الحاج فيصل التنوخي.. «بدها صبر يا صابر»

الحاج فيصل حكمت التنوخي (أبو غازي)
الحاج فيصل حكمت التنوخي (أبو غازي)


ان القلب ليحزن والعين لتدمع على فراق عمي الغالي أبوغازي فيصل التنوخي..

عرفته اكثر بعد وفاته، إذ أني قبل الوفاة بساعات اقتربت منه ألقنه الشهادة، بعدما طلب مني ولده الحاج حسين، وإثناء تلقينه اياها رأيت دمعة تنزل من عينه وجبينه يعرق (ونحن نعلم المؤمن عند ساعة الوفاة يعرق جبينه) فحينها اعتصرني ألم الفراق وما تمالكت نفسي، فعلمت ان الساعة اقتربت ولكن عندما جلسنا بين الاهل لأخذ العزاء عرفت ذلك الرجل الذي رحل عنا نعم حقيقة عرفته بعد رحيله...

في الحقيقة إن الفراق هو اصعب ما في هذه الدنيا التي ما نلبث حتى نفجع بعزيز.. وعمي فيصل التنوخي، ذلك الرجل الشامخ كشموخ جبال الارز، افتقدناه اليوم وفي القلب حسرات وآهات الفراق والذكريات.. فمنذ نعمومة اظافرنا وفي كل مرة نزور بيت عمتي كان عمي ابو غازي يستقبلنا بمحبه وحنو ودفىء المشاعر تتدفق من جوانبه لتغمرنا ونغرق بها.

كل الذين اقبلوا لأداء واجب العزاء اخذوا يسردون مآثر ومحاسن المتوفى، ولكن هناك مكان توقفت عنده حينما أتى أحد الحجاج الكبار وأنا حقيقة لا أعرفه سرد لنا قصة عن المرحوم وأظهر لنا مدى عظمة أخلاقه وعفوه وحلمه الكريم (والعافين عن الناس)، حيث قال:

"كان للمرحوم ولد اسمه عباس وكان له بضع سنين من العمر حين قام فتى من الجيران بصدمه بدراجه هوائيه فقتله فما كان من الحاج ابوغازي رحمه الله الا ان توجه الى مخفر الدرك ليتنازل ولم يعد الى البيت الا والمسجون معه وأعاده لاهله وعفى عنه، بعدها توجه الى منزله.."

حقيقة انا ذهلت لذلك الموقف الذي قلما وجد من يعفو عن قاتل ابنه، وفي تلك الساعه الفاجعه يذهب ويصفح عنه..

انه الايمان الحقيقي!...

فمن تلك القصة يمكننا أن نعرف صفات ذلك الرجل رحمه الله.

احبائي اولاد المرحومه عمتي، اولاد المرحوم:

لعمري ان المرحوم يجتمع اليوم مع الاحباب في العالم الاخر وهنيئا لكم الايمان والولايه التي قضيتم وأنتم متمسكون بها،

انتم كما عهدناكم اولاد صالحين وبارين فليصبركم الله ويصبرنا واياكم على المصاب الاليم.

ورحمة الله عليك يا عمي العزيز.. وحقيقة فقد أتى اليوم نتذكر فيها الكلمة التي كنت دوماً ترددها وما زالت تصدح في أذني (بدها صبر يا صابر)

الهمنا الله الصبر لنكون صابرين على فقدك!

رحمك الله أيها الحليم وجمعك مع آل البيت الاطهار في جنة النعيم

انا لله وانا اليه راجعون

تعليقات: