عرفتها منذ فترة قصيرة..

أحببتها..

الفتها..

آنست لجلساتها..

أعجبتني قوّتها وجرأتها..

كانت ظروفها قاسيةٌ وكانت مسؤليتها كبيرة..

وكانت واجباتها كثيرة إذ أن ثلاثة أولادٍ كانوا تحت رعايتها..

كامت تتابع دروس لغة وتحاول جاهدة فهمها وكانت تحلم وأحلامها ترافقها..

انفصلت عن زوجها فقررت أن تكمل الطريق وحيدة دون أن يفارقها الأمل..

أحبت الحياة لكن الموت أحبها..

كان الجبان يهدد حياتها لكنها لم تعرف الخوف إطلاقاً..

يا رب ما هذه الجرأة التي زرعتها في قلبها؟..

ما هو سرك أيتها الصديقة؟..

أهو الاستهتار أم الاطمئنان الذي أودى بــ ٢٩ سنة من عمرك؟..

غدر بها في وضح النهار بينما كانت ذاهبة إلى مدرستها واولادها كانوا في المنزل أمتار قليلة بعيداً عنها..

وقف راء شجرة ينتظرها.. إستفزها بكلام قاس وبذيئ، اغضبها واثارها..

ولما ردّت عليه شهر سكيناً كان يخفيه وطعنها..

لم يكتف بما وجهه لقلبها وأحشائها من طعنات بل شوه حسن وجهها..

أدماها فنزفت وسلمت للخالق روحها..

رحلت عن الدنيا تاركة أولادها أيتاماً، وتركت الأهل والأصدقاء مفجوعين، مصدومين وراءها..

وبقي الخائن الجبان وراء القضبانٍ سجين الروح قبل الجسد..

ليته لا يخرج من ورائها..

رحمك الله يا قارئة الفنجان..

لن ننساك..