الجيش والمقاومة يحبطان خرقاًً صهيونياً جديداً في وادي ميس الجبل

إنتشار كثيف للجيش واليونيفيل في المنطقة – صورة ادوار العشي – مرجعيون
إنتشار كثيف للجيش واليونيفيل في المنطقة – صورة ادوار العشي – مرجعيون


ميس الجبل:

أحبط الجيش اللبناني والمقاومة ليل أمس، خرقاً إسرائيلياً جديداً وانتهاكاً فاضحاً للقرار الدولي الرقم 1701، وذلك باكتشاف واحدة من أساليب العدو الإسرائيلي المعقدة، للنيل من منعة هذا الوطن واختراق أمن المقاومة، بعد الضربة الموجعة التي قصمت ظهره، بكشف خلايا شبكات التجسس التي زرعها في مناطق لبنانية عدة، وتهاوي العملاء خائبين في قبضة العدالة.

وفي تطور أمني بارز على خطوط النار جنوباً، تمكنت الأجهزة الأمنية التابعة للجيش اللبناني والمقاومة، من اكتشاف عملية إختراق أمنية إسرائيلية تجسسية، على شبكة الإشارة التابعة للمقاومة لمراقبة إتصالاتها ومتابعة تحركاتها, وذلك بتفكيك جهاز تجسس إسرائيلي متطور، من بين ثلاثة أجهزة، فجر إثنين منهما العدو الإسرائيلي عن بُعد، بواسطة طائرة إستطلاع من دون طيار، سبق أن زرعهم في وادي ميس الجبل، ما بين حولا وميس الجبل على مقربة من خلة الجمل، وعلى بُعد أقل من كلم واحد من مستوطنة المنارة الإسرائيلية، وأقل من نصف كلم من مقر قيادة الكتيبة النيبالية العاملة في إطار قوة حفظ السلام الدولية في الجنوب "اليونيفيل" المعززة.

وأفادت مصادر أمن لبنانية، بأن دويّ انفجار سُمع قرابة الثامنة والنصف ليل أمس، بين بلدتي حولا و"ميس الجبل في قضاء مرجعيون، فتحركت على الفور، وحدات من اللواء الحادي عشر في الجيش اللبناني، تؤازرها وحدات فرنسية وإسبانية ونيبالية من القوات الدولية العاملة في إطار "اليونيفل"، إنتشرت بشكلٍ كثيف في المنطقة، فارضةً طوقًا أمنياً في محيط مكان الإنفجار، حيث اكتُشفت أجهزة التجسس الإسرائيلية الثلاثة بعدما فجرت إسرائيل احداها عن بُعد، وكانت مزروعة في منطقة وعرة إلى جانب طريق زراعي ترابي، بهدف التنصت على شبكة الإشارة والإتصالات التابعة للمقاومة، ظناً من العدو الإسرائيلي، أنها غائبة عن أعين حماة الوطن وبمنأى عن قوات الطوارئ، وبمأمن من تحركات المقاومة في تلك المنطقة، الواقعة أمنياً تحت سيطرة القرار 1701.

وفي التفاصيل، أن إنفجارين وقعا في وادي ميس الجبل، ناجمين عن إقدام اسرائيل على تفجير جهازي تجسس زرعتهما هناك على ما يبدو منذ زمن بعيد، وشعرت لسبب ما بخطر كشفهما، فعمدت إلى تفجيرهما عن بُعد. وأن الإنفجارالأول دوى أثناء تحليق طائرة إستطلاع إسرائيلية من دون طيار في أجواء المنطقة قرابة الثامنة والنصف ليلاً، فيما جرى تفجير الجهاز الثاني أيضاً وبنفس الطريقة عند السابعة من صباح اليوم الأحد، وتم تفكيك الثالث في الثانية من بعد ظهر اليوم، بأيدي خبراء من فوج الهندسة في الجيش، ليتبين أن الأجهزة الإسرائيلية ذات تقنية متطورة وبالغة التعقيد، وكانت موصولة بشبكة إتصالات المقاومة في المنطقة، ومجهزة للتفجير عن بُعد في حال تم اكتشافها.

وقد نشر الجيش اللبناني بإشراف قائد اللواء الحادي عشر العميد الركن صادق طليس، عناصر إضافية منذ ليل أمس في المنطقة، الى جانب عناصر القوات الدولية، وبخاصة الكتيبة النيبالية بإشراف قائدها الكولونيل سوديب، بعد العثور على جهاز التجسس الثالث الذي عمد إلى تفكيكه. ولم توضح المصادر الأمنية، طبيعة عمل هذا الجهاز ومواصفاته، واكتفت بالقول، إن إثنين منها كانا معدان للتنصت ومراقبة إتصالات المقاومة، والثالث كان بمثابة جهاز بث لهذه الإتصالات باتجاه مراكز رصد العدو الإسرائيلي في موقعي المنارة والشيخ العباد الحدودين، والمزودين بأجهزة إنذار وكاميرات مراقبة حساسة، وأجهزة تنصت وكشافات ضوئية، مثبتة على أبراج حديد يفوق طولها الـ45 متراً.

مختار ميس الجبل مصطفى قاروط روى ما حصل ليل أمس، فقال "دوى ليلاً انفجارٌ قوي في هذه المنطقة، ونحن نخشى أن تعمل أيدي غريبة على تخريب الوضع الأمني في المنطقة، وهذا شيء مرفوض بالمطلق، خاصة أن الناس تقوم بقطاف موسم الزيتون في هذه الأيام، "، لافتاً إلى أن "الملامة تقع على قوات اليونيفيل، سيما أن طائرة الإستطلاع الإسرائيلية من نوع MK، لم تبرح أجواء المنطقة منذ البارحة"، معتبراً، أن ما حصل هو خرق للسيادة والوطن، "والظاهر إنو في شي براس الاسرائيليي وناويين عالشر".

ويأتي الخرق الإسرائيلي الجديد، بعد خمسة أيام على حادثة طير فلسيه، التي استغلتها إسرائيل لتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ضد لبنان، متهمة إياه بخرق القرار 1701، بعد أن وزعت شريط فيديو، ذكرت أن طائرة إستطلاع من دون طيار، إلتقطته فوق البلدة، وادّعت أنه يُظهر عملية نقل أسلحة من مكان الإنفجار، مستغلة الحادث لتوجيه تهديدات إلى لبنان.

وقد جاء الرد اليوم من الجيش اللبناني الذي أنذر إسرائيل عبر قوات الأمم المتحدة، بوقف خرقها المتمادي للأجواء اللبنانية، وإلا سيعمد إلى توجيه نيران مضادته الأرضية إلى الطائرات المعادية. وبالفعل، لما لم تستجب إسرائيل للإنذار اللبناني عبر قوات "اليونيفيل"، قرن الجيش اللبناني القول بالفعل، وأطلقت مضاداته الأرضية من عيار 23 ملم، نيرانها للمرة الاولى منذ حرب تموز 2006، باتجاه طائرة إستطلاع إسرائيلية كانت تحلق فوق مكان الإنفجار، فيما خرقت المقاتلات الإسرائيلية المعادية جدار الصوت قرابة الحادية عشرة والنصف فوق أجواء المنطقة الحدودية.

وفي هذا الصدد علق النائب قاسم هاشم، على الخرق الإسرائيلي الجديد بالقول، "إن ماجرى في منطقة ميس الجبل، إن دل على شيء، فإنه يدل على أن العدو الإسرائيلي ينتهك سيادتنا الوطنية بكل الأساليب، وماجرى خرق للقرار 1701 واعتداء على السيادة اللبنانية، مما يتطلب الإسراع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، لمواجهة كل التحديات والتطوارت أو أي مغامرة إسرائيلية. وهذه هي المسؤولية الوطنية التي تضع الجميع أمام مسؤولياتهم، ليأخذوا دورهم فيوضع حدٌ لأي تدخل لعرقلة أو تعطيل إنجاز الحكومة العتيدة، خاصة إرشادات وتوصيات السفيرة الأميركية سيسون".

موضع جهاز التجسس الإسرائيلي – صورة ادوار العشي – مرجعيون
موضع جهاز التجسس الإسرائيلي – صورة ادوار العشي – مرجعيون


موقع الإنفجار في وادي ميس الجبل – صورة ادوار العشي – مرجعيون
موقع الإنفجار في وادي ميس الجبل – صورة ادوار العشي – مرجعيون


تعليقات: