حبات تراب الوطى ومرج الخيام تحدّثنا عن الحاج نايف شمعون

المرحوم الحاج نايف شمعون
المرحوم الحاج نايف شمعون


ايام مرت والمشاعر والخواطر والذكريات تتلاطم وكأنني في مركب عالق في بحر عاتي الأمواج...

من اين ابدأ؟...

او بالاحرى من اين بدأت تلك الرحله الطويله الشاقه احيانا والقاسيه احيانا اخرى مع مرور بعض اوقات السعاده ولكن وكما يقول المثل( شم ولا تذوق) ...

لربما تكون البدايات مع الجيش الفرنسي الذي التحق جدي في صفوفه مجبرا وارساله الى جبل الارز لوحدة التزلج وهو لم يكن ادنى فكرة عن التزلج...

او تكون البدايه من مرج الخيام والعمل في الزراعه(من الفجر حتى النجر) ...

او ربما من الهجره الى بيروت في اواسط السبعينات ومنها الى ليبيا للكدّ مرة اخرى في ارض غريبة الناس والمعشر... ثم العوده الى بيروت ...

والحرب السوداء وشباب العائله الذي شب واصبح على جدي التعب اكثر والى حضن تلك العائله الكبيره في تلك الايام الخطيره التي لا ترحم والتي اجبرته الى السفر لمصر بلد الملايين صونا ومحافظة على الابناء ومستقبلهم ...

تلك هي البدايات كلها،

انا سمعتها من امي واخوالي وجدّي نفسه ولكن البدايه الحقيقيه التي عايشتها كانت في الفتره التي تحقق فيها الحلم الكبير وهو العوده الى الخيام العوده الى الارض...

الى الوطى ..

وطى الخيام الذي كل حبة من ترابه اذا سألتها تحدثك عن الحاج نايف واصحابه المتوفين منهم (رحمة الله عليهم) والاحياء اطال الله في عمرهم..

والله انّ لصوت معاولهم في اذني... ورائحة الخضروات لا تفارقني وكانها عطر من احلى العطور ...

وهل احلى من عطر الارض؟...

لربما يقول البعض ان جدي رحمة الله عليه قد توفي وقد ناهز التسعين وانه عاش مديدا ليرى اولاده واولاد اولاده ... ولكن انا وللاسف لم يكن نصيبي من هذه التسعين الا قليل القليل...

جدي.....

الذكريات معك قليله وكثيره..

حزينه وجميله ...

لحظي السيء ان الفتره التي تقاربنا بها واصبحنا من جيل بعض (كما كنت تقول لي دائما) كانت فتره قصيره ومليئه بالسهرات والدبكه (واللقط على الحاشي) والجلسات على البارده والعمره والارشي ...

الله على حديثك المرح واللاذع في بعض الاحيان المليء بالطيبه والصفاء..

كم اشتاق اليه..

كم اشتاق اليك..

غريبه هذه الحياة نسعى دائما بها وراء السعاده ولا نعلم ابدا اننا دائما نتركها وراءنا والمؤسف اننا نعلم فقط بذلك بعد فوات الاوان ..

جدي ...

المحزن انني لن اراك .. والمحزن اكثر انك لم ترى ابنتي التي لطالما حدثتها عنك ولطالما حلمت ان تلتقي بك لتغرف بعض من حنانك ...

عزاؤنا باذن الله اننا سنلتقي ثانية في مكان لا شقاء فيه الا لمن لا ايمان له والحمد لله اننا لمؤمنين بالله وباليوم الاخر..

رحمة الله عليك يا اغلى الناس ..

رحمة الله عليك يا اعزّ الناس ...

احمد عيسى - ألمانيا

سجل التعازي بالمرحوم الحاج نايف حسن شمعون

تعليقات: