إفهم مرض السكري وتحكم به
ضحاياه 250 مليوناً حول العالم..
ولا احصاءات دقيقة في لبنان..
"إفهم مرض السكري وتحكم به" شعار اليوم العالمي للسكري الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 14 تشرين الثاني/نوفمبر في كل عام بطلب من الاتحاد الدولي للسكري.. بهدف نشر الوعي عن داء السكري الذي يبلغ عدد المصابين به في العالم نحو 250 مليون شخص ويتسبب بوفاة ما يقارب 25 مليون شخص سنوياً.
160 جمعية من مختلف الدول المنتسبة للاتحاد تعمل من خلال إحياء هذا اليوم الى حث الحكومات والمجتمع المدني لتحسين الرعاية الصحية وتفهم المرض والسيطرة عليه ولتعزيز الاستراتيجيات والسياسات الفعالة للتحكم أو الحد من انتشار الداء والتشخيص المبكر وتوفير الرعاية اللازمة للمرضى.
تتميز الحملة السنوية المرافقة لاحياء اليوم العالمي للسكري بانها رسالة مساندة وداعمة للمرضى عن طريق التعليم والتثقيف ليتعايشوا مع مرضهم بشكل أفضل، كما أنها تقدم الى المجتمع المعرفة حول أعراض ومخاطر المرض والحد من انتشاره والتعامل معه والتخفيف من آثاره الجانبية.
تترافق الأنشطة التوعوية التي تنفذ خلال الاحتفال باليوم العالمي (تنظيم سباقات رياضية ومؤتمرات وورش عمل وندوات ومعارض وكتيبات) مع اضاءة المعالم الشهيرة في كل بلد باللون الأزرق كمنارة للوحدة والأمل لملايين الأشخاص في الصراع الشامل لقهر مرض السكري الناتج عن عدم قدرة الجسم على افراز الانسولين (وهو الهرمون الذي ينتجه البنكرياس ليمكن الخلايا من امتصاص الغلوكوز بالدم لاستعماله كطاقة) ما يؤدي الى ارتفاع معدلات السكر بالدم.
المخاطر العديدة التي خلفها المرض خلال السنوات الاخيرة على المجتمعات في العالم دفع الأمم المتحدة الى اعتبار السكري وباء عالمياً يهدد جميع الأنظمة الصحية نظراً للمضاعفات التي يخلفها والتي تصيب القلب والشرايين والكلى وشبكة العيون والقدم والأعصاب.
"كثرة التبول، شدة العطش، الجوع، فقدان الوزن، التعب والارهاق، ضعف التركيز وزغولة النظر" علامات مصاحبة للسكري الذي يُقسم الى نوعين، الاول عند الاطفال (تبلغ نسبته 10 في المئة من مجمل المصابين في العالم) والثاني عند الكبار (نسبته 85 في المئة من مجمل المصابين) وهناك اصابات قليلة جداً في "السكري الحملي".
وتعتبر الدهون والوراثة والحمل ومقاومة الانسولين وتقدم العمر وعدم مزاولة الرياضة والوزن الزائد والضغط من العوامل الأكثر خطورة للاصابة بالنوع الثاني.
ومن المتعارف عليه أن سبل الوقاية في النوع الاول غير ممكنة، اما في النوع الثاني فهي ممكنة من خلال الفحص الدوري للسكري عند الأشخاص المعرضين للاصابة.
التعايش مع السكري يتطلب الالتزام بنظام عناية معين كفحص مستوى السكر بالدم وتناول الأدوية بانتظام وممارسة الرياضة وتغيير العادات الغذائية السيئة لتجنب المضاعفات والابتعاد عن المعتقدات الخاطئة والتقيد بتعليمات الطبيب.
اليوم العالمي في لبنان
"السكري ثقافة ووقاية" محور الندوة التي نظمها "البرنامج الوطني لمكافحة السكري" في وزارة الصحة بالتنسيق مع "الجمعية اللبنانية للسكري" وبمشاركة "مركز الرعاية الدائم" و"نقابة أطباء لبنان" بمناسبة اليوم العالمي للسكري.
وركزت الندوة التي حضرها اسعد خوري ممثلاً وزير الصحة محمد جواد خليفة ومدير منظمة الصحة العالمية في لبنان ضاهر آدن ورئيسة المركز السيدة منى الهراوي وأطباء وممثلون عن الجمعيات الأهلية على أهمية توعية المواطن حول المرض ومخاطره وضرورة الوقاية منه.
وقدم رئيس الجمعية اللبنانية للسكري وليد صنديد عرضاً عن مرض السكري والآثار الجانبية الناتجة عنه، داعياً الجميع الى التكاتف لاتخاذ خطوات عملية تقلل من المضاعفات.
وتحدث عن الاصابات في العالم التي من المتوقع أن تصل بحلول العام 2025 الى 300 مليون اصابة وان تتضاعف الاصابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وأشارت الهراوي الى ان المركز يقدم العلاج الى 1443 حالة عبر فريق من الاطباء والاخصائيين يوفر للمرضى الرقابة الطبية والتوجيه والتثقيف المستمر حتى يتمكنوا من فهم مرضهم وتقبله والاعتماد على النفس ومتابعة العلاج والتعامل مع المرض بشكل ايجابي سليم، مشددة على أهمية تثقيف المجتمع حول المرض وسبل مواجهة مضاعفاته والحد منها.
وأوضح أفتيموس أن الوقاية والتثقيف يساعدان في التخفيف من المضاعفات، لافتاً الى أن هذه الندوات تساعد في تعميم الفائدة وتأمين أفضل سبل التشخيص والعلاج.
وأكد آدن أن منظمة الصحة العالمية تعمل من أجل زيادة الوعي حول المرض الذي بات يهدد البشرية، لافتاً الى أن المسؤولية تتطلب من الجميع العمل للمساعدة في تعميم ثقافة الوقاية للتخفيف من مخاطر المضاعفات ومكافحة المرض.
ورأى خوري أن التغيير في نمط الحياة ساهم في انتشار المرض بشكل ملحوظ في المجتمع، داعياً المؤسسات الحكومية والخاصة الى اتخاذ الاجراءات الضرورية لمكافحة الوباء والوصول الى نظام رعائي صحي متكامل.
تعليقات: