المواطنون يحمّلون بلدية النبطية والجوار مسؤولية أخطار الكلاب الشاردة

كلاب شاردة بين البيوت في النبطية
كلاب شاردة بين البيوت في النبطية


الكلاب المفترسة تُهاجم المنازل وتصيب مواطنين بينهم حياة مروة..

النبطية:

تحوّلت الكلاب الشاردة في مدينة النبطية وبلداتها إلى كلاب متوحشة ومفترسة تُلاحق المواطنين في منازلهم في وضح النهار، وتهاجم البعض على طرقات النبطية، لا سيما على طريق النبطية - زبدين قرب مركز <كشافة الرسالة الإسلامية>، حيث عضّ أحد الكلاب المفترسة المواطنة حياة مروة (48 سنة) (زوجة مدير مكتب المرجع السيد محمد حسين فضل الله في النبطية الحاج ماجد حمدان)، ثم انقضّ في طريقه على أحد حرّاس مركز <كشافة الرسالة الإسلامية> في زبدين المتطوّع باسم شمس الدين ونهشه في يده، قبل أن يُهاجم حبيب الشاعر وآخرين أيضاً··

وأدت هذه الظاهرة إلى إحداث حالة قلق وخوف ورعب لدى الأهالي الذين حاذروا السير على الطرق، أو الخروج إلى محيط منازلهم، خوفاً من مهاجمة الكلاب المسعورة لهم، التي تتعقب السيارات العابرة وما قد ينتج عنها من إرباك وخوف، قد يؤديا إلى حصول حوادث سير·· الكلاب الشاردة باتت خطراً على حياة الناس والأطفال، خصوصاً خلال الليل، وما تسببه من إزعاج وقلق دون أن تكترث البلديات المعنية للأمر، أو تقوم باتخاذ أي إجراء للحد من هذه الظاهرة، وتناميها في حي البياض وحي السراي في مدينة النبطية، وكفرجوز وكفررمان وزبدين وكسار زعتر، حيث هناك أدلة وشواهد كثيرة لا تُعد ولا تُحصى، وبالرغم من صدور فتوى عن المرجع العلامة السيد محمد حسين فضل الله تجيز قتل الكلاب المفترسة لانقاذ حياة الناس، وإصدار محافظ النبطية القاضي محمود المولى تعميماً إلى البلديات للتخلص من الكلاب الشاردة، فإن تلك الظاهرة ما تزال تؤرق حياة المواطنين··

<لـواء صيدا والجنوب> يُسلّط الضوء في هذا التقرير على أزمة الكلاب الشاردة، ويلتقي عدداً ممن أصيبوا بأذاها وخطرها··

لم نلمس أي خطوة للحد من المشكلة حياة مرّوة، التي هاجمتها الكلاب في محيط منزلها روت ما جرى معها، فقالت: كنت في المنزل حينما سمعت صراخ الدجاج والأوز في الحديقة، نزلت من البيت لأرى ماذا يجري، وإذا بأحد الكلاب المفترسة يهجم عليَّ، ويتمكن من عضي في خاصرتي وأضلاعي اليمنى، حتى دخلت أنيابه إلى لحمي وعلقوا في ثيابي، وسحبني في الحقل الى مسافة مئتي متر وكأنه يسحب الوزَّة، ثم ألقى بي تحت الزيتونة، كأنه يلقى الوزَّة، حينها رحت أصرخ رغم إبتعاده عني، وقلت <أو أقتله أو يقتلني> فمسكته في رقبته وحملت حجراً وضربته على دماغه، حتى تركني، حينها نقلني زوجي الحاج ماجد إلى المستشفى·

وتابعت: لقد أصيب إبني، إبن السنوات العشر بحالة نفسية وهو ينظر إليَّ، ولا يستطيع القيام بأي عمل، والكلب يسحبني في الحقل، وهذا ما ترك لديه أثراً وخوفاً ورعباً حتى الآن·

ورأت <أن مكافحة هذه الظاهرة تقع على عاتق الداخلية والصحة والبلديات والمحافظة، ورغم صدور فتوى بهذا الشأن عن العلامة فضل الله، وتعميم المحافظ المولى لم نلمس أي خطوة على الأرض، ويقولون أنهم لم يجدوا أحداً لقتل الكلاب، الآن وبعد ما أصابني، بدأت الناس باتخاذ مبادرات شخصية، فكل من لديه بارودة ويرى كلباً أمام منزله يقوم بقتله، وأنا ما زلت إلى الآن أتناول لقاحات للعلاج ضد داء <الكلَبْ>·

وختمت مروة بالقول: كنت أتمنى أن يقوموا بإجراء تحليل على هذا الكلب بعد قتله، لكنهم تعاملوا مع هذا الأمر باستهزاء، رغم أنه كلب شرس ورقبته كبيرة وعيناه حمراوتين، وما زالت الكلاب موجودة الى الآن، ومساء كل يوم يأتون جماعات ويقومون بالنباح لاقلاق وإزعاج راحة الناس، ولا يستطيع أحد أن يقترب منهم، ففي حي كسار زعتر - النبطية قتلوا حتى الآن 28 كلباً، بمبادرات شخصية وفردية، وليس من خلال الدولة أو البلديات، ولم نلحظ أي إجراء على الأرض، حيث أن مخاطر هذه الأزمة ما زالت تتكاثر وتكبر، فمتى ننتهي من هذا الموضوع لست أدري؟!

البلدية لم تحرك ساكناً مدير مكتب المرجع السيد محمد حسين فضل الله في النبطية الحاج ماجد حمدان، قال: رغم ما حصل مع زوجتي الحاجة حياة مروة من مهاجمتها من قبل كلب شرس كاد يودي بحياتها، وإبلاغنا بلدية النبطية بالأمر، كذلك فعل المئات من سكان النبطية بغية إتخاذها الإجراءات الضرورية واللازمة للقضاء على هذه الكلاب الشاردة، التي باتت تُشكل خطراً حقيقياً على صحة وسلامة المواطنين، غير أن البلدية لم تُحرك ساكناً، حتى أن بعد إعطائها الأدلة رفضت اتخاذ أي إجراء رفقاً بالحيوان، لأنه ينتمي إلى <جمعية الرفق بالحيوان>، وسأل <هل أصبح بقاموس البلدية أن لا قيمة لصحة الإنسان أمام كلاب مسعورة>·

وناشد <وزيري الداخلية والبلديات زياد بارود والصحة العامة الدكتور محمد جواد خليفة، ومحافظ النبطية القاضي محمود المولى والجهات الأمنية، الإسراع في إتخاذ التدابير اللازمة التي تحمي الأطفال والنساء والشيوخ، وإعطاء التوجيهات المطلوبة للقضاء على عشرات الكلاب المسعورة والشاردة، التي تتربص بأرواح المواطنين، وقبل أن تقع الكارثة بحق الناس والمجتمع

>· وختم حمدان بالقول: ورغم كل ما جرى لم نرَ أي إجراء من البلدية، والكلاب الشاردة ما تزال تغزو ليلاً محيط منازلنا، حتى باتت تشكل مصدر خوف على أطفالنا ونسائنا، وعلى كل من يتحرك في محيط منزله·

كلاب مسعورة تغزو المنطقة المتطوّع في مركز <كشافة الرسالة الإسلامية> في زبدين باسم شمس الدين (الذي تعرّض لعضة كلب أثناء حراسته المركز صباحاً)، قال: فجأة مرَّ أمامي كلب حاولت رشقه بحجر، وإذ به يهجم نحوي، فعضني في إصبع يدي اليمنى، ولم يتركني إلاَّ بعدما ضربته بكرسي بيدي اليسرى· رغم ذلك ظل يهاجمني إلى أن ساعدني المناوب في المركز جعفر عجمي وقام بضربه بالعصي والحجارة، وإذ بثلاثين كلباً يهجمون علينا، عندها هبًّ العديد من الجيران، إلاّ أن الكلاب تمكّنت من إصابة 4 مواطنين بجروح وإصابات مختلفة، بينهم الحاجة حياة مروة وعامل سوري، وآخر يعمل في محل لإصلاح السيارات·

بدوره جعفر عجمي (المتطوّع وسائق إسعاف <مركز كشافة الرسالة الإسلامية> في زبدين)، قال: لم أرَ في حياتي كلاباً مسعورة كتلك التي شهدتها وهي تغزو المنازل والمركز، وهذا يقع على عاتق البلدية مكافحته، من أجل منع الخطر عن الناس، وحفاظاً على صحتها وسلامتها·

حسن جابر (من حي كسار زعتر في النبطية)، قال: لقد أصبحت الكلاب الشاردة تُشكل خطراً وقلقاً على حياة المواطنين في الحي، من حيث الإزعاج وإقلاق الراحة، وهنا أحمّل مسؤولية للبلدية التي عليها إنهاء هذه الحالة بأي شكل من الأشكال، وتحديداً من خلال قتل الكلاب عبر إطلاق النار عليها·

عبدالله الحاج علي (من حي السراي في النبطية)، قال: إن خطر الكلاب الشاردة على أهالي الحي يتكرر، خصوصاً خلال الليل، حيث يلاحقون الأطفال ويدخلون إلى المنازل دون أن نرى تدخلاً من البلدية فعلاً، وهذا أمر يُشكل إزعاجاً لنا، ولكن ليس باليد حيلة··

تعليقات: