حاصبيا والكورة تناشدان دعم موسم الزيتون

تراجع إنتاج الزيتون الى 25% والأسعارعلى حالها
تراجع إنتاج الزيتون الى 25% والأسعارعلى حالها


موسم الزيتون: تراجع الإنتاج الى 25% والأسعارعلى حالها..

بدأ فعلياً موسم قطاف الزيتون في قرى وبلدات حاصبيا والعرقوب، ومن المتوقع أن يتراجع الموسم الى أقل من 25% بالمقارنة مع السنة الماضية، بيد أن الأسعار ستبقى كما هي. أما في الكورة شمالاً، والمعروف بكثرة شجر الزيتون، فيتوقع أكثر من مزارع ضعفاً للموسم الحالي بالمقارنة مع موسم السنة الماضية، بسبب التفاوت في هطول الأمطار.

حاصبيا

ففي حاصبيا (عمر يحيى)، تنطلق عجلة قطاف الزيتون بعد منتصف شهر تشرين الأول (أوكتوبر) من كل عام.

وهذا العام يجمع رؤساء التعاونيات الزراعية في المنطقة على شح الموسم وضعفه لجهة نوعية المحصول وكميته بسبب قلة الأمطار والأمراض التي ضربته وعدم توافر الأدوية والأسمدة الزراعية لمكافحتها، وعدم قدرة المزارعين على تأمين المتطلبات اللازمة للعناية بشكل فعلي في هذه الشجرة المباركة حيث تعتبر هذه المناطق من الأغنى في الزيتون على مستوى المناطق اللبنانية، إذ تشكل نسبة أشجار الزيتون فيها أكثر من 40 % من الأراضي الزراعية ويشكل المنتج الزراعي الأول فيها، ويعتمد أكثر من 60% من الناس على هذا القطاع إلا ان نسبته هذا العام لا تزيد عن 25%، بينما سعره يكاد لا يختلف عن العام الماضي مع فارق إرتفاع كلفة حراثته وقطافه وعصره .

ويقول فايز خفاجة رئيس التعاونية الزراعية في عين قنيا وشويا: ان الزيتون هذا العام شحيح بسبب الكثير من الأمراض التي ضربته، والمزارع في منطقتنا يعاني من الإهمال وقلة المساعدة التي يجب ان يحصل عليها من قبل وزارة الزراعة لدرجة أنه يدفع من حسابه الخاص تكاليف الرش والأدوية والحراثة ليحصل على محصول جيد في حده الأدنى، وناشد خفاجة المعنيين وخاصة وزارة الزراعة الإهتمام بالمزارع في هذه المنطقة كي يتمكن من البقاء في أرضه وتطوير زراعته ومحصوله.

ومن جهته علي قمرة رئيس التعاونية الزراعية في كفرشوبا، لفت الى انه حتى الآن ليس هناك أسعار مؤكدة ولكن سعر كيلو الزيتون ورغم قلته لن يزيد عن أربعة آلاف ليرة فيما سعر تنكة الزيت سيتراوح بين150 و200 الف ليرة، أما عصرها فيكلف أكثر من خمسة عشر الف ليرة، بينما أجر اليد العاملة أي "الفراطين" تصل حتى الخمسين الف ليرة، مطالباً وزارة الزراعة الإلتفات نحو المزارع ودعم هذه الشجرة، شجرة النور على حد قول البعض، التي يشتهر بها لبنان عموماً ومنطقتنا خصوصاً وذلك بتأمين الأدوية والأسمدة الزراعية اللازمة لمكافحة الأمراض التي تضربها وتسبب تراجعاً في كمية المحصول.

الى ذلك فقد طالب المهندس الزراعي غيث معلوف، رئيس التعاونية الزراعية في راشيا الفخار، بضرورة تدخل وزارة الزراعة لتحديث نوعية الزيتون عبر الإرشاد الزراعي وتأمين الأدوية والأسمدة اللازمة لمكافحة الأمراض التي تصيب الزيتون ومن بينها عين الطاووس، ذبابة الزيتون وعثة الزيتون، قائلاً: إنها أمراض، إضافة الى قلة الأمطار، تؤدي كلها الى تراجع في المحصول، وان هذا ما يجري طوال الأعوام الثلاثة الماضية والخاسر الأكبر المزارع الذي لا يسعه إلا ان يجمع محصوله مهما كانت التكلفة والخسائر، ويضيف معلوف، هناك أيضاً دور وزارة الزراعة في تأمين الحاجات والدعم اللازم لأصحاب المعاصر تسهيلاً لعملهم وتحديداً كيفية التخلص من زيبار الزيتون عير إيجاد حلول جذرية لها وطرق أقل تكلفة على أصحاب المعاصر الذين يجترحون حلولاً مبدئية وعلى حسابهم ما يضطرهم الى رفع كلفة عصر الزيتون على المزارع.

مهما كان المحصول شحيحاً وأسعار الزيت والزيتون منخفضة، إلا أن المزارعين وأصحاب الزيتون سيجمعون محاصيلهم ويخزنونها في الخوابي والجرار ويبيعونها بسعر السوق، وكما كل عام يناشد مزارعو الزيتون الدولة والجهات المعنية دعم هذه الشجرة المباركة والمحافظة عليها لما تمثله من قيمة إنتاجية ورمزاً لوجودهم وذلك من خلال الإرشاد الزراعي وتصريف الزيت وأقله حماية السوق المحلية من المنتجات الخارجية، التي تقل جودة عن الإنتاج المحلي، والتي تزاحمهم وتبخس حقهم وتعبهم ما يضطرهم للدفع للمعاصر زيت زيتون وليس أموالاً، متسائلين عن المانع أمام دعمها كما العديد من الزراعات الأخرى كالتبغ والتفاح وغيرها.

الكورة

يقرُّ أكثر من مزارع في الكورة الخضراء (حسن الأيوبي) المعروفة بانتشار شجرة الزيتون في جميع أرجاء هذا القضاء، بصعوبة تصريف انتاج الزيتون والزيت.

وفي هذا الاطار، يشير رئيس لجنة الزيتون في اللقاء الوطني للهيئات الزراعية في لبنان جورج عيناتي، الى أهمية تنظيم اليد العاملة ووضع حد لإساءة سماسرة للعاملين في قطاع الزيتون. وأعرب عن أسفه لعدم إدراج الكورة من بين الأقضية المستفيدة من الدعم الاجتماعي والاقتصادي لعائلات منتجي الزيتون في المناطق المهمشة.

من جهته، يقول رئيس بلدية النخلة جمال الأيوبي وهو من كبار منتجي الزيتون والزيت في القضاء، أن الموسم الحالي ضعيف قياساً مع الموسم الماضي. وقال إن المزارع الكوراني يتطلع الى توفير الحماية له ليستطيع البقاء في أرضه خصوصاً وأنه يعتمد على شجرة الزيتون فقط لا غير، مضيفاً أن الحماية تكون من خلال عملية تنظيم دخول الزيتون والزيت الى السوق المحلية، ومنع استيرادهما عشوائياً، ليتمكن المزارع من البيع بأسعار مقبولة.

ودعا القيمين على وزارتي الزراعة والاقتصاد الى وضع تسعيرة عادلة لصفيحة الزيت بحيث لا يكون التسعير متناقضاً. وتناول الأيوبي موضوع تصريف الانتاج، فاستذكر الزيارة التي قام بها المزارعون الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري أول العام 2005، حيث أبدى كل تعاون وبادر الى إعطاء توجيهاته لشراء الموسم، وقال "يا ليت الجميع يتمثلون بالرئيس الشهيد".

----------------------------------------------

وكتبت النهار:

عكار – من ميشال حلاق

عكار تعاني من شحّ موسم الزيتون

وتخشى إغراق السوق بالمنتجات الخارجية

عمال زراعيون في ورشة قطاف الزيتون في بلدة منيارة.

موسم الزيتون لهذه السنة غير وفير والانتاج لا يتعدى الـ 10 في المئة قياساً بالمواسم الماضية. بهذه العبارات القلقة يتحدث ميشال نصر احد ابرز مزارعي الزيتون في عكار الذي يملك مصنعاً خاصاً لكبس الزيتون وبيعه "مرصوصا" للمستهلكين عند سفح تل عرقة الاثري، حيث يتجمع يومياً عدد كبير من اصحاب بساتين الزيتون والمزارعين والمشتغلين في هذا القطاع يتبادلون خبراتهم ويتحسرون على الواقع القائم حاليا لجهة تدني الانتاج الذي يعني خسارة لدى قسم من المزارعين.

انها سنة "محل" يضيف نصر الذي لا يجد تفسيراً منطقياً لما هو حاصل، لكنه استدرك قائلاً انها حكمة الله من دون ان يغفل قلقه حيال ارتفاع سعر الزيتون الاخضر والاسود المخصص للمأدبة، والامر نفسه بالنسبة الى زيت الزيتون، متوقعا ان يصل سعر الصفيحة الواحدة الى اكثر من 120 دولاراً.

انها مأساة حقيقية للمزارع او للمستهلك على السواء. ويضيف نصر: "لكن الذي نخاف منه اكثر هو ان يعمد التجار دون حسيب أو رقيب، وكما هو معتاد الى إدخال كميات كبيرة من الزيتون الى السوق المحلية من خارج الحدود واستيراد كميات اكبر من زيت الزيتون من سوريا وتونس او اسبانيا وتركيا. عندها ستكون الكارثة اعم واشمل، خصوصا ان تدني اسعار الزيتون والزيت المستورد لا يغطي الفارق مع جودة الزيت والزيتون اللبناني ونوعيتهما".

ويوضح ان الزيت المنتج عكاريا عرف تطوراً كبيراً طرأ على جودة انواع الزيتون المنتج في مختلف المناطق العكارية، كما ان اعتماد تقنيات حديثة تراعي مسألة الجودة والنوعية في عصر الزيت وانتاجه ساهم مساهمة كبيرة في رفع مستوى الزيت العكاري مشيراً الى مستويات عالية بشهادة العديد من خبراء انتاج الزيت، ان المستهلكين يأتون من مختلف المناطق اللبنانية سعيا وراء نوعية جيدة يوفرها لهم الانتاج العكاري.

المزارع شفيق سعد من بلدة دير جنين يقول ان زراعة الزيتون اليوم باتت الاكثر رواجا بين مختلف الزراعات التقليدية وذلك لاعتبارات تتعلق في معظمها بأهمية حضور الزيتون والزيت في مؤونة العكاريين كما لدى ابناء باقي المناطق اللبنانية.

اضف ان مسألة جودة الزيت وسلامته مسألة باتت متقدمة جدا في وعي المستهلك، خصوصاً ان كل النشرات الطبية باتت تركز على اهمية زيت الزيتون ومكانته من الوجهة الصحية وتاثيراتها الايجابية على صحة الانسان. ثم ان شجرة الزيتون من المنظور الايماني هي شجرة مباركة باقرار الجميع ولا يمكن ان تجد منزلا عكاريا الا وفي جواره شجرة زيتون.

ويشار الى ان مساحة الاراضي المشجرة بالزيتون في عكار ارتفعت الى نحو عشرة آلاف هكتار، وهي منتشرة اساسا في خراج بلدات بينو وبرقايل وببنين ودير جنين ومنطقة شفت عكار والقبيات ومنجز وبقرزلا، وحديثا في منطقتي جبل اكروم ووادي خالد.

اما معاصر الزيت فتتركز حالياً في بلدة حلبا مركز محافظة عكار ومحيطها، فضلا عن سلسلة من المعاصر المنشأة حديثا في شربيلا والقبيات وشدرا وبينو وبقرزلا وذوق الحبالصة، اذ يبلغ عدد معاصر الزيت في عكار اكثر من 150 معصرة تبدأ العمل منتصف شهر ايلول وتستمر حتى اواخر كانون الثاني 24 ساعة على 24 ساعة يوميا.

واذا ما اخذنا في الاعتبار عدد المشتغلين في هذا القطاع والمستفيدين منه، ملّاكاً ومزارعين وضامنين وعمالاً زراعيين (فلاحة – ري – تشحيل – قطاف – عمال معاصر – سائقو شاحنات نقل – عمال مكابس الزيتون – العاملون على تصنيع "الجفت" الناتج من عصر الزيتون - اصحاب محال بيع الزيت والصابون والزيتون المكبوس)، لامكن القول ان موسم الزيتون هو في اعلى سلم مصادر الاقتصاد الزراعي لمنطقة عكار.

وتبلغ كمية الزيتون المنتج في المواسم الطبيعية في عكار نحو 40 الف طن مما يعني اكثر من عشرة آلاف صفيحة زيت. اما سعر كيلو غرام الزيتون الاخضر للمائدة لهذه السنة فقد بلغ 3500 ليرة لبنانية، في حين يتوقع ان يبلغ سعر صفيحة الزيت مستويات هي الاعلى عن السنين الماضية وقد تصل الى 150 دولاراً للزيت ذي الجودة العالية.

تعليقات: