دارة الحاج ابراهيم مهنا إثناء إعادة بنائها
من منّا لا يفخر بأهله وأجداده؟...
كان والدي الحاج ابراهيم حسين مهنا، رحمه الله، من أوائل اللبنانيين عموماً والجنوبيين خصوصاً الذين يمّموا وجوههم شطر بلاد الإغتراب.. فحطّ رحاله في الأرجنتين، إحدى دول أميركا الجنوبية، وتحديداً في عاصمتها بيونس أيرس، وذلك أوائل القرن العشرين الميلادي.
بعد جهاد طويل وكفاح مرير عاد إلى الوطن واتخذ لنفسه دارةً في بلدته الخيام إيماناً منه بالوطن وتمسكاً بأرضه.
كانت الدارة التي بناها صاحبها سنة 1934، بعرق جبينه وكدّ يمينه، مميزة يوم ذاك من غيرها من سائر بيوت الخيام عامة وبيوت الحي، على الشارع الرئيسي، المبنية من الطوب والمسقوفة بالتراب والخشب، إذ جعل سقف دارته من القرميد الأحمر وحيطانها من حجارة الصوّان الصخرية، وعلاوة على ذلك فقد جعلها مميزة بهندستها التي تراعي حسن توزيع الغرف والممرات الداخلية من الناحية الصحية والمناخية، ليكفل بذلك راحة العائلة والضيوف...
بعد ذلك توالت الأحداث الأليمة على الخيام وعلى الجنوب عموماً من إعتداءات صهيونية بربرية طيلة حقبة طويلة من الزمن، فقتلت الأرواح ودمّرت البيوت والآمال وهجّرت السكان...
الدارة الجميلة طالها الدمار كما طال آلاف البيوت الجنوبية... لكنهم لم يحطّموا عزيمتنا فأعدنا بناءها من جديد وحافظنا على رونقها القديم بصورة هندسية تجمع بين الفنون التراثية للماضي وسحر الحاضر الذي يطالعنا بفن العمارة والجمال لتبقى تلك الدار محتفظة بطابع التراث العربي اللبناني الأصيل والذي هو جزء من تاريخ أمتنا العربية المجيدة.
أحد الضباط الإسبان، العاملين بقوات الطوارئ الدولية، كان على رأس دورية عندما مرّ في المكان ونظر مليّاً إلى الدارة وهي ما تزال قيد الإنشاء، قال أنه للوهلة الأولى تخيلها وكأنها متحف أثري قديم، وأنها شبيهة بالكثير من المباني التراثية الأندلسية التي بناها العرب بفضل حضارتهم التاريخية، خاصة في مدينة قرطبا التي ينتمي إليها.
الدارة تبعث الشوق في نفس كل زائر في البلدة إلى تأملها ملياً من الخارج والداخل.. وإنشاء الله تصبح الخيام مدينة سياحية بفضل عمرانها وغيرة أبنائها ويعود معتقل الأسرى، المعذبين أيام الإحتلال الصهيوني والمحررين بعد الإنتصار الكبير للمقاومة، معلماً سياحياً كبيراً نفخر بوجوده عندنا..
ويزيدنا فخراً انتماؤنا للخيام ووفاؤنا لأهلنا وأجدادنا.
أبو ماجد محمد ابراهيم مهنا - 916903-70-961+
ألبوم صور عائلة محمد ابراهيم مهنا
المرحوم الحاج ابراهيم مهنا
أم ماجد وأبو ماجد محمد مهنا وخلفهما أبناءهم ماجد (مهندس معماري)، كمال (مهندس كمبيوتر) وابراهيم (محاسب) - بيونس أيرس 2008
أبو ماجد محمد مهنا يتابع أعمال بناء دارتهم
تعليقات: