سلمان.. نور العيون التي أطفأت دموعها لهيب قلوب محبيه
"من التراب جاء وإلى التراب عاد" هذه هي العبارة التي تلخص مصير خالي سلمان.
كان هذا قدره المحتوم الذي لا مهرب منه.
أُبلغت بأن ذلك المرض ينهش بجسده ومع ذلك ضللت متمسكة بأمل شفائه وعودته ولكن طال الإنتظار وفرغ الصبر إلى أن هلّ عليّ مرّة بقامته الممشوقة حيث رأيته مرتدياً زياً ناصع البياض ولكن للأسف كان ذلك في المنام.
عندها استيقضت على هذه الفاجعة التي تواجهنا. وفي تلك اللحظة قفل كتاب الذكريات وذلك ليس لنفاذ الحبر ولا لقلّة الصفحات بل لغيابك، لغياب من لأجله خطّت أجمل الأيام ودُونت أحلى العبارات ومن لرحيله لم تبق إلا الذكريات وكتابة كلمات الوداع.
حبيبي نعم أنت الحبيب ونور العيون، العيون التي أطفأت دموعها لهيب القلوب المفطورة. قلوب أبنائك، زوجتك، عائلتك وأصدقائك حتـّى الخيام، قريتك التي أمشي في شوارعها وأراها هائجة، فأسمع صدى وكأنها نطقت لتقول: "أين إبني؟ أين سلمان؟ أين اختفى؟".
الآن وبعد سنة على غيابك، مضت وكأنها سنين، أجدني واقفة أمام ضريحك الطاهر المزيّن بأكاليل الزهر والريحان محتارة في أمري فهل أندبك، مع يقيني بأنك مرتاح حيث أنت فذلك خيرٌ لك من حياة لم تنصفك بل أنهكتك بمرضٍ عذّبك، أم أندب أيامي من بعدك؟
لا أدري ماذا أشعر ولكن اشتقت إليك، أشتقت إلى صوتك، إلى حضنك الدافئ، وإلى عطرك.
لكن ما أنا متأكدة منه أنك معنا في كل لحظة وأنك منتظر كما أنا منتظرة لقاؤك ذات يوم ومؤمنة بأننا لله وإنا إليه راجعون.
تعليقات: