الفوار المكتشف في قاع صور من الأعلى

الجنوب:

لم تعد الإكتشافات تقتصر على البر، فكل يوم يلفظ قاع البحر إكتشاف جديد، ليزيد من جمال طبيعة لبنان الخلابة، حيث تكون المكتشفات البحرية أكثر روعة، على إعتبارها قليلة نسبة بما يظهر على سطح الأرض، فيما يتميز قاع البحر الجنوبي بالكثير من الكنوز البحرية التي تستحق فعلاً الإهتمام.

فقد أعلن رئيس نقابة الغواصين المحترفين في لبنان محمد السارجي عن إكتشاف فوار (نبع) مياه عذبة جديدة في قاع بحر صور، وهو الأكبر بين فوارات المياه الحلوة المكتشفة في المنطقة، إذ يفوق حجم قطر فوهته كل الفوارات المكتشفة سابقاً في البحر الجنوبي، وتحديداً في منطقة فوارات صور الشمالية، وتحديداً داخل الخليج الرملي، حيث يصل عمق القاع إلى 53 متراً.

وقال السارجي في مؤتمر صحفي عقده في مقر النقابة في حارة صيدا: إن اللافت للنظر هو قطر فوهة الفوار، والتي تقارب الخمسة أمتار مربعة، وتسقط عامودياً في بطن القاع البحري ما يقارب العشرين، وربما الثلاثين متراً، ومن ثم تلتوي بإتجاه الشرق.

وأضاف: لا إمكانية لمعرفة مصدر مياه هذا الفوار، ولكن إتجاه النفق نحو الشرق يعني بأنه يتغذى من مصادر تقع في الجبال اللبنانية مقابل منطقة القاسمية في الجنوب اللبناني.. مشيراً إلى <أن الأهم هو حجم قطر فتحة الفوار، والتي تدل، ومن دون أدنى شك، على الكمية الخيالية من المياه العذبة التي تتدفق منه، لتساهم في إغناء البيئة البحرية وتنوعها وتكاثر الثروة السمكية>.

وتابع السارجي: لكن والمؤسف بأن وطننا لبنان لا يستفيد من هذه المياه على الإطلاق، وهي تهدر مثلها كمثل العديد من الينابيع الأخرى في البحر، في الوقت التي تعاني منه عشرات القرى والمدن اللبنانية من شح شديد في المياه.

وقد أطلق فريق الغوص الذي اكتشف الفوار الجديد، ووثقه بالصور، إسم <هايدي> عليه.. علماً أن نقابة الغواصين كانت قد أعلنت عن إكتشاف الكثير من الآبار الحلوة في شاطىء صور، ودعت المسؤولين اللبنانيين إلى الإهتمام بها كثروة بحرية، وكعامل لتشجيع السياحة البحرية.

الفوار كما يبدو من الداخل