اليونيفيل ملتزمة مهمتها ولن تشهد تغييرا رئيسيا

قوات حفظ سلام إسبان يقومون بدورية بالقرب من بوابة فاطمة على طول الخط الأزرق
قوات حفظ سلام إسبان يقومون بدورية بالقرب من بوابة فاطمة على طول الخط الأزرق


بعد مخاوف حول مصيرها نتيجة "التقويم التقني" وانتقال القيادتين

"اليونيفيل" ملتزمة مهمتها ولن تشهد تغييرا رئيسيا..

12410 قبعات زرقاء تسهر على تطبيق الـ1701

بعدما تردد أخيرا أن دولا رئيسية مشاركة في قوة "اليونيفيل"، مثل المانيا وايطاليا، قد تنسحب او تخفض مساهمتها، تخوّفت جهات عدة على مصير هذه القوة الدولية، التي تضطلع بدور بارز في الحفاظ على استقرار لبنان، وخصوصا في ظل المناخ المضطرب على المستوى الاقليمي، واثر سلسلة من الحوادث المقلقة التي شهدها جنوب لبنان في الاشهر الاخيرة والتي دفعت "اليونيفيل" الى تكثيف دورياتها لتصل الى 400 يوميا.

ومما زاد المخاوف، إعلان الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون لدى تمديد مجلس الامن في آخر آب الماضي مهمة "اليونيفيل" حتى 31 آب 2010، عن "اجراء تقويم تقني للقدرات العملانية لليونيفيل (...) لضمان ان اصول القوة وحاجاتها كافية ومنظمة بشكل ملائم للقيام بالمهمات الموكلة اليها".

في ضوء هذه التساؤلات، سعت "النهار" الى رسم خريطة واضحة لمكونات "اليونيفيل"، في "شقّيها" الأرضي والبحري، عشية استحقاقَين مهمين هما انتهاء المهمة الحالية للقائد العام للقوة الدولية الجنرال الايطالي كلاوديو غراتسيانو بعد شهرين، وانتقال قيادة القوة البحرية من المانيا الى ايطاليا آخر هذا الشهر.

وحاولت الاجابة عن اسئلة تتعلق بمصير "اليونيفيل"، ومنها: ما هي الدول المشاركة في هذه القوة، وبأي أعداد؟ هل المخاوف حيال بقاء "اليونيفيل". او بعض مكوناتها مبررة؟ ما تأثير عملية "التقويم التقني" التي اطلقها بان؟ هل يؤدي التغيير في القيادة العامة - وفي قيادة القوة البحرية - الى انسحاب دول رئيسية؟ واخيرا، هل ما زالت "اليونيفيل" ملتزمة مهمتها وتطبيق القرار 1701؟

يؤكد نائب الناطقة باسم "اليونيفيل" اندريا تينانتي لـ"النهار" ان خريطة الدول المشاركة لن تشهد تغييرا لافتا في الامد القريب. فالقوة تضم اليوم 12410 قبعات زرقاء، من 29 دولة، بينهم نحو 750 في "اليونيفيل البحرية". ولن يتغير هذا الواقع ولو حصلت بعض التعديلات، اذ انه اذا قررت دولة سحب كتيبتها، فتحل محلها كتيبة دولة اخرى. فالكتيبة البولونية مثلا ستترك "اليونيفيل" الاسبوع المقبل، الا ان كتيبة دانماركية ستنضم الى هذه القوة. والدول التي تشارك بأوسع اعداد هي اربع: ايطاليا (2639)، فرنسا (1459)، اندونيسيا (1148) واسبانيا (1051). وتنشر "النهار" لائحة بالدول المشاركة، بالترتيب التنازلي.

تقويم تقني

ولدى تمديده في آخر آب الماضي مهمة "اليونيفيل" حتى 31 آب 2010، عبر اقراره القرار 1884، رحّب مجلس الامن بمبادرة الامين العام للامم المتحدة "اجراء تقويم تقني للقدرات العملانية لليونيفيل، ومن ضمنها هيكلية القوة واصولها وحاجاتها". وأعلن انه "خلال الاشهر المقبلة، ستتولى "اليونيفيل" وادارة عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة اجراء التقويم، لضمان ان اصول القوة وحاجاتها كافية ومنظمة بشكل ملائم للقيام بالمهمات الموكلة اليها".

ويوضح تينانتي "انها المرة الاولى منذ صدور القرار 1701 يدعو الامين العام للامم المتحدة الى تقويم تقني لقدرات هذه القوة"، مضيفا ان عملية التقويم انطلقت في ايلول الماضي. وجاء في التقرير الاخير لبان كي-مون حول تطبيق القرار 1701 الصادر مطلع تشرين الثاني الجاري، ان عملية التقويم ستختتم مطلع 2010.

ويشرح تينانتي ان "التقويم التقني لا يعني بالضرورة تقليصا لعدد القوات المشاركة، او زيادة لها، بل يشكل تقويما لامكانات هذه المهمة، وهي عملية من الضروري القيام بها دوريا. وعندما تنتهي العملية، قد لا يتغير شيء، او قد تتم بعض التبديلات بين الوحدات. والمهم ان مهمة "اليونيفيل" لن تتغير، وقد مُددت وفقا للقرار الأخير الى آب 2010، والتقويم هو الى حد ما لوجيستي".

بان يختار القائد المقبل

تستمر القيادة الايطالية الحالية لقوة "اليونيفيل" الى آخر كانون الثاني المقبل، اما القيادة المقبلة، فستمتد من مطلع شباط 2010 الى آخر كانون الثاني 2011. والقائد الحالي هو الجنرال كلاوديو غراتسيانو، الذي يقود "اليونيفيل" منذ شباط 2007، وتم التجديد له مرتين، اي انه سيختتم سنته الثالثة آخر كانون الثاني 2010. وهذا الامر يدل على الثقة الكبيرة التي يوليه اياها بان والدول الاعضاء في "اليونيفيل". وقد نال ترقية أخيرا. وكان سبقه الجنرال الفرنسي آلان بيلليغريني، الذي كان اول من تولى قيادة "اليونيفيل" الموسعة بعد صدور القرار 1701.

وقد أثيرت ضجة أخيراً حول القيادة المقبلة، ادت الى فتور ديبلوماسي بين اسرائيل واسبانيا، بعدما اظهرت اسرائيل تفضيلها لاستمرار القيادة في ايدي ايطاليا بدل انتقالها الى اسبانيا، التي كانت اعلنت ترشحها للقيادة. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصل بنظيره الايطالي سيلفيو برلوسكوني طالبا منه ابقاء غراتسيانو قائدا لـ"اليونيفيل".

وتفضل مصادر في القوة الدولية عدم الخوض في موضوع القيادة المقبلة، مؤكدة ان الامين العام للامم المتحدة هو الذي يقرر، بالتشاور مع الدول المشاركة واعضاء مجلس الامن، اذا كان سيمدد مهمة غراتسيانو او يعين قائدا جديدا. وتشرح ان بان لم يتخذ قراره بعد.

وفي ظل التكتم على موضوع القيادة المقبلة، تتوقع مصادر مواكبة اخرى ان تنتقل القيادة الى اسبانيا.

اسبانيا وايطاليا والقيادة

وكان السفير الاسباني خوان كارلوس غافو قد اعلن في حديث الى "النهار" في 12 تشرين الاول الماضي، ان "اسبانيا اعربت عن ارادة سياسية في تولي قيادة "اليونيفيل"، وحتى الآن، اسبانيا هي المرشح الوحيد (...) فبعد القيادة الفرنسية بداية، والقيادة الايطالية الحالية، من المتوقع ان تتولى اسبانيا القيادة في شباط المقبل. ونحن مستعدون لزيادة امكاناتنا البشرية والمادية واللوجيستية لتلبية متطلبات القيادة".

في هذا الاطار، اكد وزير الخارجية الايطالي فرنكو فراتيني قبل 10 ايام ان بلاده ستخفض عدد قواتها المشاركة في "اليونيفيل". وقال في تصريح بعد اجتماع المجلس الاعلى للدفاع (الذي يضم رئيسي الجمهورية والحكومة والوزراء المعنيين والقيادات العسكرية) أن "الاجتماع تناول المشاركة الايطالية في مهمة "اليونيفيل" التي ستسلم قيادتها الى اسبانيا". واضاف ان التناوب على قيادة "اليونيفيل" يؤدي الى الخفض التلقائي لبعض المئات من الرجال.

والقرار الرسمي الايطالي في مسألة خفض القوات المشاركة هو رهن بقرار الامم المتحدة حيال القيادة المقبلة للقوة الدولية، علما ان الخفض اذا حصل فسيقتصر على الوحدة المرتبطة مباشرة بالقائد العام للقوة، والتي تضم بضع مئات. وكان اجتماع المجلس الاعلى بحث في وضع كل الوحدات الايطالية الكبيرة العاملة في الخارج، وخصوصا في افغانستان ولبنان، واكد الأهمية الإستراتيجية لاستمرار مشاركة ايطاليا في هذه القوات، مع بعض التعديلات التي قد يفرضها تغيير في الاوضاع وفي المهمات.

"اليونيفيل" البحرية

في ما يتعلق بـ"اليونيفيل" البحرية، فهي مؤلفة اليوم من اربع دول: المانيا، ايطاليا، تركيا واليونان. ويبلغ مجموع العاملين فيها نحو 750، ومن المرجّح ان يبقى العدد نفسه بعد انتقال القيادة من المانيا الى ايطاليا آخر تشرين الثاني الجاري، علما ان ايطاليا ستتولاها ستة اشهر. والقائد الحالي لـ"اليونيفيل" البحرية هو الادميرال يورغن مانهاردت، اما القائد المقبل وهو ايطالي، فسيعلن اسمه في 20 تشرين الثاني الجاري، يوم انتقال القيادة، بالتزامن مع تحديد الدول المشاركة وعدد البحارة والسفن.

وقررت الحكومة الالمانية الاسبوع الماضي تمديد مهمة قواتها في "اليونيفيل" البحرية ستة اشهر، اي حتى 30 حزيران 2010، علما ان هذا القرار يجب ان يوافق عليه البرلمان الالماني، البوندستاغ، قبل 15 كانون الاول المقبل، وهو تاريخ انتهاء المهمة الحالية لهذه القوات.

وبسبب انتقال القيادة الى دولة اخرى، سينخفض عدد السفن الالمانية في "اليونيفيل"، اذ ستغادر الفرقاطة "شليسويغ هولشتاين" التي تتولى القيادة، وعلى متنها نحو 228 شخصا، وستبقى ثلاث سفن اصغر حجما، ونحو 200 شخص.

وكان التحالف الحكومي الجديد في المانيا قد لمح لدى تشكيل الحكومة الى امكان خفض المشاركة الالمانية في "اليونيفيل" البحرية في الامد البعيد، او حتى الانسحاب منها. وتجدر الاشارة الى ان الدور الالماني في "اليونيفيل" البحرية كان مهما منذ البداية، كما ان المانيا ساهمت عبر مشروع ثنائي في تدريب البحرية اللبنانية، وقدمت لها زوارق لمراقبة الشواطىء وسلسلة محطات رادار.

نقص في المعدات

ويبدو ان حماسة الدول للمشاركة في "اليونيفيل" البحرية تتراجع بعض الشيء تدريجا، حتى ان بان كي – مون قال في تقريره الاخير عن تطبيق القرار 1701: "في نهاية آب، سلّمت إيطاليا قيادة فرقة العمليات البحرية التابعة للقوة الموقتة إلى ألمانيا. وواصلت فرقة العمليات البحرية عملها بعدد مخفض من السفن يراوح بين سبع وثماني سفن، مع تغيير في تشكيلها من فرقاطة إلى اثنتين، وطرَّاد واحد، ومن أربعة إلى خمسة زوارق لخفر السواحل وسفينة إمداد واحدة، تكملها طائرة عمودية، إلى طائرتين عموديتين. ولا يزال النقص في المعدات يعوق التنفيذ الكامل للولاية المزدوجة لقوة العمليات البحرية المتمثلة في عمليات اعتراض السفن وفي أنشطة تدريب البحرية اللبنانية".

ومنذ بدء عملياتها في 15 تشرين الاول 2006، استوقفت "اليونيفيل" البحرية نحو 28000 سفينة، واحالت نحو 400 سفينة مشبوهة على السلطات اللبنانية لمزيد من التفتيش.

وكانت ايطاليا الدولة الاولى التي تولت قيادة "اليونيفيل" البحرية لمدة شهرين تقريبا بعد انتهاء حرب تموز. ثم تبعتها المانيا من 15 تشرين الاول 2006 الى آخر شباط 2008. ثم وصلت قوة "اورومارفور" الاوروبية، التي قادت "التاسك فورس" البحرية، بداية برئاسة ايطاليا منذ مطلع آذار 2008، ثم برئاسة فرنسا منذ مطلع ايلول 2008. ثم تولت بلجيكا القيادة منذ مطلع آذار 2009، وتبعتها ايطاليا مطلع حزيران الماضي، فألمانيا مطلع ايلول الماضي.

وتجدر الاشارة الى ان "اليونيفيل" البحرية هي القوة البحرية الاولى من نوعها التي تشارك في مهمة حفظ سلام تابعة للامم المتحدة، وان 13 بلداً ساهم في قطع بحرية في هذه المهمة حتى الآن، وهي: بلجيكا وبلغاريا والدانمارك وفرنسا والمانيا واليونان واندونيسيا وايطاليا وهولندا ونروج واسبانيا وأسوج وتركيا.

التزام تطبيق الـ 1701

وتعتبر "اليونيفيل" ان مغادرة بعض الدول وانضمام دول جديدة وتعديل عدد جنود دول اخرى لا يؤثر على دور القوة ومهمتها. ويؤكد تينانتي "ان "اليونيفيل" ملتزمة في شكل كامل تطبيق القرار 1701، ومسرورة لتمتعها بدعم كامل من الاطراف، وتعمل بتنسيق جيد مع الجيش اللبناني". ويضيف: "يجب الآن ان ننتقل من مرحلة وقف الاعمال العدائية، وهي مرحلة تلي النزاع تبقى خلالها امور عدة من دون حل، الى مرحلة الوقف الدائم لاطلاق النار، التي تشهد حلا لخروق عدة وتطبيقا كاملا للقرار 1701".

ويلاحظ ان حوادث عدة حصلت في الجنوب قي الاشهر الاخيرة، الا انه يوضح ان "الوضع يبقى مستقرا"، مضيفا ان "اليونيفيل" كثفت دورياتها منذ ايلول الماضي، ليبلغ عددها 400 دورية يوميا. ويدعو الاطراف الى التعاون معها أو الامتناع من الخروق"، مؤكدا ان القوة الدولية تريد، "عندما تغادر، ان تكون القوى العسكرية اللبنانية ممسكة كليا بالبلاد".

عديد قوات "اليونيفيل" بحسب الدول المشاركة حتى 31 تشرين الأول 2009

الدولة المجموع الكلي للقوات

ايطاليا 2693

فرنسا 1459

اندونيسيا 1148

اسبانيا 1051

الهند 899

غانا 874

نيبال 868

ماليزيا 742

تركيا 518

بولونيا 446

ألمانيا 442

كوريا الجنوبية 367

الصين 344

بلجيكا 240

البرتغال 146

تنزانيا 75

اليونان 55

السلفادور 52

سلوفينيا 14

ايرلندا 8

بروناي 7

المجر 4

قطر 3

سييراليون 2

غواتيمالا 2

قبرص 2

نيوزيلندا 1

مقدونيا 1

كرواتيا 1

المجموع 12410

لائحة بالدول المشاركة في "اليونيفيل" (ومن ضمنها القوة البحرية)، وعدد قوات كل بلد، كما كانت في 31 تشرين الأول الماضي. وقد أعدها المكتب الاعلامي في "اليونيفيل" بطلب من "النهار".

قائد اليونيفيل كلاوديو غراتزيانو يستعرض حرس الشرف خلال إحتفالات في الناقورة23Nov09
قائد اليونيفيل كلاوديو غراتزيانو يستعرض حرس الشرف خلال إحتفالات في الناقورة23Nov09


تعليقات: