وسائل اعلام العدو تقر بفشل تسويق رواية سفينة الاسلحة \"فرانكوب\"
بعدَ الضجّة التي أثارها العدوُ الصهيوني حولَ السفينةِ "فرانكوب (FRANCOP )" المحمّلةِ بالأسلحة، المنار تعرضُ رحلةَ هذه الباخرةِ من ايطاليا الى بيروت.. رحلةٌ لم تَشمَل ايرانَ أبداً.
فبعد فيلمها المصوّر عن حادثة طيرفلسيه في جنوبي لبنان، عادت اسرائيل لتحاول قطف انجاز نوعي عبر الترويج لقصّة السفينة "فرانكوب"... ولكن وكما كذّبت المشاهد الاسرائيلية بنفسها زيف الادعاءات حول حادثة طيرفلسيه، جاءت المشاهد والمعطيات أيضا لتكشف وهم الانتصار الصهيوني في قضيّة السفينة.
شركة التأمين العالمية "لويدز" وفي تقرير الرصد اليومي لحركة الباخرة فرانكوب الذي نشرته صحيفة السفير، لم تأت على ذكر ايران ضمن محطّات السفينة. فمن ايطاليا أواخر شهر أيلول/سبتمبر اتّجهت الباخرة ناحية مرفأ دمياط في مصر فمرفأ ليماسول في قبرص وصولاً الى بيروت، وبين هذا المثلّث تنقّلت مرّات عدّة.
اذا الباخرة لم تدخل البحر الأحمر ولم تتجه ناحية ايران البتة..
نظرة عن كثب على المشاهد التي بثّتها الشاشات الاسرائيلية ويثبت ذلك اذ لم تلتقط العدسة أيّ دمغة على الأسلحة تظهر أنها صنعت في ايران. وهذا طبعاً ما كان سيعلل به الاسرائيلي لو توافّر. واذا تجاهلنا هذه النقطة، فيمكن لسؤال أكبر أن يوضح الفكرة: هل نوعيّة الأسلحة الخفيفة في مقاييس الحروب الحالية تستحقّ مجازفة ايرانية عبر المرفأ المصري لايصالها الى المقاومة في لبنان؟
ويقول العقيد المتقاعد حسين شعيتو لقناة المنار: "ان الاسلحة التي تم ضبتها على ظهر السفينة بحسب ادعاء الاسرائيليين اصبحت من الجيل القديم وخاصة بالنسبة للمقاومة اللبنانية التي لديها نوعية ان من ناحية التسلح او التدريب او على كل المستويات العسكرية. وهذه النوعية من الاسلحة ليس هناك من حاجة ان كانت منقولة لحزب الله بحسب ادعاءات الاسرائيليين كي تأتي من ميناء بندر عباس ومن ثم الى سوريا فهذه النوعية من الاسلحة تصنع في سوريا. فكان بالامكان ان تنقبل مباشرة من سوريا الى حزب الله".
الرواية الاسرائيلية لفتت الى أنّها أوقفت السفينة لدى خروجها محمّلة بالسلاح من مرفأ دمياط المصري، فهل من الممكن أن ترسل مصر السلاح الى حزب الله؟
ويضيف العقيد المتقاعد حسين شعيتو لقناة المنار فيقول: "هذه المسألة مستبعدة جداً وخاصة جميعنا يعرف الموقف المصري من حركات المقاومة سواء في غزة او في لبنان".
السفينة وهي متّجهة نحو لبنان اقتحمها الاسرائيليون ونزلوا مباشرة على الكونتينيرات المحمّلة بالأسلحة وكان عددها أربعة عشر ... يوم واحد من التحقيق مع طاقم السفينة ويطلق سراحهم بعد أن تحتجز الأسلحة ... وهنا أسئلة جديدة تطرح: كيف أطلقت اسرائيل بهذه السرعة طاقم سفينة تحمل أسلحة من ايران؟
أو لم تحاكم طاقم سفينة كارين A عام 2002 للتهمة نفسها؟
واذا كانت الباخرة متّجهة نحو ميناء لبناني قبل اعتراضها من الاسرائيليين، فكيف لم تفتّشها اليونيفيل التي تترصّد عادة حتى مراكب الصيد؟
استفسارات تنتظر نتائج تحقيق مخابرات الجيش اللبناني مع طاقم السفينة وقبطانها بعدما رست باخرتهم في ميناء بيروت.
وسائل اعلام العدو تقر بفشل تسويق رواية سفينة الاسلحة "فرانكوب"
تقرير خاص قناة المنار – حسن حجازي
تكشفت فصول المسرحية الاعلامية الضخمة التي ادارتها وسائل الدعاية والدبلوماسية الاسرائيلية حول ضبط سفينة "فرانكوب" التي زعمت اسرائيل انها تنقل سلاحاً من ايران الى حزب الله. فقد عادت اسرائيل خاوية الوفاض من وراء حمتلها تلك بعد فشلها في اقناع العالم بروايتها وعجزها عن فرض تلك الرواية على الساحة الاعلامية العالمية.
فقد أجرت صحيفة يديعوت احرونوت عرضاً مفصلاً اظهر الخيبة الاسرائيلية من تعاطي كبريات وسائل الاعلام العالمية وخصوصاً الغربية منها مع الخبر، ورأت الصحيفة ان الخبر لم ينجح في ان يحدث صدمة في وسائل الاعلام العالمية فيما حظي نفي حزب الله للخبر في المواقع الالكترونية وفق احصائية "غوغل" بمئتي خبر مقابل مئة خبر عن ضبط السفينة.
اما الصحف الاميركية الكبرى كنيويورك تايمز وواشنطن بوست فقد وضعت الخبر ضمن الاخبار الهامشية، كما غاب خبر السفينة عن اهتمام بعض الصحف كصحيفتي ديلي تلغراف والغارديان البريطانيتين. ووقف محللوا الصحف موقف الحياد ونسبوا راوية ضبط السفينة الى مصادرها الاسرائيلية دون تبنيها، لكن الكثيرين منهم رأى ان القضية عبارة عن "فربكة" اسرائيلية او عملية تهدف لحرف الانظار عن تقرير "غولدستون".
المحلل العسكري في تلفزيون العدو يوآف ليمور قال في هذا الاطار: "علينا ان لا ننفعل كثيراً فقضية السفينة لم تثر اهتمام احد في العالم، وهو لم ينشغل في هذا الامر. وقد شهدنا حضوراً اعلامياً عالمياً واسعاً على ارض الحدث لكننا رأينا ان وسائل الاعلام العالمية لم تنشر الكثير عن الخبر".
ورغم الجهد الهائل الذي بذلته آلة الدعاية الاسرائيلية في استثمار احتجاز السفينة فقد اقر المسؤولون الاسرائيليون ان معركة اسرائيل كانت وستبقى خاسرة على مستوى الصورة.
اما يوسي ليفي مدير عام الاعلام الاسرائيلي في وزارة الخارجية فقال من جهته: "الرأي العام مرن جداً ومن يفتح التلفاز في انحاء العالم لا يريد سماع القصة التي خلف الصورة، وصورة الولد الذي دمر منزله يؤثر في قلوب الناس اكثر من سفينة تحمل صواريخ".
صحيفة يديعوت احرونوت رأت ان اسرائيل فشلت مرة اخرى في كسب المعركة الاعلامية بعد ان كان مراقب الدولة وجه انتقادات حيال فشلها في الاستفادة الدعائية من ضبط سفينة "كارين آي" التي كانت تقل اسلحة للفلسطينيين في قطاع غزة عام الفين واثنين.
تعليقات: