مقتل مطلوبين وجرح جندي بمداهمة في مجدل عنجر

ملالة للجيش عند أحد مداخل مجدل عنجر
ملالة للجيش عند أحد مداخل مجدل عنجر


الجيش يدعو الأهالي لعدم الإنجرار وراء الشائعات..

مجدل عنجر:

شيّعت بلدة عنجر عصر امس علي محمد ابو عباس الملقب بالعطار الذي قتل وعمار محمد حسين خلال اشتباك مع قوى من الجيش داهمت منزلاً في البلدة لإعتقالهما، وذلك بمشاركة حشود كبيرة من اهالي البلدة وفاعلياتها على ان يشيع حسين عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم·

وكان اللافت عدم ظهور المسلحين وعدم اطلاق النار وذلك بناء على تمنيات مرجعيات سياسية عليا للحفاظ على التهدئة·

وقد حمل المشيعون رايات اسلامية واطلقوا هتافات <الله اكبر ولا اله إلا الله والشهيد حبيب الله> وقد أمّ الصلاة على الجنازة إمام البلدة الشيخ محمد عبد الرحمن·

وكان عمار حسين وعلي ابو عباس، وهما مطلوبان قد قتلا خلال عملية قيام قوة من الجيش بالمداهمة تنفيذاً لمذكرات توقيف بحقهما عند الساعة الخامسة من فجر اليوم واستمرت حتى الساعة السادسة جرى خلالها تبادل اطلاق نار بين الطرفين ادت الى جرح عنصر من الجيش اللبناني·

وأكد مصدر امني انه وخلال قيام وحدات الجيش اللبناني بمداهمة منزل حسين في مجدل عنجر بادر هؤلاء المطلوبين بالقاء قنابل واطلاق رشقات رشاشة على عناصر الجيش اللبناني مما اضطره الى الرد على مصادر النيران قتل على اثرها المطلوبين عمار وعلي المطلوبان بتهمة المشاركة مع مجموعة بعملية الاستيلاء على بنك الموارد في شتورا ومجوهرات ياني في عنجر بالاضافة الى قيامهم مع مجموعة اخرى بالاعتداء واطلاق الرصاص على المعاون في الجيش اللبناني كرم الحاج·

بيان الجيش وعلى اثر الحادثة أصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: <بتاريخه، وفي بلدة مجدل عنجر، قامت قوة من الجيش بمداهمة أمكنة يوجد فيها بعض المطلوبين للعدالة كانوا أقدموا على الاعتداء في وقت سابق على عناصر أمنيين خلال قيامهم بوظيفتهم·

بادر المطلوبون إلى إطلاق النار على القوة المتدخلة، فجرح أحد العسكريين· ردت القوة على النار بالمثل ما أدى إلى مقتل كل من علي محمد أبو عباس المعروف بـ (علي العطّار)، وعمّار محمد حسين، وهما مطلوبان بمذكرات توقيف بجرائم خطف أحد العسكريين، وإلقاء رمانات يدوية بالقرب من مدرسة مجدل عنجر الرسمية، وإحراق سيارة أحد المواطنين، وتخريب نصب الاستقلال في محلة المصنع، واشتراكهم ضمن مجموعة خالد يوسف المعروف بـ (ملكة) في السطو على مصرف في شتورا ومحلات مجوهرات في عنجر·

وفي حين تتابع القوى العسكرية إجراءاتها الأمنية لملاحقة المطلوبين الآخرين، تهيب قيادة الجيش بالأهالي إلى عدم الانجرار وراء التحريض والشائعات، كما تدعوهم إلى التعاون مع الإجراءات الأمنية المتخذة بهدف تثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة، وفي البلاد بأكملها>·

ومع ساعات الصباح الاولى بدأت تحركات الاستنكار لما جرى في بلدة مجدل عنجر ولاسيما على ما قام به الجيش اللبناني بعملية مداهمات واسعة معتبرين انها غير قانونية ورسمية لانه لم يرافقهم احد من وجهاء البلدة·

وقد عقد اجتماع موسع في مسجد بلال بن رباح في البلدة ضم رئيس البلدية حسين ديب صالح ورئيس دائرة الاوقاف الاسلامية وامام بلدة مجدل عنجر الشيخ محمد عبد الرحمن ومخاتير البلدة والاهالي الذين نفوا ان يكون قد جرى تبادل اطلاق النار بينهم وبين الجيش اللبناني·

ونهاية الاجتماع اصدر المجتمعون بياناً تلاه الشيخ محمد عبد الرحمن قال فيها: <ان المعلن والمعروف ان الجيش سياج الوطن والوطن يعني المواطن لان الوطن ليس تراباً وانما هو الانسان· فهل ما حصل اليوم حماية لكرامة الانسان وصيانة للمواطن اللبناني ام هو التسرع في اتخاذ قرار لم يتخذ مثله في مناطق اخرى·

واضاف البيان: <ان الشابين اللذين سقطا اليوم على يد الجيش اللبناني لا يتجاوز عمرهما العشرين سنة فهل كان هذان يمثلان كل هذا الخطر على امن الدولة والوطن· الم يكن الاحرى بالجيش ان يعتمد الى التحري والترصد والايقاع في شراكه بوسائل هو يعرفها ويدركها

· ولم يعرف عنهما اولا ولا غيرهما انهما من الذين يمتلكون الخطر الكبير على الدولة والوطن حيث لم يعهد عنهما بانهما مسا امن الدولة باي سوء·

وتوجهوا الى الجيش اللبناني بالقول: <ان بلدة مجدل عنجر بكل فعالياتها وشبابها وشيبها وكبارها وصغارها تستنكر هذا العمل ومجدل عنجر عرفت على مر الزمن بانها بلدة وطنية بامتياز لم تخرج عن سلطة الدولة يوما وانها مفتوحة دائما للقاصي والداني·

واعتبروا ان ما يروج بانها بؤرة امنية او مربع امني عار عن الصحة تماما، كما ان وصفها بانها تؤي الارهاب لا يمت لحقيقة بصلة هناك فئة تريد عبر الضغط على مشاعر الشباب ان تصور البلدة بغير حقيقتها مما يؤجج المشاعر ضدهم·

وتابع البيان: لذلك لا نكتفي بالاسف والتأسف بل نرفع الصوت عاليا مطالبين الجيش ان يكون كما اراده الشعب اللبناني سياجا للوطن لا قاتلا لمواطنيه بغير وجه حق ونريد ان نسأل الدولة والجيش ونريد جوابا صريحا ومسؤولا، ما ذنب الضحيتين وما الجرم الذي ارتكباه هل قتلا او سلبا او تعرضا لاحد في البلدة وخارجها· كما نطالب الدولة القيام بواجبها اللازم، ما ارتكب اليوم جريمة في حق مجدل عنجر وليس في حق الضحيتين فقط والا يمر الامر كما مر يوم اسماعيل الخطيب الذي ذهب دمه هدرا دون اجراء تحقيق حتى هذه اللحظة، كما نطالب بوقف كل المداهمات ودوام التنسيق والاتصال مع المسؤولين في البلدة حرصا على وحدة البلدة وسلامتها وسلامة اهلها وسلامة الوطن·

من جهتها قالت والدة عمار انه كان اعزل دون سلاح واتهمت عناصر الجيش انها قتلته عمدا·

بدوره والد العطار اعتبر ان ابنه لم يشارك في عملية السطو على بنك الموارد وجرى التحقيق معه بهذه الحادثة·

الى ذلك استقدم الجيش اللبناني قوات من فوج مغاوير البحر والتدخل ونفذ انتشارا معززا بالمصفحات وحاملات الجند كما اقام جواجز على كافة مداخل بلدة مجدل عنجر وعملت على التدقيق بالهويات والاوراق الثبوتية·

وفي الإطار ذاته أكد مصدر أمني رفيع المستوى لـ<المركزية> ان الأجهزة الأمنية المختصة تعزز تحركاتها وتتخذ إجراءات وقائية لضبط الأمن لا سيما في الشمال والبقاع وذلك بهدف الإمساك بكل محاولة لنقل اسلحة او تحرك مشبوه·

تعليقات: