الخط الفاصل بين جمهورية شانوح والمزارع المحتلة وبدا موقع الاحتلال في رمتا

كفرشوبا:

لم يمنع شح الإمكانات بلدية كفرشوبا من اتخاذ قرار يمكن وصفه بالشجاع، ويقضي بتوسيع وتعبيد الطريق الجبلي الذي يربط البلدة بمزرعتي حلتا وشانوح، مروراً بنقاط جبلية هي الأقرب إلى مواقع الاحتلال في رمثا والسماقة والعلم، كانت بعد التحرير محاور ساخنة بين المقاومة وجيش الإحتلال، وكانت بالتالي في حكم المحتلة، لوقوعها تحت السيطرة النارية المباشرة، ويتعذر على المزارعين من الأهالي الوصول إليها واستثمارها. وتضم هذه المنطقة مئات الدونمات من بساتين الزيتون الحديث العهد، إضافة إلى مساحات من الكروم المتنوعة.

وأوضح رئيس بلدية كفرشوبا عزت القادري أن طول الطريق نحو ثمانية كيلومترات، وعرضها خمسة أمتار، وتكلفتها قد تلامس 480 مليون ليرة، وقال: «هذا المشروع من شأنه تحقيق الأمل والطموح والتحدي، فالأهالي يأملون منذ زمن طويل ربط بلدتهم بمزرعة حلتا مباشرة، والاستعاضة عن طريق راشيا الفخار الماري حلتا البالغ طوله نحو 17 كيلومتراً، وهنا تبرز أهميته وحيويته، إضافة إلى كونه يخدم مساحات واسعة من الأراضي، تهم أصحابها من المزارعين الذين أبدوا تجاوباً، وقدموا تنازلات وتسهيلات لتوسيعه.

أما التحدي فيتمثل بتنفيذ المشروع على أرض كانت محرّمة على أصحابها، وهي الأقرب إلى مواقع الاحتلال التي كانت تمارس تمشيطاً يومياً حال دون وصول المزارعين اليها. إضافة إلى أن الطريق يلامس أراضي البلدة الواقعة تحت الاحتلال الفعلي، والاقتراب من مواقع العدو هو دليل عدم خوف وإصرار على تمسك الأهالي بأرضهم المحتلة، وبالتالي يكون التحدي سياسياً أكثر منه إنمائياً.

ويبقى طموح الأهالي أن تكون خطوة تنفيذ الطريق مقدمة، تتبعها خطوات أخرى في استعادة الحقوق بمساحات إضافية تلامس مواقع الاحتلال، وإعادة ربطها بالبلدة على أمل تحرير الأراضي المحتلة في المرتفعات والمزارع.

وعن مصادر التمويل أوضح القادري أن قوات اليونيفيل هي الجهة الوحيدة حتى الآن التي قدمت تمويلاً قدره 18 مليون ليرة، وهناك جهات أخرى تقدمت البلدية منها بطلبات للمساعدة وجرت معاينة العمل ميدانياً، ما يبشر بإمكانية الحصول على مساعدات إضافية، وفي جميع الأحوال ستعمل البلدية بكل ما تملك من قدرات لتنفيذ هذا المشروع الكبير الذي يقسم إلى أربع مراحل: التوسيع، جدران الدعم، فلش مادة البسكورس والتزفيت.

ورأى المواطن هيثم عبد العال المقيم في مزرعة شانوح على حدود المزارع، أن الطريق حيوي متعدد الخدمات، وهذه الخطوة هي الأولى من نوعها بعد طريق حلتا شانوح.