عين عرب مدرستها 8 غرف و«يتخرّج راعٍ»

مدرسة عين عرب
مدرسة عين عرب


آفاق المعرفة تنتهي بـالابتدائي..

«السَّرتفيكا» حدود العِلم..

- الدولة امتنعت عن بناء تكميلية لعدم وجود الطلاب والكلفة تفوق الفائدة

«السرتفيك» هي حدود العِلم، وعين عرب هي حدود العالم. الدخول إلى ثانوية بلدة الخيام حلم مستحيل. تلك باختصار هي حكاية "المتخرّجين" من ابتدائية الضيعة إلى ساحة العمل في: ورش الباطون أو رعاية الماشية!! تلك باختصار هي حكاية بلدة عين عرب في هذا التحقيق:

قد يظن أحدنا للحظات الأولى من التكلّم مع بعض أطفال بلدة "عين عرب" الجنوبية، أن التعليم ينتهي بنيل "الشهادة الابتدائية"، خصوصاً عندما يخبرك أحدهم أنه أنهى تعليمه ووصل إلى الصف الأخير (الخامس ابتدائي).

هذا هو واقع التعليم في بلدة عين عرب الحدودية. حيث لا يوجد إلا مدرسة ابتدائية واحدة. ومدرسة عين عرب الابتدائية مدرسة رسمية لغتها الثانية الفرنسية العربية والفرنسية بالرغم من أن أهالي البلدة يطالبون باللغة الإنكليزية. وتحوي الابتدائية 44 تلميذاً للعام الدراسي الحالي وكلهم من بلدة عين عرب، وثمانية هم هيئة التدريس مدرسة عين عرب وجميعهم من القرى المجاورة للبلدة.

8 غرف فقط

مدير المدرسة علي الأخرس وبعض الأساتذة من هيئة التدريس يقولون أن المبنى صمّم لمدرسة ابتدائية لا يستوعب أكثر من 200 تلميذ ويحتوي فقط على ثماني غرف للتدريس.

ويضيف الأخرس: قلة عدد الطلاب سببها قلة عدد سكان البلدة، حيث أن معظمهم لا يزالون في بلدات حبوش، كفروة، ومصيلح وهو ما دفع ويدفع بعدم زيادة الصفوف فعدد التلاميذ في الصف الابتدائي الخامس هو ستة فقط.

لا متوسطة بسبب الكلفة

أما عن حال المبنى فقد شيّده مجلس الجنوب في العام 2001. والتجهيزات الموجودة معظمها مقدَّم من الجمعيات الأهلية وقوات الطوارئ الدولية وذلك بعد عدوان تموز 2006.

يقول بعض أهالي البلدة أن مشروعاً كان يُعدُّ لمرحلة ثالثة (متوسطة) ولكن لم يتجاوب أحد من المسؤولين مع طلبهم ربما بسبب قلة عدد الطلاب بما لا يتناسب ورواتب الأساتذة وكلفة المبنى الجديد. وهنا تبرز المشكلة: فمعظم الأهالي لا يملكون القدرة على إرسال أولادهم إلى مدارس القرى المجاورة (الخيام، مرجعيون أو غيرها) بسبب تكاليف النقل المواصلات.

النقل واللغة الباهظان

مريم الأحمد أم لثمانية أولاد بينهم أربعة في المدرسة تقول أولادي الأربعة أنْهَوا المرحلة الابتدائية ولم يستطيعوا استكمال دراستهم في مدرسة الخيام الرسمية بسبب عجزنا عن دفع المواصلات فكلفة النقل للتلميذ الواحد 35000 ليرة لبنانية من الضيعة إلى مدرسة الخيام وبالعكس.

أما سعاد والتي يتعلم أولادها الصغار اللغة الفرنسية في مدرسة البلدة فتتساءل من سيساعدهم في البيت خصوصاً وأن إخوتهم وأخواتهم الأكبر سناً تعلموا قبل إنشاء مدرسة بلدة عين عرب في مدارس تدرّس اللغة الإنكليزية، لذا فهي تتمنى استحداث برنامج لتعليم اللغة الإنكليزية بدلاً من اللغة الفرنسية.

يتخرّج راعٍ

عائلة علي موسى الأحمد (أبو خالد)، وتتألف من 14 فرد، وهي لا تزال تعيش في خيمة مصنوعة من الأترنيت. فيقول أبو خالد أن ضيق الوضع الاقتصادي وكثرة عدد أفراد العائلة يجعلان الحياة أكثر صعوبة. ويقول بأن كل من ينهي المرحلة الابتدائية من أفراد أسرته عليه المبادرة إلى العمل وذلك لاستحالة المتابعة في مدرسة بلدة الخيام المجاورة بسبب ارتفاع تكاليف الأجرة والمواصلات.

وهكذا وفي ظل الأوضاع المتردية لم ولن يجد أطفال عين عرب سوى وظيفة عامل الباطون أو راعي الماشية بعد... "التخرّج".



تعليقات: