تطلّ فاديا الشراقة على «الجديد» في برنامج «فاديا تلقي الضوء»
بعد فورة برامج السخرية والضحك السهل، والغزو التركي وتلفزيون الواقع... بماذا تعد المحطات اللبنانية مشاهديها للعام الوشيك، من «الجديد» إلى «أخبار المستقبل»؟
في لبنان، التلفزيون هو الحكاية كلّها، بمعزل عن مستوى البرامج التي تقدّمها المحطات المحلية، والآخذ في الانحدار على نحوٍ مؤسف. المواطن في لبنان قد لا يكون «مواطناً» بالمعنى الذي يستبطنه أي نظام ديموقراطي، إلا من حيث هو «مشاهد» أوّلاً وأساساً. وإذا أضفنا أن القنوات التلفزيونيّة موزّعة بعناية على أساس خريطة سياسيّة ـ طائفيّة، سنفهم عندها التركيبة الفعليّة للمشهد الإعلامي الذي يتماهى مع المشهد الوطني. وسنفهم أن تكون سياسة البرمجة في كلّ محطّة، قائمة على «فلسفة» خاصة هي مخاطبة جمهور معبّأ سلفاً، وإرضاؤه وحشده. ينطبق هذا الكلام على كل ما تبثّه الشاشة الصغيرة المنشغلة بإضحاك جمهورها وتنفيس غضبه، وإيصال الرسالة السياسية المتحيّزة، لكي لا نقول المذهبيّة والطائفيّة.
لكن هل سيحمل عام 2010 جديداً في برمجة القنوات اللبنانية؟ سألنا بعض مديري البرامج والمعدّين عن خططهم للعام الجديد. بعضهم أبدى إصراراً على تقديم «المميز» و«الجديد»، والبعض الآخر بدا مكتفياً باختياراته السابقة. LBC مثلاً راضية على عائدات بعض برامجها المعتادة كـ «ستار أكاديمي» و«قسمة ونصيب» و«أحمر بالخط العريض» التي ستُستكمل في العام الجديد. وكذلك Otv التي ستبقي بعض البرامج التي «لقيت نجاحاً» وفق حساباتها اضافة الى مسلسل درامي محلي بعنوان «من أجل عينيها» (إخراج فؤاد سليمان) وبرنامج «لألأة» (تقديم طارق سويد) وتغيير في البرنامج الصباحي «يوم جديد» الذي سيقدم بفقرات جديدة وديكور مختلف. وتنضمّ «المنار» الى زميلاتها حيث لا جديد فيها سوى نشرة أخبار يومية من المناطق تستطلع أحوال البلدات والمناطق اللبنانية عبر تقارير مصوّرة.
لكن، في المقلب الآخر، يعد تلفزيون «الجديد» و«أخبار المستقبل» بمجموعة برامج قد تحرّك المشهد الاعلامي للعام المقبل. يكشف المدير العام لـ«الجديد» ديمتري خضر، عن استكمال أجندة البرامج لمعظم أيام الأسبوع بين عروض جديدة من إنتاج القناة وبعض القديم الباقي مع بعض التحسينات والتعديلات البسيطة. مشكلة هذا العام كما يقول خضر هي حلول شهر رمضان في موسم الصيف، ما سيجبرهم على تعديل كبير في شبكة البرامج خارج الدورة المعتادة وفي فترة تعدّ «ميتة تلفزيونياً» أي في عزّ الصيف. أما بالنسبة إلى الوجوه الجديدة، فلعل أبرزها... فاديا الشرّاقة! بداية، مع الفترة الصباحية وبرنامج «الحدث» الذي لن يكتفي بفقرته السياسية اليومية للعام المقبل، بل ستضاف إليه فقرات متنوعة غير سياسية تترافق مع تغييرات في الديكور. إضافة إلى إطلاق برنامج ألعاب ترفيهي بعنوان «قوِّ قلبك» (تقديم عصام بريدي) في مطلع السنة، وهو برنامج تفاعلي مع الناس في الشارع. كذلك سيبدأ «الجديد» بثّ برنامج أسبوعي «مغازيني» يرصد أخبار العالم الفني (إعداد رندا المرّ) يراقب وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والإنترنت في العالم العربي. البرنامج لن يكتفي بعرض المواد الصحافية، بل سيقدم وجهة نظره الخاصة «النقد سيشمل بعض المواد التي تبثّها «الجديد» أيضاً»، يوضح ديمتري خضر.
ولكن نجمة العام على «الجديد» هي فاديا الشرّاقة (إعداد وتأدية فادي رعيدي). تلك الشخصية الفكاهية سيكون لها برنامج خاص اسمه «فاديا تلقي الضوء». الشرّاقة ستدير برنامجاً حوارياً «توك شو» تنافس من خلاله النجمة الأميركية أوبرا وينفري. خضر لم يفض بكل ما عنده، واعداً بمفاجآت وثائقية ـــــ سياسية على مدار السنة.
قناة أخرى ستشهد تغييراً كبيراً على شاشتها هي «أخبار المستقبل» التي تعمل كخلية نحل لتتقدم للمشاهدين بـ«حلّة جديدة وعصرية» كما تؤكد لنا مصادر في المحطّة.
هكذا تسعى «أخبار المتسقبل» إلى إبراز تطورها التقني على الشاشة الصغيرة فتواكب تطلعات الجيل الشاب «الرقمي» من دون أن تنفّر الجيل الكلاسيكي «القديم». الشاشة الإخبارية ستقسّم مثلاً الى «شبابيك» عدة مع بثّ مختلف في كل شباك. ومن البرامج الجديدة: «ماغازين» وهي محطة يومية من السابعة الى الثامنة مساءً تقوم بجولة على أخبار المجتمع، والبيئة، والموضة، والمشاهير، والصحة وغيرها... على أن يحلّ المراسل الصحافي كضيف على البرنامج، فيناقش بنفسه الموضوع الذي أعدّه. برنامج آخر بعنوان off record يدخلنا الى «مطبخ» القناة فيعرض لنا في كل حلقة المراحل التي يمر بها الإعداد لتقرير إخباري او تغطية حدثية أو حلقة تلفزيونية وذلك منذ الاستعدادت الأولى حتى لحظة بثها على الشاشة. كذلك ستطرأ بعض التغييرات في الغرافيكس والديكور على الشاشة المستقبلية. «نعمل على خلق بصمة خاصة لبرامجنا، وإطلاق أسلوب نتميز فيه كقناة» يقول أحد المسؤولين في إعداد برامج «أخبار المستقبل».
نشرة استثنائية
أول نشرة أخبار في الـ 2010 على قناة «الجديد» لن تكون تقليدية. استثنائية هذا النهار ستحوّل النشرة إلى مجموعة تقارير «خارجة عن المألوف» كما توضح مديرة تحرير النشرة مريم البسام. نانسي السبع، ورياض قبيسي (الصورة)، وإبراهيم دسوقي، وحسين خريس وغيرهم اختاروا مواضيع «لم يألفها المشاهد من قبل» وأعدّوا تقارير خاصة موقّعة بأسلوبهم. هكذا سيبدأ عام «الجديد» بأخطاء السياسيين، وانتخاب «السياسي الجغل»، والسهر في منطقة مار الياس وحيّ اللجا، ومقابلة سياسية مع فنان، وتحقيق بعنوان «ماذا يمتهن السياسيون غير السياسة؟».
تعليقات: