مريم بين والديها
«من جدّ وجد و من زرع حصد»، إنه مثل ينطبق على مريم نايف سعد التي حصلت على الشهادة المتوسطة (البريفه) بتفوق شرّفت فيه المنطقة بأسرها...
عملت مريم بجدّ وانتباه طيلة العام الدراسي المنصرم فحصدت النجاح والتفوّق.
بعد صدور النتائج كانت مريم موضع فخر واعتزازعائلتها ومدرّسيها وابناء بلدتها وموضوع حديثهم لأيام عديدة وكأنهم يريدون من وراء ذلك إيفاءها تعبها وسهرها، ومريم كانت ترى أنها بتفوقها تكون قد قدمت هدية ثمينة لهؤولاء المحبين.
مريم سعد نرى في براءة عيونها طموحاً لا حدود له ينبئ بمستقبل واعد...
بمجرد اللقاء بها يلمس المرء مدى تواضعها، رغم ما تحمله من ثقافة ومقومات تؤهلها لأن نحتل مكانة مميزة، وسرعان ما نكتشف في طبعها الهادئ ونفسيتها المرحة مدى حبها للحياة.
هنيئاً للأقلام التي تكتب بها مريم.. لا بدّ أنها تزهو بما يكتب بها من ثقافة وعلوم ومن إجابات صحيحة!
وهنيئاً لأوراق الإمتحان التي تحمل إسم مريم سعد فهي تحصد دوماً أعلى العلامات!
وهنيئاً لموقع خيامكم الذي زيّن صفحاته بصور مريم وأهلها وبالحديث عنها.
مريم سعد تنتمي إلى عائلة عادية جدا، كسائر العائلات الخيامية، تملك محلاً متواضعاً لبيع الهدايا والألعاب بمحاذاة مركز الطويل، وهم لا يملكون القدرة لتخصيص كبار الأساتذة لها لمتابعتها وإعطاءها دروساً خصوصية، لكنهم استعملوا وسيلة أهم من ذلك، إذ أن والدتها لم تتوانى عن متابعتها منذ الصغر كما يجمع كافة أساتذتها.. وكان هذا سبباً من أسباب تفوقها!
الخيام تفخر بابنتها الدائمة التفوّق مريم نايف سعد، ولمزيد من الحديث عنها، وعن نفسيتها علاقتها بالكتاب يمكن سرد ذلك عبر السطور التالية:
«
.
.
ترى في عينيها شرارةً تخاطب القلم..
وتغوص في أعماق أفكارها فتراها تحضن الكــتاب وتعشق سطوره، فتعيش بين كلماته وتتخذ أحرفه حياةً لها.
وضعت أمام عينيها مستقبلهـا وسلّـطت الضـــوء على هدفهــا الوحـــيد ألا وهو العلم.
تهوى الدّراســـة إلى حدّ أنّك إذا شطرت معصمها سالت الأرقام والكلمات والأفكار بدلاً من الدماء.. وبدلا من دمــوع الألم تراها تذرف العلم.
هي تلميذة ابنة الخيام.
حققت بطموحها الفيّاض تفوقاً وهي لا تزال في الخـامسة عشر من عمرها.
فألقت القبــض بجدّها على الكــأس الخامس في بطولة لبــنان للشّهادة الرّسمية، ووضعت الــنجمة الثّانية على كتف محافظة النبطــية، ولا يزال قلمها يكتب وصفحات كتبها تُطوى ومعها تبني آمـالاً في الوصول إلى أبعد مــا وصل إليه جبران والصّبّاح ونعيمة.
نعم هي كذلك مريم نايف سعد.
تهوى القراءة منذ نعومــة أناملها.
لازمت الجدّ واتخذت التفوق موطناً لها فلا تراها تهون أو تــتراجع.
تأسست في مدارس المصطفى فنالت إعـجاب المدرّسين والإداريــين كافة إلى أن أصبــحت فرداً من عائلة كلِّ واحدٍ مـــنهم.
بعدها انتــقلت إلى أحضــان مدرسة عيســى ابن مريــم حيث حظيت باهتمامٍ لا يختلف عن سابقه، فهي أسرت القلوب لأخلاقها وأدبها وحسن تعاملها وسجنت العقوا لذكائها وفطنتها.
طوال هذه السنين كانت وكتابها شخص واحد، فلا تـــقوى على مفارقـته، ولم تمنعها أية محــنةٍ من أن تثــابر وتصــل حتى بين أظافر عدوان تموز كانـت تحصّن نفسها من صرخات الأيام القاسية بالكتاب والقلم.
بعد المدرسة تعود لتناول الغداء مع الأهل ثم تبادر إلى مساعدة والدتــها في الأعمال المنزلـــية لتغوص بعدها في حقيبة كتبها، فتغرق بين النّصوص والجداول والمعـادلات... ولا تخــلد إلى النوم إلا بعد أن تطمأنّ بأنّ محفظتها لم تعد تحمل من عتق الواجبات شيئاً!
لا تتوقف عند ذلك فحسب بل تبحث عن المـــزيد من الأعمـــال المدرسية واللامدرسية لـــتنفذها عند فراغـها من واجباتها، فيسأل نفسه من يراها:
- ألا يتملكها الملل؟
تراها اجتماعية ومحبوبة من الجميع فلا تبخل بأن تقدم المســـاعدة لمن احتاج من خلاّنها في واجبٍ مدرسيٍّ معين .
نالت على شهادات عديدة في مختلف الميـادين الدّينيّة والبيئيّة والاجتماعيّة والثّقافية.
تهوى الرّياضة فتتابع أخبارها بكثرة وتمارس بعضها في الحيّ أو في المدرسة.
اتخذت الكتاب صديقاً وعشقت الدّراسة واتّخذتها نديماًً.
وإني قد رحــت أنظِم حبّـــاً سامقاً متلأللأً منذ لامس حرف كتابها ورداً أضاع الأفق. فاستـــعذب حبر قلمي أن يلقى ثريــّا هواها وأن يعانق ريحانة التفوق العبق الذي لامسته وقيـــّدته بتنوينٍ كتبتـــه فوق كلمـة "علم".. وتلألأت قسمات الطير في رغـدٍ إذ داعب النّور شوقاً صفـــحات أحلامها التي تتخــــطّى الكتاب والجمل... وتتخطى الكلمة...
.
.
»
ألبوم صور أبناء البلدة المتفوقون
ألبوم صور عائلة الحاج نايف سعد
منزل مريم المتواضع والجميل، المطلّ على جبل الشيخ
إحدى اليافطات التي رفعت في البلدة إعتزازاً بتفوّق مريم
محل الألعاب والهدايا المتواضع الذي تملكه العائلة
تعليقات: