معاصر الزيتون في حاصبيا مستنفرة.. وتشكو شحّ الموسم


حاصبيا -

بين معصرة الأحجار والمعصرة الأوتوماتيكية النتيجة واحدة وهي زيت زيتون جيد وممتاز، وبما ان موسم الزيتون ضئيل مقارنة بالأعوام الماضية، فإن أصحاب المعاصر يتنافسون فيما بينهم لاستقطاب الزبائن والكمية الأكثر من الزيتون، خاصة لجهة فعالية المعاصر وجودتها والسرعة في عصره وبالطرق الأكثر تطوراً والسعر الأقل، إن لجهة تحديث آلات العصر او النظافة التي تعتبر أساسية في التأثير على نوعية الزيت الذي يستخرجونه من عصر الزيتون، حيث يوجد في هاتين المنطقتين أكثر من اربعين معصرة زيتون، منها الاوتوماتيكي ومنها التي تعمل على الأحجار، تؤمن معيشة اكثر من 250 عائلة طوال هذا الموسم الذي يستمر لحوالي ثلاثة أشهر، ورغم تلك الأعباء إلا أنهم مصرون على الإستمرار في عملهم هذا وتطويره ضمن الإمكانات في منطقة يعتمد اهلها على الزراعة وخاصة الزيتون.

ويشير أبو مشهور وهو صاحب معصرة حجر في الهبارية، الى انهم يعيشون هاجس تأمين نفقات العمال والمحروقات التي ترتفع يوماً بعد يوم، فأجر العامل يزيد على 40 دولاراً يومياً، إضافة الى ضآلة موسم الزيتون لهذا العام رغم نوعية الزيت الجيدة جداً، متأملاً من المعنيين وخاصة وزارة الصناعة مساعدتهم ودعمهم في هذه المنطقة التي تعتمد على الزراعة بشكل اساسي" ونحن لا يمكننا تحميل تلك الأعباء على المزارع، الذي نقدر ظروفه، بل على العكس نخفف عنه، حيث ان تكلفة عصر كيلو الزيتون 200 ليرة فقط، ونأخذ اجرنا أحياناً زيت زيتون بدلاً من المال، وهو ما يسمى "مقايضة"، وذلك بسبب صعوبة تصريف الإنتاج".

ويقول عصام نور الدين صاحب "معصرة الثلاثة أحجار"، في العرقوب "الموسم يشبه العام الماضي ونوعية الزيت جيد جداً، ونحن كأصحاب معاصر نتوصى بالناس لجهة تخفيض الأسعار، آملاً من الجميع، وخاصة الجهات المعنية الإلتفات نحو المزارع والتخفيف عنه، لافتاً الى أن هذه المهنة لم تعد تؤمن المردود الكافي بحيث يحتاج الواحد منهم الى مهنة موازية لها.

ومن جهته المسؤول عن معاصر ابو غيدا الحديثة في حاصبيا زياد القيس، يشير الى ان المعاصر الحديثة "الأوتوماتيكية" هي أنظف وأسرع، وان أسعار عصر الزيتون هي ارخص من العام الماضي بسبب الظروف التي يمر بها المزارع، حيث ان تكلفة عصر تنكة زيت الزيتون بحدود الـ 12 الف ليرة فقط.

معاصر الزيتون لا يمكن الإستغناء عنها مهما كانت الأسباب لأنها مرتبطة بشجرة النور شجرة الزيتون التي تشكل الزراعة الأولى في هذه المنطقة ويعتاش منها معظم أبناء المنطقة، لذا فمن الضروري والملح إيجاد حل لتطوير عمل المعاصر ودعم أصحابها لجهة تخفيض اسعار المحروقات والطاقة الكهربائية.

أما السؤال الأكثر الحاحاً والذي يتجنب أصحاب المعاصر الحديث عنه لعدم قدرتهم على إيجاد حل جذري له، رغم قيامهم ببعض الإجراءات الخجولة للتخلص منه، ألا وهو زيبار الزيتون وكيفية التخلص منه والذي بات يشكل مشاكل بيئية كتلوث الأراضي الزراعية والمياه الجوفية والأنهر في المنطقة ؟ في وقت تغيب معه الحلول الجذرية لدى الجهات المسؤولة.


تعليقات: