قطاف الزيتون في مرجعيون
المزارعون يطالبون بدعم فوري لمكافحة الأمراض وتسويق الإنتاج..
مرجعيون:
يُطلق مزارعو الزيتون مع بداية كل موسم قطاف الإنتاج في منطقة مرجعيون، جملة من شكاوى الإعتراض والإهمال، باتجاه وزارة الزراعة، ويتهمونها بأنها غائبة غياباً شبه كامل عن معاناتهم، لكن لا من يسمع أو يجيب··
وبعد الإنتهاء من تحصيل الإنتاج، تتكدس تنكات الزيت في الخوابي والمنازل ويتلف قسم منها، فترتفع الصرخة مطالبين بالتدخل والدعم الفوري قبل تفاقم المشاكل الزراعية وزيادة خسائرهم المادية والإنتاجية، وخصوصاً أن شتلة الزيتون تواجه هذه الأيام أمراضاً عديدة تفتك بالحقول، وتوقع خسائر مادية جسيمة، في ظل إنعدام قدرة المزارعين على مواجهتها، وغياب المعالجات والمساعدات من الجهات المعنية··
<لـواء صيدا والجنوب> جال على عدد من المزارعين خلال القطاف، واستمع إلى مشاكلهم ومطالبهم التي لا تعد ولا تحصى··
تشكل زراعة الزيتون في منطقة مرجعيون، العمود الفقري لمعيشة أهالي المنطقة، إلى جانب زراعة الدخان والدراق وغيرهما من المزروعات الصيفية والشتوية، ويعتمد نحو 70% من السكان على ما تنتجه هذه الزراعة، حيث ينتج الأهالي نحو 40 ألف تنكة زيت في كل عام، يبقى منها نحو 50% دون تصريف··
وتواجه زراعة الزيتون في كل مراحلها مشاكل بالجملة، لا يُمكن أن يتحملها المزارع وحده، مع ازدياد الأمراض التي تفتك بالإنتاج، وخصوصاً مرض عين الطاووس، وصولاً إلى تسويق الإنتاج·
صرخة استغاثة مع إنطلاق موسم قطاف الزيتون في كل عام، ترتفع صرخة المزارع، جراء الخسائر التي تلحق بالإنتاج، منذ لحظة الزراعة، ثم الرعاية والمتابعة، ومكافحة الأمراض والإنتاج والقطاف والبيع··
صرخة إستغاثة أطلقها مزارعو الزيتون عبر <اللـواء> إلى كل المعنيين في وزارة الزراعة والدولة، لكي يتحملوا مسؤولياتهم تجاه هذه الطبقة الإجتماعية الفقيرة، التي صمدت في وجه العدو الإسرائيلي طيلة فترة سنوات الإحتلال، وتواجه اليوم مصاعب الحياة في ظل وجود الدولة، التي لا تتأخر عن جباية رسومها وضرائبها من المياه والكهرباء والهاتف·
وفي جولة لنا على بعض الحقول الزراعية وفي المعاصر، تبيّن أن إنتاج الزيتون هذا العام ضئيل جداً، بالمقارنة مع العام الماضي، جراء إنتشار الأمراض، وخصوصاً مرض عين الطاووس الذي يفتك بالإنتاج، وفي ظل غياب الرعاية الدائمة للمزارع غير القادر مادياً على تأمين الأدوية اللازمة والفلاحة والمعالجات الجذرية، وغياب المؤسسات الداعمة كوزارة الزراعة·
وبالإضافة إلى المشاكل الطبيعية التي تواجه زراعة الزيتون، هناك مشكلة ثانية تأتي في الدرجة الثانية تتمثل بغياب التصريف فأكثر من 50% من الإنتاج يبقى سنوياً في المنازل والخوابي ومئات، لا بل آلاف تنكات الزيت تتكدس كل عام بسبب ضخ الزيت الأجنبي في الأسواق الذي ينافس الإنتاج المحلي·
تجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من 40 ألف تنكة زيت في منطقة مرجعيون، و50 ألف تنكة في منطقة حاصبيا تعاني من مشكلة التصريف، وهي تنظر الحلول الغائبة في كل موسم، مشكلة نعرضها أمام المسؤولين عسى أن يجد المزارعون حلاً لها في وقت قريب·
لوضع خطة لمواجهة الأمراض { المزارع حسين شيت (من بلدة كفركلا) دعا <وزارة الزراعة إلى التدخل فوراً، ودعم المزارعين في كل مراحل الإنتاج منذ البداية وحتى النهاية، بإعتبار هذه الزراعة ركن أساسي من أركان صمود الأهالي في منازلهم>·
وقال: نحن كمزارعين لا قدرة لنا على مواجهة المشاكل التي تواجه هذه الزراعة، فنحتاج إلى مساعدة وزارة الزراعة في شراء الأدوية لمعالجة الأمراض، وإلى خطة عمل سنوية تمكننا من تصريف الانتاج، ويمكن حل هذه المشكلة المزمنة عبر شراء الدولة كامل الإنتاج أو على الأقل 50% منه، فهذه الخطوات من شأنها تمكين المزارع من بقائه في أرضه والمحافظة على مصادر رزقه·
لإيجاد أسواق لتصريف الإنتاج { المزارع فؤاد عطوي (من بلدة مركبا)، قال: نعتمد في معيشتنا على زراعة التبغ والزيتون، ولا قدرة لنا على العمل في غيرهما أو السفر والهجرة إلى الخارج، نحن نكافح من أجل لقمة العيش، الدولة غائبة ووزارة الزراعة في خبر كان، لا مساعدات ولا أدوية، ولا مصدر لتصريف الإنتاج، حياتنا صعبة، وإمكانياتنا المادية ضئيلة بالمقارنة مع مستلزمات حماية شجرة الزيتون·
ودعا <المعنيين الى التجاوب مع طلباتنا ومساعدتنا في رعاية حقولنا الزراعية، وتقديم المساعدات المادية في كل مراحل العمل، وصولاً لإيجاد مخرج لائق لتصريف الإنتاج>·
معصرة زيتون في برج الملوك
جمع الزيتون
المزارع فؤاد عطوي
تعليقات: