انسداد الأذن قد يحدث بسبب تراكم الشمع والخلل الوظيفي في القناة السمعية
انسداد الأذن قد يحدث بسبب تراكم الشمع والخلل الوظيفي في القناة السمعية..
كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية):
أعاني من مشكلة انسداد الأذن اليسرى. ويبدأ شعوري بانسدادها في نحو الرابعة بعد الظهر ويستغرق الحال فترة تمتد بين ثلاث وأربع ساعات. وحينما أسعل، أو أعطس، أو أنظف حنجرتي، أو أتثاءب، أو أغلق منخاري أنفي ثم أنفخ ـ لا يحدث أي شيء لمساعدة حالتي. ما العمل؟
يبدو أنك تعاني من هذه الحالة منذ زمن، ولذا فإن أول مقترحاتي لك، هو التوجه لاستشارة طبيب بهدف إجراء التشخيص اللازم، ثم العلاج.
* تشخيص المشكلة
* يبدأ تشخيص أي مشكلة في الأذن من الإجابة على عدد من الأسئلة. وأكثر الأسئلة البديهية هو أكثرها أهمية: هل فقدت شيئا من سمعك؟
وفي بعض الأحيان يفقد الناس سمعهم أثناء شعورهم بانسداد أذنهم، ولذلك ينبغي إجراء بعض الاختبارات لتقصي الحالة. كما يسأل الأطباء المرضى الذين يشكون من مشاكل في الأذن عن أعراض الدوخة، الألم، الصفير في الأذنين، أو عن وجود إفرازات سائلة منها. وتساعد الإجابات على توجيه الاختبارات اللاحقة.
إن مشاكل الأذن المصاحبة بالدوخة ـ يعتبر دوران الغرفة أحد الجوانب الرئيسية لحالة الدوار vertigo ـ قد تقود إلى تقصي حالات الإصابة بمرض مينيير Ménière›s disease، وهي حالة نادرة تحدث بسبب فقدان التوازن في الأذن الداخلية. أما ألم الأذن فهو مؤشر جيد على وجود عدوى في الأذن الوسطى. وألم الأذن مع وجود إفرازات هو عرض شائع لحالة تسمى «أذن السباحين».
أما الأسئلة المهمة الأخرى فهي: هل تتأثر كلا الأذنين أو أذن واحدة منهما؟ هل تظهر الأعراض فجأة أم بالتدريج، وهل هي دائمة أم عابرة؟
* أسباب متعددة
* قد تشعر بأن أذنك مسدودة لأنها ببساطة مملوءة بشمع الأذن. ولا أستطيع أن أقدم تفسيرا حول ظهور حالة الانسداد في فترة ما بعد الظهر، إلا أن الانسداد الناجم عن شمع الأذن بمقدوره الاحتداد والفتور (إن جاز التعبير). وقد يكون الانسداد أسوأ بعد الاستحمام مثلا، لأن شمع الأذن يمتلئ بالماء.
ومهما كان الأمر جذابا لك، فإن نصيحتي ألا تزيل شمع الأذن بنفسك. فاستخدام قطعة من القطن مع القلم قد يؤدي إلى تمزق قناة الأذن، التي ليست قناة مستقيمة في شكلها كما تبدو من الخارج، فهي تنعرج وتضيق. وعليك أن تطلب من الطبيب ذلك.
الاحتمال الآخر هو وجود خلل وظيفي في القناة السمعية (قناة اوستاكي eustachian tube)، التي لا يمكنك رؤيتها لأنها توجد كلية داخل الرأس، حيث تصل الأذن الوسطى مع البلعوم الأنفي nasopharynx وهو الموقع البعيد من فجوة الأنف التي تتصل مع الحنجرة. ولدى البالغين يكون طول قناة اوستاكي أكثر قليلا من بوصة واحدة (2.5 سم تقريبا)، وهي تمتد إلى الأمام وإلى الخلف من الأذن الوسطى نحو منطقة البلعوم الأنفي. وهي تتكون من الغضاريف والعظام، وتبطّن بغشاء مخاطي رطب.
وفي العادة فإن قناة اوستاكي تساعد على توازن ضغط الهواء على جانبي الطبلة، وذلك بسماحها للهواء بالتدفق نحو الأذن الوسطى وإلى خارجها. وإن حدث الانسداد فيها، فإن الضغط سيكون قليلا في الأذن الوسطى، الأمر الذي يؤدي إلى توليد «حالة مصّ» قليلة، ولذلك فإن الطبلة تنسحب نحو الداخل. وهذا ما يسبب شعورا بالانسداد الكامل في الأذن ويقلل من قدرة الطبلة على الاهتزاز. ولذلك فإن السمع يصبح أضعف.
وإن كان الانسداد شديدا ويستمر فترة أطول، فإن الضغط المنخفض في الأذن الوسطى يمكنه سحب السوائل من الأنسجة ومن الأوعية الدموية المجاورة لها، بحيث تمتلئ الأذن الوسطى بالسوائل.
كما قد يتسبب البرد أو الحساسية بالتأثير على بطانة قناة أوستاكي، الأمر الذي يؤدي إلى إغلاقها. وفي الحالات التي يتغير فيها الضغط بسرعة، أثناء هبوط أو صعود الطائرة مثلا، فإن على قناة أوستاكي أن تعمل جيدا كي تحافظ على تساوي الضغط على جانبي الطبلة. وعندما تنفخ أثناء إغلاق فمك ومنخاري أنفك لكي «تفتح» أذنك فإنك تقوم بدفع الهواء في قناة أوستاكي لكي تعادل ضغطه مجددا.
ويشعر الناس الذين لا تنفذ قناة أوستاكي مهمتها جيدا، بانسداد أذنهم فور إصابتهم بنوبة بسيطة من البرد أو أثناء سفرهم بالطائرة، أي من دون أي حوادث أخرى لأذنهم. وقد تكون هذه هي مشكلتك.
ويمكن علاج الحالات السيئة لاختلال وظيفة قناة أوستاكي بإدخال أنابيب بلاستيكية في الطبلة لتهوية الأذن الداخلية انطلاقا من قناة الأذن الخارجية، بدلا من الاعتماد على قناة أوستاكي لتنفيذ هذه المهمة.
وإن كان الشعور بانسداد الأذن دائما، وأنه يؤثر على أذن واحدة فقط، فإن الطبيب قد يفحص فتحة القناة في البلعوم الأنفي للتأكد من عدم انسدادها نتيجة ورم سرطاني من أي نوع.
ماذا ستفعل إن كان الشعور بالانسداد شعورا عابرا؟ على الرغم من عدم توفر برهان حقيقي على فوائد مضادات الهستامين أو مضادات الاحتقان، فإني أقول لمرضاي أن يكونوا أحرارا في محاولة استخدامها إن رغبوا في ذلك.
* طبيب في مستشفى بريغهام والنساء، خدمات «تريبيون ميديا»
تعليقات: