شبعا... مبنى البلدية

في الجنوب الشرقي من لبنان وعلى حدود بلدان ثلاثة..

العرقوب:

تقع شبعا في أقصى الجنوب الشرقي من لبنان. وهي غنية بالينابيع وكانت غنية ايضاً بالبساتين التي أهملت، فيما مزارعها محتلة على حدود بلدان ثلاثة.

ورد في معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية لأنيس فريحة أن "شبعا" اسم آرامي يدل الى فيض الماء وتدفقه. وقد يكون تحريفاً لفعل الشبع والوفرة والخير أو للعدد "سبعة". وقد يكون اسم شبعا مرتبطاً بينابيعها السبعة، الغزيرة والوفيرة المياه، وهي: نبع الجوز والمغارة وعين الجديدة ونبعة القاطع وعين الشرقية وعين فلسقين ونبعة أنيسة.

تبعد شبعا من العاصمة 135 كيلومتراً وتقع في قلب جبل الشيخ، داخل حصن طبيعي ضيّق ومنيع من التلال التي تحوطها من كل الجهات. ويتفاوت ارتفاعها ما بين مكان وآخر ما بين 1350 و1650 متراً عن سطح البحر، مما يكسبها لوناً أبيض طوال موسم الشتاء تقريباً.

الأراضي والسكان

تمتد أراضي شبعا من عيون جنعم في الشمال الى منحدرات جبل الشيخ شرقاً حتى بحيرة الحولة في فلسطين المحتلة وبانياس وتل القاضي والغجر والعباسية والنخيلة والمجيدية جنوباً. أما من الجهة الغربية فتتصل أراضيها بكل من كفرشوبا والهبارية وشويا وعين قنيا، ومن الجهة الجنوبية - الشرقية تتصل بأراضي كل من مجدل شمس وجباتا الزيت في مرتفعات الجولان السورية.

ويراوح عرض مزارعها التي تفصلها عن فلسطين والجولان المحتلين منذ نحو 45 عاماً ما بين 3 و7 كيلومترات وطولها ما بين 22 و25 كيلومتراً. وتعدّ شبعا من أكثر البلدات المأهولة في جبل الشيخ، يبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة وناخبوها 11 ألفاً، أما المقيمون الفعليون فيها في شكل دائم فلا يزيد عددهم عن 8 آلاف نسمة.

تنوع المناخ والانتاج

تشتهر شبعا بتنوع مناخها، فهي باردة في الشتاء إذ تصل درجة الحرارة الى ما تحت الصفر أحياناً ودافئة في المناطق المنخفضة من مزارعها المحتلة بالقرب من سهل الحولة ومعتدلة صيفاً.

يتنوع الانتاج الزراعي والحيواني في شبعا نتيجة التنوع المناخي وطبيعة الارض. ففي أعاليها الاشجار المثمرة كالكرز والاجاص والتفاح والخوخ والجوز، وهي تهمل تدريجاً منذ نحو عشرين سنة. أما الزيتون والفستق والحمضيات فكانت وافرة في مزارعها لكن شبعا لا تزال تتميز بقطعان الماشية القادرة على الرعي في التضاريس الطبيعية الصعبة بالقرب من البلدة وبعيداً منها.

في شبعا العديد من المعالم الاثرية المميزة، منها أقامه بعض الاقوام التي سكنت المناطق المحيطة بها، كتلك المعابد التي أقامها الرومان على قمم جبل الشيخ، ومن أهمها المعبد على أعلى قمة هذا الجبل (2814 متراً)، والمعروف بقصر عنتر أو شبيب، ولا زال البعض يسميه المحرق الروماني. وهناك أيضاً هياكل وأنقاض على تلال أخرى من بقايا أحجار ضخمة منحوتة في المزارع. وتشتهر شبعا بأنها مهبط وحي للأديان حيث يوجد في مزرعة مشهد الطير مقام النبي ابرهيم والتي تكسوها غابة جميلة من أشجار السنديان وهو مزار مقدس كانت تقدم له النذورات قبل احتلال اسرائيل لهذه المنطقة في حرب 1967. وفي هذا المكان تمت معجزة النبي ابرهيم عندما قسّم الطير أربعة اقسام ووزعها على أربعة جبال ثم ناداها فأتت اليه تسعى، وقد رويت هذه القصة في القرآن الكريم، كما كانت في البلدة طواحين ومعاصر للزيتون والعنب.

المجلس البلدي ومشاريعه

المجلس البلدي في شبعا يتألف اليوم من 18 عضواً، وهو الاكبر في منطقة حاصبيا. وقد أوجز رئيس البلدية عمر الزهيري لـ"النهار" المشاريع التي نفذها المجلس البلدي منذ 8 سنوات وحتى اليوم:

- توسيع المدخل الرئيسي للبلدة.

- شق طريق مواز للطريق الرئيسي بالتعاون مع الجيش.

- شق طريق يربط شبعا براشيا الوادي بالتعاون مع الهيئة العليا للاغاثة.

- شق طريق يربط شبعا بالهبارية والعرقوب بالتعاون مع جمعية "مرسي كور" ووزارة الاشغال العامة والنقل والبنك الدولي.

- توسيع وتأهيل الطريق الى نبع عين الجوز.

- شق وتأهيل الطرق المؤدية الى المدافن الجديدة بالتعاون مع وقف النور الخيري وتزفيتها من قبل مؤسسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

- الحصول على تمويل لتأهيل طريقي زغلة – شبعا والهبارية – شبعا بالتعاون مع مجلس الانماء والاعمار وبتمويل من البنك الاسلامي.

- بناء ثانوية من قبل مجلس الجنوب.

- تأهيل المدرسة الابتدائية وملاعبها بالتعاون مع قوات الامم المتحدة.

- ترميم المطاحن الاثرية من قبل جمعية "مرسي كور".

- بناء مستشفى مركزي تقدمة الشيخ خليفة بن زايد وحمل اسمه الى جانبه مركز لفصيلة الدرك.

ويختم الزهيري بأن البلدية مستمرة في سياسة دعم الجمعيات الاهلية والمدارس وامدادها بالمساعدات المختلفة بما فيها القرطاسية، كما تسعى لانشاء ناد للمسنين ومركز لدعم وتطوير قدرات المرأة الريفية وتفعيل مشاركتها في النشاطات الاجتماعية والانسانية والانتاجية.

شبعا ومزارعها وينابيعها في قلب جبل الشيخ

رئيس البلدية عمر الزهيري