ميّز الله الأنسان عن جميع مخلوقاته بالعقل والقلب والبصر والأحساس والضمير
إن الله عزَّ وجل خلق الأنسان من ذكر وأنثى بتكوينه البيولوجي المعروف لكليهما واسند لكل واحد منهما مهمة في هذه الدنيا الفانية في إطار التكامل المتكامل بعضهم لبعض في كل مايتعلق بتكوين أسرة على قاعدة ما أنزل الله علينا في القرآن الكريم وما تلاه من سنة نبوية إلى ما هنالك من ثقافة وعلم أهل بيت النبوة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين لتكون إنطلاقة صحيحة وصحية لتطل على المجتمع محصنة عقائدياً وفكرياً وأنسانياً وأخلاقياً من أي تأثير سلبي يتناقض مع ما اسلفت ذكره عندها فقط نستطيع بناء أسرة ومجتمع يستحقان الأحترام والتقدير !
الى من يعنيه الأمر أقول:
إن الله العلي القدير خلق الكون بمن عليه من كائنات وميز الأنسان عن جميع كائناته ومخلوقاته بالعقل والقلب والبصر والأحساس والضمير والى ما هنالك من تكوين ولكن هذا التمايز لم يأتي هكذا وأنما جاء ليأخذ حججه على كل من يخالف مما أنزله بكتابه المحكم على عباده ..
أولاً – العقل او الدماغ بالمفهوم اللغوي هو المحرك الأساسي والمتلقي والآمر الأول لحركة الأنسان على كافة المستويات وكلما تلقى هذا العقل الأشياء بتعقل كلما كانت اوامره حكيمة مدركة ومتميزة ومميزة لأستدراك ما عليه فعله لما هو خيرٌ لحامله وإلى من ينطوي تحت مسؤوليته من أفراد عائلته والى من يشاركه الحياة في المجتمع ليتجنب في الحياة الدنيا معصية الله وغضبه .. ولتكون النوايا الحسنة أساس هذه الحياة البشرية في التعامل فيما بينها لنكون جديرين بنعمة هذا العقل الذي وهبنا الله اياه عن سائر مخلوقاته .. ؟
ثانياً – القلب هو منبع الرحمة والرأفه والحنان من خلاله نرحم ونُرحم ورحمته هذه تساعدنا على ان نسامح ونتسامح من بعضنا البعض كبشر غير معصومين معرضين لأرتكاب الأخطاء القلب هو الأساس لحياة الأنسان وبمقدار ما يكون القلب نابضاً بالطهارة والرحمة والرأفه يكون عمل الأنسان طاهراً ورؤوفاً ورحيماً ً مع الآخرين وبمقدار مايكون القلب فاقد البصر مهجوراً خاوياً من الرحمه والرأفه حينها لن يكون عمل الأنسان إلا قاسياً متحجراً و فضاً متعجرفاً مع الآخرين منساقاً وراء عمى قلبه الذي لا ينبض إلا بالقسوة والحقد والكراهيه والكيديه غير آبه لأحاسيس الآخرين من حوله حتى الى اقرب المقربين اليه من صلة رحمه وذوي القربى .. وقاعدة المنطق هنا تقول من لايوجد لديه خير لرحميته لا يمكن أن يكون لديه خير للآخرين في هذا المجتمع .. ؟
ثالثاً – البصر فقط لنميز الألوان والأشياء بالطبع لا ؟ في الواقع تقوم حياة الأنسان مع الآخرين في هذه الدنيا على المعاملة والمعامله هذه لها وجهان الأول منظور اي تبصره وتراه بأم عينك والثاني محسوس اي تتحسسه وتشعر به من خلال الكلمه والفعل والبصر هنا لنبصر ونتبصر الى الطريق الصحيح الذي يقودنا الى مرضاة الله وإن أضلينا ونحن في هذا الطريق الشاق الى الآخرة فهناك ينتظرنا الحساب الموعود ؟..
رابعاً – الأحساس فقط لنتحسس او نتلمس الساخن من البارد او الناعم من الخشن بالطبع لا .. لنتحسس به احاسيس وشعور الآخرين واحتياجاتهم وآلامهم واحزانهم للتخفيف عنهم والوقوف الى جانبهم حتى ولو بالكلمة التي في بعض الأحيان تكون اهم من المال خاصة عندما يكون هذا المال المقصود من ورائه الأدعاء والتمنين والمعايره عند كل محط كلام ؟.. والدليل على ذلك عندما يكون الأنسان في موقف ما يسارع ويقول تحسست او لمست صدق الكلام أو عكسه من الطرف الآخر ..؟
خامساً وأخيراً الضمير ليس مجرد كلمة تقال فهو الرقيب الوجداني الباطني للأنسان الغير مرئي والذي يجب ان يكون حاضراً بصدق ليكون كلمة الفصل والشاهد على إحقاق الحق وإبطال الباطل في جميع أمور الحياة بين البشر حتى على المستوى المعنوي ولكن للأسف الشديد نرى الكثير منا في هذه الأيام الضمير لديه مجرد كلمة تقال غير مدركين أهميته وغافلين على انه الشاهد الوجداني على سلوكنا واحكامنا على تصرفاتنا واعمالنا امام رب العالمين والذي على اساسه نحاسب يوم الحساب يوم لا ينفع فيه الندم ..؟
خلاصة ما اريد ان اتقدم به لنفسي وللآخرين في مجتمعنا الذي نعيش إن الأنسان امامه طريقان في هذه الدنيا الفانية:
- الأول وجهته تعاليم القرآن الكريم والسنه النبويه (ص) وثقافة وعلم اهل بيت النبوه عليهم السلام فمن سلك هذا الطريق المنير بالفعل والعمل سيلاقي وجه ربه بطمأنينه وسكينه وراحة نفس أنشاء الله.
- الثاني وجهته ملذات ومتاع الدنيا الفانيه وغرورها ومعاصيها فمن سلك هذا الطريق المظلم مبتعداً بعقله وقلبه هاجراً تعاليم القرآن وسنة رسوله (ص) وثقافة أهل البيت عليهم السلام..
ستكون حياته الدنيوية ظلاماً بظلام تراه تائهاً حيران وعند اقتراب الموت منه تجده خائفاً مرتعباًً، روحه تتخبط بضالة أعماله فكيف السبيل لملاقاة وجه ربه.
إن الله غفور رحيم باب توبته دائماً مفتوح لمن يريد أن يتوب توبة نصوحه.. في النهايه نحن بشر غير معصومين البعض سلك الطريق الصحيح منذ البداية والبعض الآخر أضل الطريق في بعض محطات حياته وأخطأ ومن ثم تصالح مع نفسه وتاب الى الله والله خير التوابين على عباده ولكن الخطأ هو الأستمرار بالجهل والضلاله والبقاء بعيداً عن مرضاة الله متحجر القلب
ومعمى البصر ..؟
وللموضوع – تتمه
تعليقات: