدعى عليه زياد الحمصي والمدعو ديفيد الذي اعرب عن رغبته بإدخاله في عضوية مجلس ادارة الشركة رغم نفي المدعى عليه خبرته في مجال التجارة، واصطحبه لاحقاً الى مقر الشركة الرئيسي في بانكوك ـ تايلاند وأعلمه انه سيطرح على المسؤولين فيها ان يكون ممثلا للشركة في لبنان، وفي حال حصول ذلك عليه حضور اجتماعات الشركة الدورية في بانكوك بعدها غادر المدعى عليه عائداً الى لبنان.
1700 دولار ونسبة من الأرباح
وتبين ايضا انه بعد تلك الرحلة للمدعى عليه الى الصين فقد تردد خلال عام 2006، مرتين الى دولة تايلاند بناء لطلب من المدعو جورج عطار تم خلالها تعيينه عضوا في الشركة التجارية العائدة للمدعو ديفيد وممثّلاً لها في لبنان مقابل راتب شهري ثابت قدره 1700 دولار اميركي على ان يتقاضى نسباً مئوية من الارباح عند الشروع بأعمال التصدير الى لبنان، علاوة على تكبد نفقات سفره ذهاباً وإياباً الى دولة تايلاند وإقامته فيها من قبل الشركة.
البضاعة غير جيّدة
وبعودته الى لبنان وتنفيذاً لما يخطّط له جهاز الموساد وبغية التأكيد للمدعى عليه بداية ان العلاقة معه هي علاقة تجارية، عمد المدعو جورج الى إرسال عينات إليه من بضائع الشركة الى المدعى عليه عبر مطار بيروت الدولي فاستلمها، وعرضها على الاسواق اللبنانية تبين بنتيجتها انها ليست من النوع الجيد وأعاد هذه الكرّة مرّة ثانية خلال عام 2007، للتمويه على حقيقة علاقتهم بالمدعى عليه بعدما بدأت تتضح له.
وتبين كذلك انه خلال اوائل عام 2007، توجّه المدعى عليه زياد الحمصي الى دولة تايلاند ظنّاً منه لحضور اجتماعات الشركة بناء لطلب المدعو جورج عطار الذي زوده كالعادة برقم الاوتيل والحجز فيه، وبوصوله إليها اتصل بالمدعو عطار المذكور من هاتف خلوي كان قد استلمه من هذا الاخير سابقاً ويعمل داخل الأراضي التايلاندية فقط.
«أي عظمة عند اليهود تساوي الكثير»
وفي اليوم التالي حضر إليه المدعو جورج عطار واصطحبه الى مقر الشركة، فتفاجأ المدعى عليه بعدم وجود أعضائها فيها وراح يسأله عن طبيعة عمله الأساسي، فأعلمه المدعى عليه بأنه رئيس بلدية سعدنايل وصاحب مجلة «الإرادة» التي يصدرها ويتناول فيها مواضيع ثقافية، وبناء لطلبه اعطاه نسخة عن هذه المجلة كانت بحوزته، فراح المدعو جورج المذكور يتفحصها، وتوقف عند اعلان كان قد وضعه فيها المدعى عليه مفاده: «ترقبوا صدور كتاب بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على الحرب الإسرائيلية على لبنان، ومعركة بيادر العدس ـ السلطان يعقوب» وتظهر الى جانبه صور لدبابات إسرائيلية محترقة، وصورة للمدعى عليه بزيّ مقاتل، فسأله المدعو جورج عما اذا كان من المشاركين في تلك المعركة، فأجابه بأنه كان مقاتلاً وعلى مسافة قريبة من مكان الاشتباك في بيادر العدس، وراح المدعى عليه يشرح له عن سير المعركة في حينه بين الجيش العربي السوري والمنظمات الفلسطينية والأحزاب اللبنانية من جهة، وبين الجيش الإسرائيلي من جهة ثانية وانهزام هذا الأخير في هذه المعركة واحتراق دباباته ومقتل عدد من جنوده، عندها ردّ عليه المدعو جورج بأن لديه إمكانيات هائلة، وبإمكانه إعداد كتاب تاريخي موثق بصور فوتوغرافية عن هذه المعركة وأحيانا تكون الصورة أفضل من ألف كلمة، كما ان لديه ثروة ويجهل قيمتها، فاستوضحه المدعى عليه زياد الحمصي عما يقصد بكلامه هذا، فأجابه بما حرفيته (هون في يهود مفقودين وبعدهم) أي يوجد جثتان ونصف جثة مفقودين لجنود إسرائيليين ومجهول مكان دفنهم واصطحبه الى احدى غرف الانترنت، وأطلعه بواسطتها على صور لجنود إسرائيليين فقدوا خلال الحرب على لبنان ومنهم الطيار الإسرائيلي رون آراد فأجابه المدعى عليه بأن موضوع المفقودين من الجيش الإسرائيلي وخاصة المتعلّق بالطيار اصبح من التاريخ، الامر الذي اثار غضب المدعو جورج ورد عليه بعصبية قائلاً: «عند اليهود لا يوجد شيء من التاريخ، وإن أي عظمة عند اليهود تساوي الكثير».
وطلب منه مساعدته في معرفة اماكن دفن جثث الجنود الإسرائيليين في البقاع، لا سيما ان إسرائيل قد رصدت لهذه القضية مبلغ عشرة ملايين دولار بمثابة جائزة لمن يتوصل لنتيجة ايجابية في بحثه عنهم، ازاء ذلك بدأت الشكوك تساور المدعى عليه وبأن الموضوع ليس كما اعتقده بادئ الامر، عملاً تجارياً وتصريف وتسويق بضائع صينية داخل الأراضي اللبنانية خاصة انه مضى عام على علاقته بهم ولم يحصل ذلك، بل ان القضية تتعلق باستدراجه لمعرفة ما يملكه من معلومات عن جثث الجنود الإسرائيليين ومعركة بيادر العدس، كما انه راح يكتشف حقيقة شخصية المدعو جورج عطار بأنه ليس مستشاراً قانونياً للشركة وما عزز هذا الاعتقاد لديه عندما ابلغه هذا الاخير بأن لديه شقيق في دولة بلجيكا من جمعية عالمية تهتم بالمفقودين في الحروب والكوارث الطبيعية، وطالما تكتب وتؤرّخ كتاباً عن معركة بيادر العدس وفي هذا السياق اذا توصل لأي معلومات، او اخبار عن جثث الجنود الإسرائيليين، او اماكن وجودهم، او عن أي بقايا منهم من عظام وغيره، ان يخبره بذلك ليعمد بدوره على اطلاع شقيقه عليها وسيستفيدوا جميعهم مقابل هذا العمل من الجائزة المالية المرصودة لهذه القضية، فأبدى عندها المدعى عليه تجاوباً مع طلبه هذا، أو بأنه سيحاول الاهتمام بالموضوع بعد عودته إلى لبنان.
الاهتمام بقتلى بيادر العدس
كما تبين أنه وبنفس العام 2007، وبناء على طلب المدعو جورج، سافر المدعى عليه زياد الحمصي إلى دولة تايلاند عن طريق الإمارات العربية، وكالعادة استقبله جورج المذكور واصطحبه إلى مقر الشركة وتذرّع له بعدم حصول الاجتماع لانشغال اعضائها وعرض فيها على امرأة في العقد الخامس من عمرها، وأنها تهتم بموضوع المفقودين في العالم وخاصة جثث الجنود الاسرائيليين وسأله عما إذا وصل في عملية تفتيشه وبحثه إلى أي نتيجة ايجابية، وهنا تدخلت المرأة المذكورة وتناولت خريطة من محفظتها لمناطق بيادر العدس وأرشدت المدعى عليه حسب الخريطة إلى أماكن ومواقع لقطعة أرض يمكن ان يكون الجنود الاسرائيليون قد قتلوا عليها، وطلبت منه ان يعطي هذا الموضوع اهتماماً أكثر، فأكد لها أنه سوف يسعى للحصول على معلومات تفيد قضية جثث الجنود الاسرائيليين فزودته عندها بثلاثة أسماء لأشخاص لبنانيين من بلدة عيتا الفخار، منهم من شاهد المعركة ومنهم من يملك تفاصيل عنها، ومنهم المدعو الياس موسى صليبا، عندها قطع المدعى عليه زياد الحمصي الشك باليقين أنه يتعامل مع أشخاص إسرائيليين تابعين للموساد الاسرائيلي لا علاقة لهم بأي عمل تجاري أو جمعيات مفقودين.
وبدلاً من الانحراف عن هذا المسار الجديد الذي رسم له، فقد تابع مسيره عليه لسببين، الأول طالما أن الموضوع بنظره هو بدافع إنساني ولا يشكل أي مس بالأمن اللبناني، والثاني لضمان استمرار تقاضيه لراتبه الشهري الذي اعتاد عليه مع مخصصات السفر والسياحة التي يقوم بها كل مرة يزور فيها تايلاند وطمعه بجائزة الملايين من الدولارات المخصصة لهذه المسألة.
جمع المعلومات
وبعودته إلى لبنان انتقل المدعى عليه إلى بلدة عيتا الفخار حيث علم من رئيس بلديتها أن المدعو الياس موسى صليبا قد غادرها منذ فترة طويلة إلى دولة كندا، وإن الشخصين الآخرين قد توفيا منذ زمن، عمد بعدها بواسطة كاميرا كانت بحوزته إلى التقاط ثماني صور للأماكن التي أرشدته إليها تلك المرأة في بلدة عيتا الفخار ومنها المقابر وسبع صور لأماكن في منطقة بيادر العدس، والمباني المحيطة بها، وعمل على تظهير الفيلم في ستوديو الفن في تعلبايا، سافر بعدها إلى دولة تايلاند، وبعد ان سلم جورج ما بحوزته من معلومات وصور، عقد اجتماع في مقر الشركة ضمه إلى جانب جورج والمرأة المذكورة، أخبره خلاله جورج أن موضوع الشركة مؤجل حالياً لعدم استقرار الوضع الأمني في لبنان، وتناول معه موضوع معركة بيادر العدس، فتوجهت إليه الإمرأة المذكورة بالرجاء لمساعدتها في الحصول على أية معلومة ايجابية وحثته على العمل بأكثر جدية في موضوع جثث الجنود الاسرائيليين المفقودين، فاستوضح عندها المدعى عليه زياد الحمصي المدعو جورج عن هذه الامرأة وهويتها فرد عليه الأخير قائلا له: اذا كانت هذه المرأة اسرائيلية، هل تتعامل معها، فرد عليه بأنه لا مشكلة لديه، فترجم المدعو جورج لها ما دار بينه وبين المدعى عليه من حديث، فأعلنت له أي للمدعى عليه بأنها اسرائيلية وتعمل على هذا الموضوع منذ عشرين عاماً، وأنها تعرف أمهات المفقودين، وهذا أمر صعب جدا عليها، وأن لجثة اليهودي قيمة كبيرة عندهم، وطلبت منه متابعة العمل معها بهذه القضية بكل روية وحنكة.
شاحنة نقل الجثث
واتفق المدعى عليه معها على ان يعطي الموضوع فعلا الأهمية القصوى، ودخلا بتفاصيل سيارة البيك آب البيضاء التي نقلت جثثا من أرض المعركة وعما إذا كانت بينها جثث لليهود، ومكان إقامة الفلسطيني أبو محمود الذي كان يقودها إما في سوريا حالياً أو في بلدة غزة ـ البقاعية، وعن امكانية الوصول إلى عنوان صليبا المذكور في كندا، أو معرفة رقم هاتفه من أبناء بلدته، وفي نهاية الاجتماع طمأنه المدعو جورج أنه لا خوف بالموضوع وأنه لن يتسرب شيء منه للخارج، فعاد المدعى عليه إلى لبنان وهو على يقين أكثر من أي مرة أنه يتعامل مع أشخاص من الموساد الإسرائيلي، ورغم ذلك توجه إلى بلدة عيتا الفخار لجمع معلومات عن مكان إقامة المدعو الياس صليبا في كندا، او معرفة رقم هاتفه، لكنّه لم يوفق في ذلك رغم مقابلته لعدد من كبار السن فيها بحجة إعداد كتاب حول معركة بيادر العدس.
فحص الكذب
وتبين كذلك أنه خلال أوائل عام 2008، سافر المدعى عليه زياد الحمصي إلى دولة تايلاند وقابل فيها في مقرّ الشركة المدعو جورج الذي عرّفه على شخص يدعى مايك من التابعية الاسرائيلية وجهاز الموساد الاسرائيلي حيث أخضع من قبلهما لفحص الكذب على جهاز خاص عبر طرح بعض الأسئلة عليه ومنها:
نحن اسرائيليون ومن الموساد الاسرائيلي، هل من مشكلة معك. فأجاب المدعى عليه بكلمة: «كلا».
هل ترغب العمل معنا بموضوع الجثث، وهل لديك حس إنساني تجاه هذا الموضوع. فأجاب المدعى عليه بكلمة «نعم».
وقد أجرى في نهاية عملية الفحص، المدعوان جورج ومايك، عملية حسابية على ضوء الأجوبة وردات الفعل جاءت نتيجتها إيجابية.
بعدها أعلم المدعو مايك المدعى عليه زياد الحمصي بأن عليه أن يكون أكثر دقة في تحديد الإحداثيات للأهداف المطلوبة بطريقة علمية عبر خطوط الطول والعرض بما معناه بواسطة القطوع والتنظيم (X,Y)، وأحضر لهذه الغاية جهازاً على شكل ستريو، وراح يدربه بواسطته على كيفية تحديد الأهداف عبر الـ (X,Y) او تحديد الهدف من خلال الحاسوب إذا كان له إحداثيات، وإما بواسطة «الفلاش ميموري» على الكمبيوتر (وقد سبق له واستلم هذه القطع الالكترونية من حاسوب و«فلاش ميموري» من العدو الاسرائيلي خلال زياراته الأولى إلى تايلاند).
وبعد تدريبه على الجهاز المذكور بصورة جيدة وإعادة العملية عدة مرات بحيث أصبح ملماً به، طلب منه المدعو مايك أخذ الجهاز معه إلى لبنان للعمل عليه والتواصل بينهما بواسطته فأبدى المدعى عليه خوفه من مصادرته في مطار بيروت الدولي وافتضاح أمره، فأعلمه مايك المذكور بأن الجهاز المذكور متطوّر وعلى شكل ستريو عادي ماركة JVC، ولا يلفت النظر رغم الاتفاق بينهما على استلامه من قبل المدعى عليه في زيارته المقبلة لدولة تايلاند.
الجثث في منطقة الكسّارات
وعاد إلى لبنان، وبدأ بعملية التفتيش مجددا في منطقة السلطان يعقوب حيث علم بالتواتر ان الجثث العائدة لليهود تم دفنها في منطقة الكسارات بين منطقتي عيحا وعيتا الفخار، فتوجّه إلى تلك المنطقة وقام بالتقاط صور لها، وتعرّف على طبيعة الأرض فيها هل هي صخرية أم تحتوي على أشجار، ثم قام بتصوير منطقة الخربة القريبة نوعاً ما من منطقة الكسارات وهي منطقة مهجورة، ورسم الطريق المؤدية إليها.
وخلال أوائل الشهر الثالث، غادر مجدداً إلى دولة تايلاند لإحضار الجهاز الذي جرى تدريبه عليه سابقاً حيث قابل المدعو جورج الذي أعاد تدريبه مجدداً على الجهاز، فاستلمه بعدها المدعى عليه ووضعه داخل حقيبته وعاد إلى لبنان عبر مطار بيروت الدولي ومعه الجهاز، من دون ان يكتشف أمره وتوجه مباشرة إلى مكتبه الكائن في محلة شتورا ـ سنتر شمس الطابق الثالث، ووضع الجهاز بادئ الأمر فيه، وبعدها قام بوصل الحاسوب إليه وأرسل من خلاله رسالة للإسرائيليين وفقاً للتعليمات بأنه وصل بخير والأمور جيدة وعلى الفور وردته رسالة جوابية من العدو الاسرائيلي هنأوه فيها بوصوله بالسلامة. ومنذ ذلك الحين راح يتواصل مع الاسرائيليين بواسطة الجهاز المذكور الذي يعمل عبر الأقمار الاصطناعية ويبعث إليهم برسائل حول عمليات التفتيش التي قام بها في الأماكن المحددة له من منطقة السلطان يعقوب وبعض الأراضي لآل دحرج، وصوراً ونتائج التقصي وتحديد الأهداف المطلوبة عبر برنامج الـ (X,Y) في مناطق عدة من منطقة البقاع، وهذا ما بدا واضحاً في الرسائل التي تم استخراجها من الجهاز المذكور بعد توقيفه.
الخوف بعد توقيف الجرّاح
إلاّ أنه وبعد توقيف الأخوين (علي ويوسف) الجراح في منطقة البقاع، انتابه الخوف من العمل على الجهاز فاتصل بالاسرائيليين، وأطلعهم على موضوع توقيف الأخوين الجراح من قبل مخابرات الجيش اللبناني ومصادرة أجهزة اتصال مسلمة لهما من قبل جهاز الموساد الاسرائيلي، وبأنه خائف من اكتشاف أمره فطمأنه الاسرائيليون بأن لا أحد يستطيع ضبط الجهاز الذي بحوزته، فتابع عندها عمله معهم وبث الرسائل والصور إليهم بواسطة الجهاز المذكور والتردد عليهم لتقييم المعلومات التي زودهم بها.
وخلال فترة تعامله هذه ومن خارج إطار ما كلف به من قبل العدو الاسرائيلي وطمعاً في الكسب المادي الذي اعتاد الحصول عليه، أعلم المدعى عليه زياد الحمصي المدعو جورج خلال اجتماعه به في تايلاند عن امكانية مقابلته لسماحة السيد حسن نصر الله بعدما أرسل اليه عدداً من مجلة «الإرادة» التي يصدرها تناول فيه الأحداث التي حصلت بين بلدتي تعلبايا وسعدنايل بواسطة الصحافي طلال خريس وزوّده برقم الهاتف الخليوي لهذا الأخير فتفاجأ جورج المذكور بهذا الخبر السار، وألح على المدعى عليه إعلامه بالموعد قبل ثمان وأربعين ساعة من حصوله.
وتبين أيضا أنه على أثر انهيار شبكات التجسس التي تعمل لصالح العدو الاسرائيلي على الساحة اللبنانية ووقوع العملاء في أيدي الأجهزة الأمنية اللبنانية، عمد المدعى عليه زياد الحمصي وخوفاً من افتضاح أمره، وبسبب إقامة مكتب أمني بالقرب من مكتبه في محلة شتورا إلى إخفاء الوصلة العائدة للـ« USB» المشفرة التي يمكن من خلالها الدخول إلى جهاز الستريو وكشف الأنظمة والبرامج التي كان يعتمدها للتواصل مع العدو الاسرائيلي، والاحتفاظ بجهاز الستريو كونه غالي الثمن.
غير أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني التي كانت قد رصدت تحركات المدعى عليه وتنقلاته وتوفرت معلومات لديها بأنه من العملاء السريين للعدو الاسرائيلي، فقد داهمته دورية منها بتاريخ 16/5/2009 في منزله الكائن في بلدة سعدنايل وأوقفته واعترف بتعامله مع العدو الاسرائيلي واستلامه منه جهاز كمبيوتر وجهاز ستريو مشفراً ومتطوّراً يعمل بواسطة الأقمار الاصطناعية.
تعليقات: