الدكتورة بثينة شعبان
لا تنفع الكلمات، مهما رقت، إلا في تثبيت يقينك، أيتها الصديقة العزيزة الدكتورة بثينة شعبان، بأن لك إخوة وأصدقاء عديدين داخل سوريا ومن حولها وفي الخارج يشاركونك حزنك، وإن كان ذلك لا يعوضك الأم الغالية التي فقدت.
ولكن، قد يخفف عنك، أيتها الصديقة، أن تستذكري أن كثيرين ممن حولك قد تذوقوا قبلك، وربما معك، مرارة الفقد، وأحسوا فجأة بأنهم مكشوفون للقدر تماماً بعدما رفعت «الخيمة» التي كانت تظللهم بحنانها وتضمهم بجوانحها، يلجأون إليها فتقرأ في عيونهم همومهم وتمسحها بنظراتها الحانية فيستعيدون اطمئنانهم ويكملون مسيرتهم الأولى في علاقاتهم السوية مع الناس والحياة.
إن «الدنيا أم»، وفقدها يجعلنا ننتبه إلى حقيقة أننا قد كبرنا وأنه صار علينا أن نحملها في قلوبنا فنحفظها في نجاحاتنا التي بعضها ثمرة بركتها وأدعيتها الصالحات.
سيكون عليك، أيتها الصديقة، وأنت أم، أن تتحملي حزنك العميق وتكملي واجبك وكل ما علمتك وأنشأتك عليه، خصوصاً وأنت في الموقع الحساس بمسؤولياته الجسام.
رحم الله الوالدة عبلة إبراهيم العلي رحمة واسعة وأنزلها فسيح جنانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
تعليقات: