خديجة رحيم وكريستين فرحات يتحدثن خلال الإعتصام – صورة مايا العشي – مرجعيون
المتعاقدات في متوسطة الخيام إعتصمن بعدما رسبن في امتحان التثبيت في الملاك
الخيام:
نفذت قرابة خمس وعشرون مدرِّسة متعاقدة، اعتصاماً أمام حرم متوسطة الخيام الرسمية حيث يدرسن، احتجاجاً على الغبن الذي لحق بهن، جراء نتائج مباراة مجلس الخدمة المدنية التي أدت إلى رسوبهن في امتحان الدخول إلى ملاك وزارة التربية بصفة مدرس مثبت، ووصفن التقييم الذي أفضى إلى هذه النتيجة بـ"المجزرة"، وعزين الأسباب إلى المرسوم "المشؤوم"، الذي من شأنه أن يؤدي لاحقاً إلى الإستغناء عن خدماتهن، بعد أن وصمتهن هذه النتائج بـ"الفشل الذريع" في نشر رسالة التعليم وتنشئة الأجيال، وصرن محط سخرية التلامذة، ومرفوضات حتى من التدريس في المدارس الخاصة، مع العلم أن معظمهن قضين فترة لا بأس بها في مزاولة التعليم في المدراس الرسمية بصفة مدرس متعاقد، وبعضهن حزن على مرتبة النجاح في كلية التربية، ومنهن من احتل المرتبة الثانية في اختبارات التدريس التي قامت بها مؤسسات تربوية أجنبية، فيما جاءت نتائج التقييم في مجلس الخدمة المدنية مخيبة للآمال، والمخزي أن 180 مدرسة في الروضات إجتزن الإمتحان بنجاح من أصل 1200 متقدمة، كما أسر لنا الأستاذ حسين خريس.
وتضامن مع المعتصمات، معلمات في الملاك الرسمي، وبعض الزميلات من هن رهن نتائج إمتحانات التثبيت المقبلة، خشية وتحسباً لئلا يصيبهن ما أصاب رفاقهن، وكذلك طلاب المدرسة الذين خرجوا إلى ملعب المدرسة للتنديد بهذا الإجراء المجحف بحق معلماتهم، رافضين الدخول إلى الصفوف لمتابعة الدراسة.
وقد تحدثت خديجة رحيِّم باسم المعلمات المتعاقدات اللاتي "وقع عليهن الظلم"، وتحلقن حولها وهن يحملن لافتات كتب عليها:
"نتائجكم إهانة لكلية التربية والجامعة اللبنانية!!!"،
"طالبنا بامتحان ومباراة وليس بمجزرة"،
"إعتبرتمونا فاشلين، من سيوظفنا بعد اليوم"،
"ما جدوى التدريب المستمر والتفتيش الذي يتعارض ونتائج الإمتحانات"،
"قطعتم لقمة عيش اولادنا".
واعتبرت رحيِّم التي حازت المرتبة الثانية في اختبار التدريب مع إحدى المؤسسات البريطانية، أن "هذه النتائج جاءت مجحفة بحقنا بعد ما يزيد عن العقد في صفوف التعليم الرسمي، ومرد ذلك إلى المرسوم المشؤوم الذي نظم هذه المباراة على أسس واهية، إذ ليس من حق أن يأتي امتحان تقييم خلال ساعتين بهذه العاقبة الوخيمة التي قد تجعلنا في الشارع، وتقفل في وجهنا حتى أبواب المدارس الخاصة".
وقالت المدرسة خديجة رحيِّم، "إن تحركنا اليوم، جاء نتيجة الإمتحانات التي ظهرت في مجلس الخدمة المدنية، سيما أن بيننا من أمضى أكثر من عشر سنوات في مهنة التعاقد، ومن سابع المستحيلات أن نُقَيّم من خلال مباراة واحدة، وتأتي النتيجة باننا أناس فاشلون في مهنة التعليم!". وسألت، "كيف سيكون موقفنا أمام التلامذة وذويهم؟ حتى داخل المدرسة، سيكون هنالك نظرة مختلفة من زميلاتنا بالمهنة نحونا". وأضافت،" من حقنا ان نعرف أسباب رسوبنا في الإمتحانات، ونطالب بتصحيح عادل والإطلاع على علاماتنا"، واضعة اللوم على "التفتيش المركزي الذي كان يقوم بزيارات متكررة لهذ المدرسة"، واصفة إياه بـ"التفتيش الفاشل". وأشارت رحيِّم إلى "تسريب أسئلة الإمتحانات للبعض"، معتبرة ذلك "إجحافاً بحق المدرس المتعاقد". وطالبت بـ"نتائج نزيهة منصفة للجميع، وإيجاد حل جذري لهذه المسألة المهزلة، لمعرفة مصيرنا ومصير عائلاتنا، علماً أن معظم المتعاقدات يحملن إجازات في التعليم".
اما زميلتها كريستين فرحات، التي أمضت سبع سنوات في التعاقد، وتنتظر نتيجة المباراة، وتضامنت مع زميلاتها، قالت، "كلنا نحمل إجازات من كلية التربية، وليس من المعقول أن يقيموا أستاذاً من خلال هذه المباراة؟". وسألت، "على أي أساس تم التعاقد معنا؟ الم تكن شهادتنا هي المستند لذلك، أين كلية التربية من ذلك، وما هو موقف وزيرالتربية من هذه المأساة؟".
بدورها زينب زريق، التي لها أيضاً سبع سنوات تعاقد، ساندت رفيقاتها المعلمات وهي تنتظر نتيجة المباراة، وأبدت خشية من عملية التصحيح الجارية، قالت، "كيف تعاقدوا معنا ونحن خريجو كلية التربية؟.. هذا يعني أن الكلية تخّرج أساتذة غير مؤهلين لهذه المهنة؟ لقد أصبحن بنظر التلامذة وزملائنا غير مؤهلين، وفاشلين لممارسة هذه المهنة الرسالة؛ ماذا نفعل، علماً أن المدارس الخاصة لم تعد تستقبلنا؟".
أما ليندا شعيب، (كذلك لها سبع سنوات تعاقد)، قالت، "تضامنت مع زميلاتي، بعدما تفاجئنا كلنا بهذه النتيجة، وكما يبدو لم تكن مباراة عادلة، بل مجرزة بحق الأساتذة المتعاقدين". وأوضحت، "لقد أجرينا الإمتحانات على أساس الإجازةا لتي نحملها، لكن الذي حصل، أن الأسئلة لم تكن من ضمن المنهاج او اختصاصنا؛ لا نعرف أسس ومعايير التصحيح المتبعة من قبل مجلس الخدمة المدنية". وكشفت شعيب، إلى أن وزيرالتربية الجديد، طلب مهلة 15 يوماً للنظر في أمر المعاقدين".
وأمام هذه الحالة، توقفت الدروس، وانصرف التلامذة إلى بيوتهم، وفرغت الملاعب منهم، فيما سأل البعض منهم، "لماذا يحاسبوننا عند رسوبنا، ونتعرض للضرب والإهانة، ولا يحق لنا أن نطالب بالإطلاع على علاماتنا، وها هن اليوم سقطن في الإمتحانات ويطالبن بحقوقهن وتمنعن عن تعليمنا". ورد آخر بأنه سيكون لهم موقف في حال رسبوا في الإمتحانات، وسيعلنون الإضراب أسوة بالمعلمات، وتمنى آخر أن تسقط معلمة الإنكليزي، لأنها "لئيمة" ولا تكف عن توبيخنا وضربنا".
من إعتصام المتعاقدات أمام متوسطة الخيام الرسمية – صورة مايا العشي – مرجعيون
والتلامذة تضامنوا مع مدرساتهم
تعليقات: