إجتماع قادة المعارضة (عن المنار)
.
المعارضة قالت كلمتها وماذا بعد؟..
محصلة الساعات الاخيرة من المفاوضات..
تسارعت الخطواتُ المؤدية الى اعلان ولادة حكومة الوحدة الوطنية في لبنان:
-اجتماعٌ ليليٌ لقياداتِ المعارضة
- زيارةٌ نهاريةٌ قام بها وزيرُ الاتصالات جبران باسيل لبيت الوسط
- عشاءٌ مرتقبٌ بين العماد عون والحريري، يُفترضُ ان تليهِ زيارةٌ من الاخير لقصر بعبدا.
في المحصَّلةِ مراسيمُ اُولى حكوماتِ الحريري الابن ستَصدُرُ خلالَ ثمانٍ واربعينَ ساعةً على أبعدِ تقدير.
هو ليس الاجتماع الاول وبالتأكيد لن يكون الاخير، اركان المعارضة الوطنية وفي اطار اللقاءات التنسيقية والتشاورية فيما بينهم، اجتمعوا في لقاء ليلي دام اربع ساعات، وشارك فيه، كل من: الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، وذلك وبحضور وزير الاتصالات جبران باسيل، النائب علي حسن خليل، المعاون السياسي للسيد نصر الله حسين الخليل ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا.
اللقاء الذي كان اكثر من ودي وايجابي، استعرض خلاله المجتمعون التطورات على الساحة السياسية، خصوصاً ما يتعلق بتشكيل الحكومة وآخر الأفكار والاقتراحات المطروحة، وقد تم الاتفاق على السير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفقا للقواعد التي اتفق عليها في حصيلة المفاوضات التي جرت، وأمل المجتمعون أن تحقق هذه الخطوة كل الخير للبنان وشعبه العزيز.
وبحسب معلومات خاصة بالمنار تم الاتفاق على التالي:
1- يتصل العماد عون بالرئيس المكلف صباحاً ويبلغه برغبته ايفاد الوزير جبران باسيل اليه.
2- ينقل الوزير باسيل موافقة العماد عون الرسمية على عرضه فضلاً، عن دعوة للعشاء في الرابية لابلاغه بأسماء وزراء التكتل وبحث بعض التفاصيل التقنية معه.
وبالفعل هذا ما حصل، فتم اللقاء بين باسيل والحريري في بيت الوسط، وبحسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي للرئيس المكلف، اطلع الاخير من باسيل على نتائج اجتماع قيادات المعارضة ليل الجمعة، واعلانهم الموافقة على السير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وبحسب المعلومات، وافق الحريري على تلبية دعوة العماد عون للعشاء.
ويفترض ان يبادر الرئيس المكلف بعد لقائه العماد عون، الى زيارة قصر بعبدا لاطلاع رئيس الجمهورية على اخر ما توصل اليه من نتائج، لكن البعض رأى ان هذه الزيارة مرهونة بسرعة فكفكة الرئيس المكلف لبعض العقد المتعلقة بحصص مسيحيي الرابع عشر من اذار، لاسيما في ظل التجاذب القوي بين الكتائب والقوات حول حقائب التربية، الشؤون الاجتماعية والعمل، وارتباط توزيعها بمصير حقيبة العدل التي تتأرجح بين النائب بطرس حرب والوزير القواتي الحالي ابراهيم نجار.
اما مصادر رئيس الجمهورية فقد أكدت انه بانتظار زيارة الرئيس المكلف حاملاً مسودة تشكيلته النهائية، ولفتت المصادر الى استعداد الرئيس لاتخاذ اي قرار قد يسهل صدور مرسوم التشكيل، والكلام هنا عن موافقته، مبادلة الوزير الكاثوليكي بآخر ارثوذكسي، لان الحريري وكما بات معروفاً يرغب بتوزير النائب ميشال فرعون، وهي خطوة ستؤدي تلقائياً الى خروج وزير الاعلام الحالي طارق متري من المشهد الحكومي الجديد.
-----------------------------------------------
وكتبت النهار:
الرئيس المكلّف لم يتبلّغ بعد من عون مرشحيه و"حزب الله" لا يرى مشكلة في البيان الوزاري
إعلان الحكومة خلال 48 ساعة والأسماء آخر الألغام
مشاورات بين قوى الأكثرية حول العدل والتربية والعمل
48 ساعة وتولد الحكومة العتيدة بعدما اجتاز تأليفها حقل الالغام الكبير الذي امتد لأكثر من خمسة أشهر خلت. بهذا الوصف أبلغت مصادر مواكبة "النهار" امس ان ما تبقى من خطوات سيجتازها خلال اليوم وغداً رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بالتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان. ولاحظت هذه المصادر ان الجهود تركزت امس وستتركز اليوم على ترتيب اسماء التشكيلة الجديدة والتي ستتولى الحقائب في الحكومة الثلاثينية المقبلة.
"بيت الوسط"
واشارت الى ان خطوط الاتصال مفتوحة في صورة مستمرة بين قادة الاكثرية بعدما تبلغ الحريري قرار قادة الاقلية الذي أذيع ليل الجمعة - السبت من وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل.
وفي بيان صادر عن المكتب الاعلامي للحريري انه استقبل ظهر امس في "بيت الوسط" الوزير باسيل الذي اطلعه على نتائج اجتماع قيادات المعارضة ليل أول من امس "واعلانهم الموافقة على السير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية".
وقال مستشار الحريري هاني حمود لوكالتي "الصحافة الفرنسية" و"رويترز" ان الاجتماع "كان ايجابياً جداً"، متوقعاً "تشكيل الحكومة قريباً".
وعلمت "النهار" من مصادر رفيعة في "التيار الوطني الحر" ان باسيل ابلغ الرئيس المكلف قرار المعارضة السير بحكومة الوحدة الوطنية وبتوزيع الحقائب على المعارضة بحسب ما اتفق عليه أخيراً. لكن باسيل لم يبلغ الحريري اسماء الوزراء الذين يريد "التيار" تسميتهم، "لأن ذلك ملك العماد ميشال عون، وهو الذي سيبلغ الحريري بها في لقائهما المرتقب"، والمرجح اليوم.
بعبدا
ومنذ دقّ جرس الحكومة ليل أول من امس، هرع الصحافيون الى قصر بعبدا ظناً منهم بأن مراسيم الحكومة ستصدر من القصر الجمهوري مع وصول الرئيس المكلف. ولكن سرعان ما علموا بأن لا مراسيم حكومية متوقعة قبل 48 ساعة، من دون استبعاد زيارة محتملة للرئيس الحريري الى الرئيس سليمان، من أجل وضع مشروع تشكيلة حكومية بين يديه لدراستها قبل أن يعود مرة ثانية للاتفاق معه على تشكيلة نهائية فتصدر المراسيم. إلا ان هذه الزيارة التشاورية لم تتم.
وتردد أن أربعة من خمسة وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية قد اصبحوا محسومين وهم:
- الياس المر وزيرا للدفاع، وقد يكون نائبا لرئيس مجلس الوزراء.
- زياد بارود وزيراً للداخلية والبلديات.
- عدنان السيد حسين (الشيعي التوافقي) وزير دولة.
- الوزير السابق عدنان القصار (السني التوافقي) وزير دولة.
اما الوزير الخامس، وهو وزير دولة فلم يعرف بعد ما اذا سيكون ارثوذكسياً ام كاثوليكيا، وفقا للتوزيعات الطائفية الأخرى. وفي هذا الاطار علم من احد أصدقاء الرئيس سليمان انه يريد لوزارة الدولة هذه سيرة لتكون من حصته سواء اكانت كاثوليكية ام ارثوذكسية.
مسيحيو الاكثرية
وعلمت "النهار" ان لقاء حصل بين "القوات اللبنانية" والنائب بطرس حرب الذي تبلغ ان "القوات" ترغب في الاحتفاظ بالوزير ابرهيم نجار في وزارة العدل مع الرغبة ايضا في دخول حرب الحكومة ممثلا لموازنة 14 آذار. وفهم ان حرب طرح تساؤلات حول الحقيبة التي ستسند اليه في ضوء ما تردد عن رغبة حزب الكتائب في توزير من يمثله في التربية، وهو الدكتور سليم الصايغ. وافيد في هذا السياق ان الحزب ابدى تحفظا عن الحصول على حقيبة العمل التي تعاقب عليها اطراف من قوى 8 آذار.
وتردد كذلك ان تيار "المستقبل" يطرح بدوره اسم الدكتور حسن منيمنة لتولي حقيبة التربية.
"اللقاء الديموقراطي"
عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب مروان حماده قال في حديث لـ"صالون السبت" من "صوت لبنان" ان وزراء اللقاء هم غازي العريضي العائد الى الاشغال واكرم شهيب ووائل ابو فاعور اللذان قد يتقاسمان البيئة ووزارة دولة، الا ان الامر متروك للرتوش الاخيرة.
عون
مصادر" التيار الوطني الحر" قالت لـ"النهار" امس "ان قرار المعارضة هو تشكيل الحكومة والكرة الآن في ملعب الاكثرية من اجل صدور مراسيم التأليف". واكدت "ان التيار راض الى حد كبير عما آلت اليه الامور، وخصوصا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والتي خاض بها التيار مفاوضاته، فهو حصل على الاتصالات وعلى الطاقة والسياحة التي يعول عليها وعلى الصناعة".
اما لجهة عودة الوزير باسيل الى الاتصالات فقالت ان "تسمية الوزراء امر يعود الى عون وحده وهو قال منذ اللحظة الاولى انه يريد الاتصالات والوزير جبران باسيل، ولم يقل يوما انه يريد جبران باسيل في الاتصالات، وقد حصل على الاثنين معا. وحتى الآن تحقق ما كان يطلبه العماد عون من التشكيلة الحكومية. وحين حصل على ما طلبه منذ اللحظة الاولى لجهة نوعية الحقائب، ولحقه التمثيلي بالحصول على ثلاثة وزراء موارنة، اعطى الجواب الايجابي".
وأكدت ان عون "اعاد من خلال مفاوضاته حق المسيحيين بالتمثل تمثيلا صحيحا. فنحن كنا نفاوض عنا وعن غيرنا من المسيحيين، وعملنا من اجلنا ومن اجلهم".
ولفتت الى ان اجتماع قادة المعارضة الاخير "لم يبحث في اسماء الوزراء لأنه لا يمكن اي فريق ان يسمي وزراء الفريق الآخر حتى لو كان حليفا له". وشددت اخيرا على انه "خلافا لما يشاع فلن تحدث مشكلة بالنسبة الى البيان الوزاري وسيكون هذا الموضوع اسهل كثيرا من قضية تشكيل الحكومة".
وتردد ليلاً أن عون لم يسمِ بعد أحداً لتولي حقيبة الاتصالات التي يشغلها حالياً باسيل والذي سيتولى حقيبة الطاقة، فيما طرح اسم كل من جورج بارود وجورج نحاس لتولي الاتصالات. أما مرشح الطاشناق الى وزارة الصناعة فيتأرجح ما بين ابرهيم ددهيان وألان طابوريان. كما طرح اسم موريس صحناوي للسياحة.
"حزب الله"
المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين الخليل ابلغ قناة "المنار" التلفزيونية التابعة للحزب "أن الحكومة ولدت عملياً". واضاف: "لبنان هو الذي انتصر، والذي انتصر هو الشيخ سعد الحريري والمعارضة معاً لأنهم استطاعوا ان يتوصلوا الى صيغة نهائية والى تفاهم نهائي".
ورداً على سؤال قال: "لا اعتقد ان هناك خلافاً حول البيان الوزاري الا اذا كان هناك من يريد ان يحدث انقلاباً معيناً (...) ان الامور جيدة ولا اعتقد ان البيان الوزاري سيأخذ وقتاً طويلاً".
حصص مسيحيي 14 آذار وعون الأقرب الى معيار نتائج الانتخابات
قراءة في الأرباح والخسائر من خارج التوظيف الدعائي
احتل الطابع الدعائي معظم الواجهة السياسية لمشهد اللحظات الاخيرة لولادة الحكومة الاولى للرئيس سعد الحريري الذي سينزع عنه في الساعات المقبلة لقب "الرئيس المكلف" لينضم الى نادي رؤساء الحكومات بصلاحياته الدستورية الكاملة.
ولم يفاجئ ابراز هذا الطابع المراقبين والمواكبين للازمة الحكومية الطويلة التي رست اخيرا عند بر التسوية التي جرى التوصل اليها اصلا مع صيغة 15-10-5 ومن ثم نفحتها بالقوة الدافعة القمة السورية - السعودية في دمشق، باعتبار ان المماحكات التي تركزت طويلا على عقدة حقائب "تكتل التغيير والاصلاح" ما كانت سوى امتداد لمعركة التوازنات الانتخابية و" الميدانية" المتصادمة، سواء داخل الصف المسيحي المنقسم أو على المستوى الاوسع بين الغالبية والاقلية.
ولذا بدا من الطبيعي لهؤلاء المراقبين والمواكبين أن يفضي المخاض الحكومي في آخر لحظاته الى ابراز خلاصات مضخمة ساهم في صوغها اخراج سياسي يراد من خلاله الايحاء ان تركيبة الحكومة العتيدة جاءت لتكرس فوزا للعماد عون وعبره فريق المعارضة. في حين ان التدقيق في مجمل الوقائع السياسية التي واكبت الولادة التوافقية للحكومة وكذلك حجم الحصص الوزارية ونوعيتها وتوزعها من شأنه ان يبدد سريعا ايحاءات هذا التضخيم ويضعها في سياق أكثر جدية وواقعية.
ومن البديهي ان يتم تركيز الاضواء على معركة الاحجام والمكاسب والخسائر لدى الافرقاء المسيحيين ما دامت حقبة التكليف الثاني للحريري دارت كلها تقريبا على هذا المحور. غير ان القراءات الجادة لمواكبي الولادة الحكومية تعتبر ان ميزان توزيع الحصص والحقائب على الفريقين المسيحيين في الغالبية والمعارضة جاء اكثر انطباقا على نتائج الانتخابات النيابية من اي معيار آخر يراد له ان يوظف في اطار دعائي او سياسي من طرف واحد.
بهذا المعنى، يقول هؤلاء، انه رغم التغييرات التي حصلت في تبادل الحقائب بين الفريقين، لم يتبدل ميزان الحصص كثيرا في التركيبة الجديدة عما كان في حكومة تصريف الاعمال، وهذا ظاهر للجميع. فالعماد عون استعاد اربع حقائب بينها الاتصالات والطاقة حقيبتين اساسيتين، والسياحة والصناعة حقيبتين عاديتين، الى وزارة دولة، في مقابل حقائب الاتصالات والطاقة والشؤون الاجتماعية والزراعة ونيابة رئاسة الوزراء في حكومة تصريف الاعمال. واستتبع هذا التعديل تعديلات مقابلة في حصة مسيحيي الغالبية الذين ذهبت اليهم حقائب التربية والعمل والشؤون الاجتماعية بالاضافة الى العدل كحقائب اساسية وازنة. يستدل هؤلاء المواكبون والمراقبون بهذا التوازن النوعي في توزيع الحقائب على الفريقين للدلالة على ان المسيحيين الذين خاضوا الانتخابات كرأس حربة اساسية في 7 حزيران حصدوا في الحكومة ثمار هذه المعركة. ويمكن على الاقل الاستخلاص ان عون ومسيحيي 14 آذار يمكنهم التباهي من هذه الناحية بانهم قطفوا ثمار استحقاقين ديموقراطيين في معزل عن أي اعتبار آخر.
اما من الناحية السياسية المتصلة بملابسات الازمة الحكومية الطويلة، فيورد هؤلاء مجموعة ملاحظات ذات دلالات أساسية في ميزان الربح والخسارة لا يبقى معها، في رأيهم، اي مجال لتضخيم دعائي من اي جانب بفعل انكشاف كل الوقائع والحقائق المتصلة بأوضاع المعنيين بهذه الازمة.
فبالنسبة الى فريق الغالبية اولا، لم يحسن هذا الفريق في المراحل الاولى من الازمة، وعقب الضربة التي تلقاها بخروج رئيس " اللقاء الديموقراطي " النائب وليد جنبلاط من صفوفه، لعبة توزيع الادوار وادائها بتماسك وبصورة معنوية قوية على غرار ما كان خصمه يتمتع به في معركته للظفر بمكاسب وزارية، مدعوما بجبهة متماسكة وراءه. وعكس هذا الخلل عدم تناغم واضح بين "الصبر" وطول الاناة الطويلين اللذين سجلا للرئيس المكلف خلال حواره مع العماد عون وحلفائه المسيحيين. اذ كانت "الممنوعات" و"اللاءات" التي يعلنها اطراف مسيحيون في الغالبية تناقش وتعرض المخارج لها في حوار الحريري وعون وجرى التنازل عن بعضها.
ولكن الفريق المسيحي افاد من هذه الثغرة التي ظهرت بقوة في الاسابيع الاخيرة بدليل انه اعاد تصويب الميزان والتزم تفويضه الكامل الى الحريري في التوصل الى حل مما وفر للاخير حرية حركة ومرونة وثباتاً، وفي الوقت نفسه جعلته يرسم خطا فاصلا بين النقاط القابلة للتنازل والثوابت التي لا يمكن التفريط بها، وقد ترجم ذلك فعلا في عرضه الاخير لعون الذي رفض عبره ان ينال عون حقيبة الاقتصاد بما يكسر التوازن النوعي الدقيق للحقائب وايحاءاته على المستوى السياسي.
في المقابل لا ينكر هؤلاء على عون مراسه الشديد في التفاوض لتحقيق مكاسب سياسية ووزارية مكنته على الاقل من استعادة توزير صهره جبران باسيل والاحتفاظ بحقائب نوعية فضلا عن احتلاله واجهة المشهد السياسي طوال الازمة بما يوفر لزعامته امام قواعده على الاقل صورة معنوية قوية. ولكن المحاذير التي ترتبت على عون خصوصا في الايام الاخيرة من المخاض الحكومي ليست من النوع الذي يكفل لوسطه وحلفائه ان يطمسوه بحملة دعائية. ومن أبرز هذه العوامل اتسامه بصورة المعرقل لحساب مصالحه المباشرة ولاشهر طويلة من دون حساب مصلحة اللبنانيين، ولعل ابرز الانعكاسات لذلك ما ترجمته الانتخابات الطالبية في الجامعة اليسوعية، ثم ثبوت وقوف قوى المعارضة وتحديدا " حزب الله" من دون اي تحفظ وراء عون بما يعني ذلك من عدم حصرية واقعية للبعد الداخلي للازمة على الاقل لمطالب الزعيم العوني . وليس ادل على ذلك من ان المخرج الحكومي لم يخرج الى النور الا مع ظهور الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في صورة قادة المعارضة مجتمعين ليل الجمعة الماضي.
يضاف الى ذلك ان عون اضطر الى التنازل عن تعهد شخصي وسياسي ومعنوي التزمه علنا، وهو أن يعيد باسيل الى رأس وزارة الاتصالات.
كما ان ثمة ما لا يمكن تجاهله في الاخراج الشكلي وحتى الضمني للولادة الحكومية وهو زيارة الوزير باسيل لسوريا في اليوم نفسه الذي جاء فيه "التبشير" بنهاية الازمة قبل ان يتبلغ الحريري جواب المعارضة رسميا. وهذا الايحاء بالتدخل السوري ولو ايجابا لا يفيد منطق "الاستقلالية" الذي يقول به عون، فكيف مع الايحاءات الاخرى التي تدرج توقيت المخرج او تربطه بزيارة الرئيس السوري بشار الاسد لفرنسا؟ واذا كان فريقا الغالبية والاقلية قد توصلا الى الحل برعاية نتائج القمة السورية – السعودية، فلا يمكن عون على الاقل ان يقول انه ظل وحده خارج "ضغوط" هذه الرعاية حين أزفت ساعة الحسم وقبضت سوريا "الثمن" المعنوي والمادي امام اللبنانيين والخارج.
تعليقات: