وزير الصحة محمد جواد خليفة
موسم الشتاء يُعزز انتشار إنفلونزا AH1N1 ويقلق اللبنانيين..
هارون: الفحص السريع قبل العلاج
فارس: الأسعار مراقبة من الوزارة
انفلونزا AH1N1 تحوّل وباء.
فجأة، اتسعت المخاوف وزاد الهلع وامتنع عدد من الاهالي عن ارسال اولادهم الى المدارس، وارتفع سعر الفحص الاولي في بعض المستشفيات نتيجة ارتفاع الطلب، وبات الجميع يتشوقون الى وصول علاج لفيروس وليس لمرض قد يصيبهم في موسم معين ولديهم فرص النجاة حتى من دون لقاح.
ماذا حصل فعلاً قبل يومين؟، وهل يمكن ضبط الموضوع بعيداً من الاستغلال؟ تسارعت التطورات المحيطة بانفلونزا AH1N1 حتى بدا ان البلاد دخلت في حال استنفار، رغم ان الفيروس غير القاتل موجود منذ آب الماضي حين انتشر في كل دول العالم، وفرض اتخاذ تدابير واجراءات زادت عن حدها، كونها اتاحت المجال امام فرص استغلال حين زادت عن حدها المطلوب.
هي عوارض رشح عادي من نوع Grippe A وليست مرضاً، ومنها يتفرّع فيروس AH1N1 وAH1N2 وسواه. قد اختل موسم الشتاء هذه السنة، بخلاف الاعوام السابقة حين احتلتها فيروسات رشح اخرى. قد تكون العوارض عابرة او تستوجب اخذ لقاح او علاج، وفي احيان تودي بحياة من لا منـــاعة لديــهـــم.
حين اعلن وزير الصحة محمد خليفة ان الانفلونزا تحوّل وباء، لم يتوقع من اللبنانيين ان يجزعوا من دون سبب. فالوباء لا يعني ارتفاع خطورة الفيروس بل اتساع دائرة انتشاره، "اذ بلغت نسبة 80 في المئة من المصابين بالانفلونزا، وفق نتائج آخر ألفي فحص اجرتها الوزارة". ورغم ذلك، رأى ان الفيروس موسمي ولا يستدعي هذا الهلع.
"لم يسجل لبنان اكثر من اربع وفيات. وهذا رقم مقبول جداً قياساً بأكثر من 10 آلاف اصابة"، يقول خليفة لـ"النهار" امس، مستغرباً القلق في شأن ما اعلنه بكل شفافية وما كان اشار اليه قبل ثلاثة اشهر عن توقع تحول انفلونزا AH1N1 انفلونزا موسمي هذه السنة، "علماً ان هذا الفيروس لا يزال يتصرف على نحو عادي وقد بلغ اقصى حد له. اذ قد يصاب الانسان به من دون ان يمرض. فثمة حالات تسجل حرارة مرتفعة قبل ان تنخفض مجدداً من دون علاج، واخرى تستدعي الدخول الى المستشفى للعلاج وربما قد تودي بصاحبها الى الوفاة بسبب "الاشتراكات" في حاله الصحية". ولفت الى ان مستوى الوفيات من "الالتهابات الرئوية" لم يتغيّر عن الاعوام السابقة.
بدوره، استغرب نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون الضجة المثارة في شأن الفيروس، مؤكداً انه ليس وباء قاتلاً لمن يصاب به "بدليل انخفاض عدد الوفيات من جرائه". واوضح ان الاكثر عرضة لتفاقم حالهم الصحية، هم اولئك الذين يعانون امراضاً اخرى (التهابات، انخفاض مستوى المناعة، السرطان...) مشيراً الى انه وبحسب المعلومات المتوافرة لديه، "توفي اثنان فقط من هذا الفيروس تحديداً، وهذا رقم متدن عالمياً ولا يستوجب الخوف".
اجراءات ضرورية ام استغلال؟
في مرحلة الوقاية والعلاج، يدخل الاستغلال في لبنان من بابه العريض نظراً الى عدم فاعلية الرقابة والمحاسبة. وفي ظل الكلام عن وصول اللقاح في شباط المقبل، يبقى العلاج هو الافضل للحد من تفاقم الفيروس.
ويقول نقيب مستوردي الادوية آرمان فارس ان اللقاح يمنح قبل دخول الفيروس الى الجسم، "لكن العلاج متوافر في السوق بكثرة وبدون اي مشاكل في تأمين استيراده من المصنعين"، موضحا انه يمكن ان يكون "تاميفلو" Tamiflu المصنّع من شركة "روش" او "فلوميفير" Flumivir المصنّع محليا. واستبعد احتمالات استغلال الوضع لرفع الاسعار "لانها محددة من وزارة الصحة العامة ومراقبة منها، وتاليا لا مجال للتلاعب في اي من مراحل العلاج".
ويؤكد خليفة وجود الدواء السائل في المستشفيات الحكومية "وهو يمنح مجانا، بينما خفّضنا سعر الحبوب منه بنسبة 50 في المئة عن كلفته لدى الصيدليات، اي انه بات بنحو 37 الف ليرة قياسا بنحو 80 الفا لدى الصيدلية، فقط لضبط عمليات الغش التي تعرّض لها مواطنون طلبوه بداعي العلاج، وتحوّلوا الى المتاجرة به حين باعوه الى الصيدليات باسعار مخفوضة".
وفي الاجراءات الاخرى، تحدث هارون عن بدء الفحص السريع Teste Rapide، "فاذا اكدت النتيجة وجود الاصابة، نبدأ مرحلة العلاج مع "التاميفلو" قبل التحوّل الى فحص الـPCR، علما انه في احيان كثيرة يتعافى المريض قبل النتيجة بعد ثلاثة ايام".
ومنعا للاستغلال، منع خليفة المستشفيات من اجراء الفحوص السريعة والمتقدمة والتي تراوح اسعارها ما بين 27 الى 50 و200 و240 الف ليرة، فيما اعتبر هارون ان وزارة الصحة قادرة على منع الاستغلال ولكن يجب الا تمنع المصابين من اجراء الفحوص. "عليها ان تراقب وتمنع الاستغلال"، معتبرا ان سعر الـ50 الفا هو عادل جدا قياسا بالطلب المرتفع حاليا على اجراء الفحص. الى ذلك، يتحدث عن عزل المريض ومنع الزيارات عنه "بعد ثبوت اصابته بالفيروس"، واخضاع الطاقم الطبي الى تدابير وضع "الماسك" وغسل الايدي"، اضافة الى ارسال اغراضه للغسيل على حدة. وقال "انها اجراءات عادية لاي مرض معد وغير فتاك".
ويجمع خليفة وهارون وفارس على اعتبار ان الاصابة بانفلونزا AH1N1 لا تستدعي الذعر، بل اتخاذ اجراءات اساسية وبديهية واجراء فحوص لتوجيه التشخيص للطبيب ونقل المصاب الى مرحلة العلاج.
واذ يعتبر خليفة ان الشهرين المقبلين سيكونان "صعبين" على البلاد "لأن موسم الشتاء يحمل عادة الفيروسات"، يؤكد فارس ان الاصابة بهذا الفيروس تمنح صاحبها مناعة ابدية "بما يحول دون اصابته به في المستقبل".
انفلونزا AH1N1 اسم لفيروس لا يحبذ اللبنانيون الاقرار بالاصابة به. فكيف ستكون الشكوى مما يعانون الاستغلال في علاج او لقاح (مستقبلا) وهم لا يعلنون عنه؟
تخويف الناس
بين ليلة وضحاها، تحوّل انفلونزا AH1N1 وباء...
اعلن لبنان الاستنفار. قلق اللبنانيون ولم يعلمهم احد بشفافية بالاجراءات المتخذة من جانب السلطات الصحية والاطراف المعنيين بالازمة الطارئة على غرار ما تعتمده دول العالم الحريصة على سلامة مجتمعاتها.
وبعد نحو خمسة اشهر من الاعلان عن هذا الفيروس "القاتل" حيناً والعابر في احيان كثيرة، اهتاج لبنان على خبر اعلان تحوّل الفيروس وباء. فما الذي استجد في الايام الماضية ودفع وزير الصحة محمد خليفة الى التخلي عن توازنه المفرط في بدء الموسم الدراسي، حين دأب على تعميم مشاعر الطمأنة مع ظهوره اكثر من مرة الى جانب وزيرة التربية السابقة بهية الحريري لدعوة اللبنانيين الى التعامل مع هذا الفيروس بما يستحق فعلاً من هدوء وعلاج؟
ثمة تساؤلات تثار في شأن المشهد الاخير الذي اجرى تحولاً جذرياً في ما سبقه، علماً ان بعضهم يعزو المسببات الى التحوّل في احوال الطقس الذي يحمل معه آلاف الفيروسات الموسمية.
خبر تحوّل الفيروس وباء سُرّب في العتمة ليعلن وزير الصحة ان نسبة 80 في المئة من اصابات الانفلونزا في لبنان هي من النوع المستجد AH1N1، وبدأ ترويج الخبر بما يوحي ان ثمة توجهاً لتكبير حجم الملف الصحي على نحو يطغى معه على مشهد البيان الوزاري الملبد بغيوم البند السياسي.
وما تحريك الملف على هذا النحو المفاجئ من وزير الصحة وما رافقه من كلام "عنيف" لوزير الزراعة حسين الحاج حسن وتوعده بملاحقة كل المتورطين في عملية المبيدات الزراعية السامة وفضحهم ومعاقبتهم، امر لم يعتده لبنان بعد رغم تعدد الملفات الفضائحية واتساع دوائر المتورطين.
وما بين الشكوك تنتظم الصورة التي كان يفترض ان ترافق طرح الموضوع حرصاً على مشاعر الناس ومداراة لمخاوفهم، اذ كان من الاجدى ان يراعي وزير الصحة الاصول ويستدعي وسائل الاعلام الى مؤتمر صحافي يكشف فيه مبررات اعلان حال "الوباء" وبرمجة مرحلة العلاج الناجع بدءاً من الاعلان عن الكميات المستوردة من اللقاحات بما يقطع الطريق على اي محاولات استغلال او نشوء سوق سوداء، ولا سيما اذا ارفق الكلام باخضاع الاسعار الى مراقبة وزارة الصحة.
اما وبعد طرح الملف، يفترض التطلع الى المرحلة التالية. ما هي اجراءات وزارة الصحة العامة؟ كيف حال جهوزية المستشفيات الخاصة والحكومية؟ ماذا عن دور الاطباء والصيادلة؟ هل من تدابير خاصة في المدارس؟
اسئلة برسم المعنيين، علها تجد اجابات مقنعة، لانه من الحرام نكران حق الناس في الحصول على الحقيقة، وحرام تكبيلهم بهواجس من فيروسات قد لا تكون قاتلة.
ج. ن.
----------------------------------------------------
أسعار اليانسون تضاعف في البقاع بعد اعتباره مضادا لانفلونزا الخنازير
البقاع -
تشهد المحال التجارية المخصصة لبيع الحبوب والأعشاب في منطقة البقاع اقبالا لافتا على شراء (اليانسون)، حيث أشيع أنه يستخدم دواء مضادا لمرض انفلونزا الخنازير، أو أقله للوقاية منه.
وهذا الاقبال، أدى الى ارتفاع سعر اليانسون من ستة آلاف ليرة ليتجاوز الأربعة عشر ألف ليرة.
طبيب يعاين مريضاً لم تتأكد اصابته
تعليقات: