جبيل ــ
للنمل آليّة قويّة جدّا للدفاع عن نفسهللنمل آليّة قويّة جدّا للدفاع عن نفسه“لديها أجهزة للاتّصال في ما بينها”. هكذا يجيب طوني داغر زوجته، غرام، حين تسأله عن تكاثر النمل وتجمّعها في المنازل بسرعة. الزوجان اللذان يسكنان في عمشيت يشكوان “غزو النمل لمنزلهما، على غير عادة”. وتقول أمل من جبيل إنّ “الأمر يثير استغرابنا، ويشغلنا في معرفة أسبابه، وطرق معالجته”. المهندس الزراعي نسيم عون يستغرب هو الآخر وجود النمل بهذه الصورة في المنازل ، إذ لم يحصل أيّ تغيير أو تحوّل في الجينات الخاصّة بها. لكن يقدّر أنّ السبب الأبرز لانتشارها بهذه الكثافة هو أنّ الجوّ لم يكن بارداً جدّا في الشتاء الماضي، ما عزّز كثرة الحشرات.
ويشرح عون أنّ عدداً من هذه الحشرات، مثل المنّ يُفرز السكّر، الذي يجذب النمل إليه، وقد عاش هذا المنّ فترة طويلة بسبب غياب موجات الصقيع. ويبقى أنّ للنمل، بحسب عون، آليّة قويّة جدّا للدفاع عن نفسها، فهي لديها الأنفاق في الأرض، ويمكنها أن تجد لها مخارج عدة. وإذا وُضع لها الدواء على مدخل النفق تكون قادرةً على أن “تزمط”، ومن الصعب أن يؤثّر الدواء فيها، أي إنّها “حشرات مقاومة”. وهي تكثر على الساحل بنسبة أكبر من الجرد بسبب ارتفاع الرطوبة والحرارة، التي تمثّّل الوسط المناسب لتكاثر هذا النوع من الحشرات.
أمّا الدواء المعتمد للتقليل من نسبة النمل فهو “سيفين”، وهو مصنوع من “الكرباريل” أي نوع من البودرة التي ترشّ في أيّ مكان. وفي الدواء 2 % من “السيفين” والباقي كلس. ومن الممكن تقوية المفعول عبر خلط مادّة “البرميثين” لاستعمالها في المنازل، وفي أماكن زراعة البذور، وخصوصاً أنّ النمل تمثّل الخطر الأكبر على البذور الزراعيّة. وهناك “الديلتاميثرين”، وهو دواء سائل يُدهن ويعطي كثافة كاللبن، وهو أكثر فعّاليّة من الدواء الأوّل، واستعماله أسهل وهو محبّذ أكثر للاستعمال المنزليّ، لكونه أخفّ بنسبة السموم فيه، ومتوافر في السوق بسهولة.
إلى حين تغيّر الجوّ إلى بارد، ينبغي للمواطنين، كما يقول عون، الاهتمام بالنظافة والقيام بخطوات استباقيّة تسبق تكاثر النمل، مثل منع الغذاء عنه، وخصوصاً “السكّريات”، إضافةً إلى الانتباه للأثر السلبيّ لقنوات الصرف الصحي في الأحياء أو قرب المنازل السكنيّة.
تعليقات: