النادي الثقافي العربي يكرّم رئيس مؤسسة عامل الدكتور كامل مهنا


أقام النادي الثقافي العربي حفل عشاء تكريماً للدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل في مطعم كرم بمناسبة منحه وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط من الرئيس الفرنسي وتقديراً لإنجازاته على الصعيدين الوطني والإنساني. ولقد استقبل المدعوين رئيس النادي الثقافي العربي الأستاذ عمر فاضل وأعضاء الهيئة الإدارية سميح البابا، الدكتور عدنان حمود، جورج دلل، نصرة عوض، سامي مشاقة، نرمين الخنسا.

حضر الحفل الوزير غازي العريضي، الوزير حسن منيمنة وعقيلته، النائبان محمد قباني وياسين جابر، السفير الفرنسي ديني بيتون وعقيلته. رئيس تحرير جريدة السفير طلال سلمان ومديرها العام الأستاذ ياسر نعمة وأحمد طلال سلمان وحسين أيوب. المحاميان فؤاد شبقلو والدكتور حسن عواضة، الدكتور أنطوان سيف، الدكتور رياض خليفة عن الحركة الثقافية في أنطلياس. المحامي جوزف فرح وخالد المهتار عن تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان. محمد بركات مدير مؤسسات الرعاية الاجتماعية. الدكتور حيان حيدر وسايد فرنجية وحسن موسى عن منبر الوحدة الوطنية. الإعلاميون جوزف باسيل حسين أيوب سكارليت حداد شوقي رافع. أعضاء الهيئة الإدارية في مؤسسة عامل الدكتور ابراهيم بيضون، ألبير جوخدار، المحامي نبيل مشموشي، الأستاذ أحمد عبود، السيد زكي طه، السيد محسن زين الدين. إضافة إلى الدكتور كامل مهنا وعقيلته فايدة وبناته زينة ومريم ونور.

ألقى رئيس النادي الثقافي العربي الأستاذ عمر فاضل كلمة أثنى فيها على جهود مهنا وتفانيه في خدمة الإنسان اللبناني في مرحلة الحرب والسلم، وأشاد بدور "عامل" كجمعية مدنية في مسيرتها الطويلة في إنشاء المشاريع الإنمائية لمحاربة الظلم وتحقيق المساواة ومساعدة الناس.

ثم ألقى الدكتور كامل مهنا كلمة شكر فيها مبادرة النادي الثقافي الذي يكرمه للمرة الثانية والحضور، واعتبر فيها أن منظمات المجتمع المدني في لبنان تلعب دور "المحرك" في تقديم نموذج يمكن أن تقتدي به مؤسسات القطاع العام عبر تأمين الخدمة النوعية في مناطق الأطراف ومن ثم الانتقال إلى برامج تنموية بإشراك الناس أصحاب العلاقة فيها ومن ثم العمل على تعزيز ثقافة الحقوق، أي الحق في التعبير والصحة والتعليم ... ومشاركة المرأة في الحياة العامة وتأهيل الشباب لتحمل المسؤوليات القيادية. فالإصلاح، العملية المستعصية على الحل منذ عقود في لبنان، يرى الدكتور مهنا إنها يجب أن تتم على مرحلتين، الأولى تقدم النموذج البديل ولعب دور المحرك وعندما تتراكم هذه التجارب تتآلف فيما بينها لتنتقل نحو عملية التغيير باتجاه بناء الدولة المدنية. وفي هذا السياق فإن القيام بتأسيس "عامل بلا حدود" يهدف إلى تعميم الفكر الإنساني المبني على التضامن، والتزام بقضايا الشعوب العادلة، وخصوصا" فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني , وهي القضية المركزية في الوطن العربي.

وهذه كلمة د.كامل مهنا في الكاملة التي ألقاها في هذا الحفل:

أيها الأخوة والأخوات

كان ما زال مألوفاً أن يمنح وسام للمحارب، وقد ألقى السلاح، أو بدأ بإلقائه ليستكين على تراثه ويتوكأ على ماضيه المزدحم بالأحداث. فهو إذاً نهاية الشوط، أو تتويج للدور ومكافأة للعاملين في شأن عام، على أنه بالنسبة لي حافز جديد للعطاء وشوط يضاف إلى شوط، وانطلاقة أخرى مع الناس وهمومهم ومعاناتهم في هذا الوطن المنهك الجريح.

إنها ليست كذلك استراحة المحارب، ليس من طبعي أن أغادر إلى الهدوء والاستكانة، طالما يمكن القيام بشيء ما لمهمش، أو مريض، أو مقهور، فلقد ألفت صحبة هؤلاء، وعذاباتهم تسكن مشاعري والسياسة عندي تبدأ بهم ولا تنتهي إلا مع وطن، سليم بأبنائه، معافى في مجتمعه، محصن في أرضه، مزدهر بعقول نابغيه، متوهج بحماسة شبابه المتطلعين إلى غد أفضل وسياسة أفضل .. ومنهج أفضل أو فرص أفضل في حياتهم القادمة.

أيها الأصدقاء الأعزاء

إن هذا الوسام الذي جاء من الخارج وللمرة الثانية والذي كرمتني فيه الدولة الفرنسية باسم رئيسها، هو مشجع ومحرض على متابعة المهمة التي تصديت لها منذ فجر شبابي وبذلت المزيد مما تسمح به إمكاناتي والمؤسسة التي لي شرف قيادتها، من العطاء ... وهو عطاء متواضع في كل الأحوال مقارنة بما يحتاجه شعبنا.

إنني إذ أحيي عبركم جميع من أعمل معهم، ومن أعمل من أجلهم. بفضلهم أعتبر هذا الوسام ليس لي فقط ولا لمؤسسة عامل، بل لكل العاملين في منظمات المجتمع المدني وفي الشأنين الوطني والإنساني.

أيها الأخوة والأخوات

إننا نعيش في دولة يصعب بناؤها، ومواطناً لم يشعر يوماً بأنه شخصية مستقلة تتمتع بالحد الأدنى من العصبية الوطنية التي يشعر بها المواطن في أي بلد في العالم، غير أنني أعتبر إننا كمنظمات مجتمع مدني، قادرون على القيام بدور مهم على كافة الصعد، لو أتيح لنا مجال أكبر، لقدمنا في مرحلة السلم كما قدمنا في الحرب، وهو حديث لا يخلو من شجون وليس في المقام متسع للخوض فيه. إلا أن التجربة تعلمنا أن الخير موجود داخل كل واحد منا وأن النخبة عليها إيجاد الوسيلة لمحاكاة الجانب المضيء فينا وتغليبه على الجانب الآخر السلبي وأن العقل العربي قادر على الإبداع إذا ما توفرت له الظروف الموضوعية، وليس صحيحاً أننا شعب مغمور بالعواطف ومستسلم أمام تفوق الآخرين، وأن الديمقراطية لا تمارس بقرار، بل من خلال سياسة تبدأ من البيت فالمدرسة، فالمؤسسات وصولاً إلى كافة المجتمع بقواعده وتقاليده الراسخة، وليس آخراً تعلمنا حب الأرض، كما حب الإنسان، وأن كلاهما يجب المحافظة عليه ودرء الأخطار عنه، وإن المقاومة هي القاعدة الأساس لتوحيد الوطن محرراً وإن الجميع معني بها، إلى آخر ما يمكن الإسهام به في بناء الوطن الموحد المنيع الديمقراطي.

ومن بين هذه الدروس أننا في لبنان وفي العالم العربي نعاني من المعوقات التالية:

أولاً : غياب للرؤية الاستراتيجية في عملنا.

ثانياً : هيمنة ثقافة الانقسام.

ثالثاً : ممارسة النقد السلبي للآخرين وادعاء العفة والطهارة للذات.

رابعاً : هيمنة الشخص في كل عمل، في العائلة والجمعية والحزب والشركة، وغياب روح الفريق.

خامساً : الرغبة في التغيير دفعة واحدة وذهنية البلاغ رقم واحد وليس العمل على مراحل ضمن خطة واضحة المعالم.

والمعوق الأخير والكلام هنا موجه للنخبة، التي تريد أن يكون الواقع كما ترتأي وليس العمل على تطويره ليقترب من تطلعاتها.

وفي ضوء هذه المعطيات اعتمدنا في مؤسسة عامل ثلاثة عناوين:

1. شعار "التفكير الإيجابي والتفاؤل المستمر".

2. خطة الثلاث ميمات: أن يكون لنا مبدأ وموقف ينسجم مع هذا المبدأ وممارسة تلاقيهما.

3. يوجد في المجتمع الأصدقاء والمحايدون والخصوم، وإننا نعمل على توثيق العلاقة مع الأصدقاء وتحويل المحايدين إلى أصدقاء وتحييد الخصوم.

أيها الأخوة والأخوات

لقد أكدت بعثة ايرفد في عهد الرئيس فؤاد شهاب على التفاوت القائم في لبنان بين الوسط والأطراف، وان أي إصلاح يجب أن يبدأ من هنا، فلا ديمقراطية من دون تنمية، وإننا في مؤسسة عامل اعتمدنا، وكردة فعل غاضبة على هذا الواقع، الالتزام ومنذ التأسيس في العمل بالمناطق الشعبية، محاولين أن نلعب دور "المحرك" في تقديم نموذج يمكن أن تقتدي به مؤسسات القطاع العام عبر تأمين الخدمة النوعية في مناطق الأطراف ومن ثم الانتقال إلى برامج تنموية بإشراك الناس أصحاب العلاقة فيها ومن ثم العمل على تعزيز ثقافة الحقوق، أي الحق في التعبير والصحة والتعليم ... ومشاركة المرأة في الحياة العامة وتأهيل الشباب لتحمل المسؤوليات القيادية.

فالإصلاح، العملية المستعصية على الحل منذ عقود في لبنان، نرى إنها يجب أن تتم على مرحلتين، الأولى تقدم النموذج البديل ولعب دور المحرك وعندما تتراكم هذه التجارب تتآلف فيما بينها لتنتقل نحو عملية التغيير باتجاه بناء الدولة المدنية.

وفي هذا السياق فإن قيامنا بتأسيس "عامل بلا حدود" يهدف إلى تعميم الفكر الإنساني المبني على التضامن , والتزام بقضايا الشعوب العادلة, وخصوصا" فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني , وهي القضية المركزية في الوطن العربي.

أيها الأخوة والأخوات

ختاماً أتوجه بالشكر وأصدق مشاعر المودة والتقدير إلى الرئيس الفرنسي والحكومة الفرنسية وإلى الصديق وزير الخارجية الفرنسية الدكتور برنارد كوشنير وسعادة السفير ديني بيتون والسادة الحضور وكل الأصدقاء لما أحاطوني به من محبة أعتز بها. وأحيي الدور الكبير للنادي الثقافي العربي العريق والدعم الفعال الذي قدمه للقضية القومية وللثقافة الوطنية طوال سنوات المحنة وبعد بدء مسيرة السلم الأهلي.

إن ما قدمه النادي الثقافي العربي حتى الآن شكل رمزاً لأمور كبيرة في طليعتها الصمود لهذا الإنسان الذي أرادوا أن يهدموه، فامتنع عليهم واستمر في مسيرة التضحية والنضال من أجل لبنان العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.

أيها الأخوة والأصدقاء

إن هذا الوسام الذي يمنح إلي, يكلل مسيرة طويلة مهداة إلى العمل الإنساني, وإلى التضامن في عالم يفتقد الكثير منه, ويبحث عن أساسات جديدة ليُبني عليها.

بفضل هذا التمييز، وبفضلكم أصدقائي، أشعر أنني أكثر تمسكا" بالمحافظة على هذا النهج, وتكثيف الجهود والمشاريع الإنمائية، لمحاربة الظلم وتحقيق المساواة ، ومساعدة الناس للحفاظ على كراماتهم.

أصدقائي الأعزاء, أشكركم من كل قلبي على دعمكم المستمر، على هذا التكريم الذي يتجه نحو القلب، والذي أتقاسمه مع كل من رافقني في مسيرتي المليئة بالمصاعب، حيث نجدف عكس التيار,دون كلل أو ملل، للدفاع عن قضايا الشعوب العادلة، وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني.

مرة أخرى أحيي عبركم العاملين في مؤسسة عامل وفي منظمات المجتمع المدني وجميع الأصدقاء والصديقات وزوجتي فايدة وروح بشار وزينة وأسعد ومريم ونور.

أعاهدكم جميعاً وبالتعاون مع كل العاملين في الشأن العام أن نعمل سوياً في سبيل الإنسان دونما تفرقة أو تمييز.

والسلام عليكم وكل الشكر للمشاركين في هذا الحفل





تعليقات: