الجيش اللبناني يشارك الكتيبة الأسبانية في احتفالها بالعيد الوطني

من العرض العسكري للكتيبة الإسبانية بمشاركة كلب مدرب على اكتشاف الألغام  – صورة إدوار العشي – مرجعيون
من العرض العسكري للكتيبة الإسبانية بمشاركة كلب مدرب على اكتشاف الألغام – صورة إدوار العشي – مرجعيون


الفاريز: "أجدادكم الفينيقيون ومن بعدهم العرب رسخوا ثقافتنا وتركوا آثاراً لا تمحى من حضارتهم أغنت تراثنا الثمين"..

سهل إبل السقي:

أكد قائد القطاع الشرقي في "اليونيفيل"، البريغادير جنرال ريكاردو الفاريز غارسيا، أنه "لدينا مهمات في شتى المجالات، جميعها محددة بقرار الأمم المتحدة 1701 ، لكن أهميتها لا تضاهي أهمية حيازة إحترام وثقة الشعب اللبناني، من خلال العمل مع مؤسساته؛ هذه المبادئ هي الركيزة والدافع الأساس، لتحفيزنا على عملنا يوماً بعد يوم، وهو عمل مشروط بقانون سلوكنا، وكما تعلمون هو يرتكز على اللطف والمرونة في تواصلنا مع السكان المحليين، كما هو صارم في تطبيق القرار الدولي، وأيضاً عادل في التنفيذ لتفادي أي تعسف ولضمان الإتزان".

وقال الجنرال الفاريز، في احتفال "العيد الوطني الإسباني" اليوم، إن الكتيبة الإسبانية "تمثل عنصراً مهماً وأساسياً من عناصر اليونيفيل"، منوهاً بشكلٍ خاص، في عودة إلى الزمن الغابر، "بزائرين إلى أرضنا في ما مضى، وكان تاريخنا، كما طبعنا المحب للسفر، دائم التاثر بسحر البحر المتوسط، الذي يغسل أقدام الأرض اللبنانية التي انطلق منها أجدادكم الفينيقيون، ومن بعدهم العرب، ورسخوا ثقافتنا، وتركوا آثاراً لا تمحى من حضارتهم، أغنت تراثنا الذي هو كنزنا الثمين".

فقد إحتفلت الكتيبة الأسبانية العاملة في إطار قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب "اليونيفيل" المعززة، بالعيد الوطني الإسباني، وهو اليوم الذي تأسست فيه إسبانيا وأميركا الجنوبية في يومٍ موحد إستمر حتى يومنا هذا، ويُحتفل فيه بذكرى إكتشاف عالمٍ جديد، شكل نقطة تحول وبداية ثورة عميقة في العلوم والجغرافيا، تأثرت بها البشرية برمتها.

الإحتفال بـ"اليوم الوطني الإسباني" الذي ترأسه نائب القائد العام لقوات الطوارئ الدولية البريغاديرجنرال ابوربـا كومار باردالاي، غاب عنه القائد العام لـ"اليونيفيل" الميجور جنرال كلاوديو غراتسيانو، "لارتباطه بالتزامات من دواعي المهمة"، وشارك فيه الجيش اللبناني لأول مرة، بفرقة عسكرية في العرض الرمزي تقدمتها فرقة موسيقى الجيش التي عزفت أناشيد وطنية لبنانية ومعزوفة "تسلم يا عسكر لبنان" التي ألهبت حماس الحاضرين.

الإحتفال الذي جرى في باحة "دون كيشوت" في مقر القيادة العسكرية للقطاع الشرقي في "اليونيفيل"، في قاعدة "ميغيل دو ثيرفنتس" العسكرية في سهل إبل السقي، حضره السفير الإسباني خوان كارلوس غافو، ممثل قيادة الجيش العميد الركن خليل المسن قائد قطاع جنوب الليطاني وجهاز الإرتباط مع قيادة "اليونيفيل"، قائد القطاع الشرقي في "اليونيفيل" البريغادير جنرال ريكاردو الفاريز غارسيا، قادة الوحدات الدولية العاملة في القطاع الشرقي في إطار "اليونيفيل"، قادة ألوية الجيش اللبناني جنوب الليطاني، السادس والحادي عشر والثاني عشر، قامقاما مرجعيون وحاصبيا وسام الحايك ووليد الغفير، رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، مطران صور للموارنة شكرالله نبيل الحاج، مشايخ ورجال دين، وشخصيات إجتماعية وهيئات مدنية ومدعوين. وكان لافتاً مشاركة عدد كبير من الضباط اللبنانيين والدوليين من مختلف الوحدات العاملة تحت راية الأمم المتحدة في القطاعين الشرقي والغربي.

بدأ الاحتفال باليوم الوطني الإسباني، الذي يتزامن مع يوم الإحتفال بعيد "عذراء بيلار"، شفيعة "اراغون" والشرطة العسكرية والحرس المدني، بتقديم العلم، والنشيد الوطني الإسباني، ثم النشيد الوطني اللبناني عزفته فرقة موسيقى الجيش، تلاه دقيقة صمت وتنكيس الأعلام والبيارق، حزناً على شهداء الجيش الإسباني، وشهداء الكتيبة الثمانية، الذين سقطوا أثناء تأديتهم الواجب في خدمة السلام تحت راية الأمم المتحدة، ووضع السفير غافو والجنرال الفاريز، إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري للجنود الإسبان، على وقع نشيد الموتى ولحن التعظيم، أعقبه إطلاق أعيرة نارية في وقت واحد، تحية رفاق السلاح للجنود الشهداء.

وألقى قائد القطاع الشرقي في "اليونيفيل"، البريغادير جنرال ريكاردو الفاريز غارسيا، كلمة في المناسبة، تحدث فيها عن ":قيمة وأهمية هذا اليوم العظيم الذي يُحتفل به في إسبانيا، وأيضاً في كافة أنحاء أميركا اللاتينية، منذ أكثر من خمسة قرون وحتى يومنا هذا، حيث يتكلم لغتنا أكثر من ثلاث مئة مليون شخص؛ وها نحن هنا، على بُعد أميال من أرضنا، نتحد مع جميع مواطنينا، الذين يحتفلون اليوم بهذه الذكرى العظيمة، رغم أنه من الصعب علينا أن نحتفل بالعيد الوطني، بعيداً عن عائلاتنا، وبعيداً عن وطننا الأم إسبانيا، التي تنظر إلينا الآن، كما الأم الفخورة بأبنائها، الذين يعملون من أجل سلام وازدهار هذا الوطن".

وقال الفاريز، "مع روح المغامرة التي تتملكها، وهي أغنى الآن بفضل التضامن واحترام القانون الدولي، فإن الكتيبة الإسبانية فخورة بالقيام بمهمتها تحت وصاية الأمم المتحدة، ويأتي ذلك نتيجة إلتزامنا بالسلام، من أجل تحويل العالم إلى مكانٍ أفضل، بفعل حس التضامن لدينا حيال المساعدة والإنقاذ، الذي نعبر عنه من خلال وجودنا هنا، لمساعدة هذه البلاد الجميلة، في بناء مستقبل آمن وزاهر".

وأعتبرالجنرال الفاريز، أن "وجودنا في لبنان، يؤكد التزام إسبانيا بالسلام والإتحاد مع الشعوب. ونحن كجنود إسبان، نود أن نشارك بهذا المشروع الكبير، من خلال عالم أكثر عدلاً وسلاماً، ووجودنا فوق هذه الأرض الطيبة، يؤكد إرادتنا بتوظف كل جهودنا للوصول إلى لبنان السلام".

وجرى في المناسبة، عرض عسكري ميداني رمزي لمختلف الوحدات الوحدات المشاركة في الإحتفال، في باحة مقر الكتيبة الإسبانية، من سلاح المشاة ووحدة الفرسان، وفريق الطوافات، وسلاح المدرعات وفوج الهندسة والإسعاف والدعم اللوجستي، على وقع موسيقى الفرقة الإسبانية، كما شاركت في العرض لأول مرة، فرقة عسكرية من الجيش اللبناني، تقدمتها فرقة موسيقى الجيش التي عزفت أناشيد وطنية لبنانية حماسية.

إشارة إلى أن إسبانيا وأميركا اللاتينية، تحتفلان معاً بالعيد الوطني الإسباني، وهو اليوم الذي تأسست فيه إسبانيا وأميركا الجنوبية في يومٍ موحد إستمر حتى يومنا هذا، ويُحتفل فيه بذكرى إكتشاف القارة الأميركية في الثاني عشر من تشرين الأول من العام 1492، بعدما أبحرت ثلاثة مراكب شراعية في خدمة التاج الملكي الإسباني، في رحلة قام بها بحار إسباني شاب هو الأميرال كريستوف كولومبوس دامت 72 يوماً، ونزل على شواطئ جزيرة صغيرة من جزر الباهاماس، هي جزيرة سانتو دومينغو، بعدما أعيا بحارتها اليأس والتعب، في رحلة طويلة وشاقة عبر المحيط الأطلسي، وأطلق عليها إسم سان سلفادور. ومنذ ذلك التاريخ، يُحتفل بهذا العيد بشكل مستمر في إسبانيا، وفي كل دول أميركا اللاتينية التي تنطق باللغة الإسبانية.

غافو والفاريزيقفان دقيقة صمة إجلالاً لأرواح شهداء الجيش الإسباني – صورة ادوار العشي – مرجعيون
غافو والفاريزيقفان دقيقة صمة إجلالاً لأرواح شهداء الجيش الإسباني – صورة ادوار العشي – مرجعيون



مشاركة رمزية للجيش اللبناني لأول مرة في احتفال الكتيبة الإسبانية – صورة ادوار العشي – مرجعيون
مشاركة رمزية للجيش اللبناني لأول مرة في احتفال الكتيبة الإسبانية – صورة ادوار العشي – مرجعيون


تعليقات: