نحن نعيش هذه الأيام في رحاب شهر محرم الحرام شهر عاشوراء الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام .

ففي هذا الشهر الحرام إستشهد سبط رسول الله ( ص ) وسيد شباب أهل الجنة في أرض كربلاء عطشاناً مظلوماً .

لم تكن كربلاء واقعة تاريخية فقط وإنما معركة حضارية بكل ما للكلمة من معنى حيث تجسدت فيها وتلخصت كل تجارب البشرية من آدم إلى يوم استشهاد الإمام الحسين ( ع ) ولاحت منها كل معاني الحياة وفلسفتها ورسمت للمستقبل خطوطه ووضحت للأجيال أهدافها حيث كانت أعظم معركة في التاريخ بين الحق والباطل كما جرى ذلك لآدم وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلي الله عليه و آله وسلم التي شكلت لنا الحسين في أروع مثال لقيم السماء، وبين قابيل والنمرود وفرعون وطغاة قريش وإبليس التي تجسدت في أرذل وأقبح صورة في التاريخ وهي قتلة الإمام الحسين عليه السلام . هذه الحادثة التي اختصرت لنا الطريق لنتمكن من قراءة كل التاريخ ولتفجير ثورة حضارية في كل زمان وفي كل مكان وذلك بما سجلته كربلاء من معاني الحضارة وأسسها ومقوماتها وأسبابها. فكربلاء هي رمز التضحية من أجل القيم والمبادئ، فهل لنا مثال ورمز في التاريخ نتعلم منه كيف نحمي قيمنا، سوى الحسين، وإلا لو كان ممكن للدنيا أن تكون من غير قيم لآثر الحسين البقاء وما رجح أن ييتّم الأطفال ويشرّد النساء حتى أصبحت فاجعة تبكي … وحديث قتل الحسين أبكى الرسول وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم مخاطباً ريحانته الزهراء (ع) ( يا فاطمة إن نساء أمتي يبكين على نساء أهل بيتي ورجال أمتي يبكون على رجال أهل بيتي ويجددون العزاء عليهم جيلاً بعد جيل إلى يوم القيامة ). إن لثورة الحسين في كربلاء مؤشراً خطيراً ونهجاً قويماً ، وما لهذه الثورة من عبر، وإن لدم الحسين الذي سال آثاره حيث أنه سبط رسول الله وسيد شباب أهل الجنة وأطهر خلق الله في زمانه .

إن إمامنا الحسين فعلٌ وليس شعاراً فقط ... هو الدهر كله ، وليس موسماً ... هو العطاء اللامحدود وليس الأخذ والإستحواذ ... هو الشمس البشرية التي آذن الله لها بالشروق الأبدي ما بقي الحق والهدى واليقين ... وهو المفرد الذي لا يعادله جمع الجموع ..والحسين هو الرفض القاطع لكلّ ما هو مخلٌّ بكرامة الإنسان .

السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ، سلام الله عليك يا سيدي يا أبا عبدالله يوم ولدت ويوم إستشهدت ويوم تبعث حياً .

حسين السيد علي السيد سعيد زلزله