خلال التحضيرات للعرض العسكري في عيد الإستقلال
تحدث العرب في القديم عن «القشّة التي قصمت ظهر البعير» والتي أضافت وزناً مضافاً على ما يستطيع حمله..
لكن الوطن ليس بعيراً أو بغلاً أو حصاناً أو حتى حماراً..
الوطن هو أرض وشعب ويستحق أن نحتفل بذكرى استقلاله لكن هذا الإستقلال الذي زادوا على ظهره خمسون مليار قشة أليست هذه المليارات من القش الثقيل كفيلة بتصدّع هذا الإستقلال وقصم ظهره؟
أم أن الإثنى عشر مليون لبناني خارج وطنهم ومئات ألوف العاطلين عن العمل في الداخل، هذا الرقم المرعب أليس كافٍ لتصدع استقلال هذا البلد الذي مزقته خلافات أهله السياسية وقصمت ظهره؟
أم أن الخروقات الصهيونية الشبه يومية براً وبحراً وجواً أليس في ذلك سبب لتصدّع هذا الإستقلال وقصم ظهره؟
أم أن المخدرات التي تغزو المدارس والجامعات لتصل إلى الأطفال والشباب وهم الدم المرتقب لهذا الوطن أليس في هذا سبيلاً كي يتصدع هذا الإستقلال؟
أم الفساد الذي ينخر كل مؤسسات الدولة، أليس كفيلاً بتصدع هذا الإستقلال وقصم ظهره؟
أليس الفارق بالرواتب بين الحدّ الأدنى وراتب آخر لا سقف له، هذا الفارق الإجرامي بالرواتب، هل من الغرابة أن يتسبب ذلك بتصدع الإستقلال؟
ألم تزل أجزاء من أرض هذا البلد، الذي نحتفل اليوم بعيد استقلاله، محتلة من قبل الصهاينة وهل يكتمل الإستقلال إلا عندما تكون أرضه وبحره وسماءه محررة؟
أليس في كل هذا نقص في استقلال هذا البلد؟
متى نحتفل باستقلال من غير هذه الشوائب وهذه الكوارث التي تقصم ظهر الشعب والأرض ومعهم هذا الإستقلال المثقل بخمسون مليار قشة؟
حمى الله هذا البلد الصابر وشعبه الأبي.
* أبو حسين علي عبد الحسن مهدي
هاتف: 840087 /07
تعليقات: