المزارع أياد خطار خلال قطاف موسم الصنوبر
زحف المرامل والمقالع والكسارات نحو الغابات
حاصبيا:
تعتبر زراعة الصنوبر إحدى أهم الزراعات التقليدية التي تشتهر بها منطقة حاصبيا وهي زراعة قديمة العهد لا تقل أهمية عن زراعة الزيتون والتين والكرمة وتنتشر على شكل غابات في محيط بلدات وقرى المنطقة بحيث تغطي مساحات واسعة من الأراضي الجبلية الوعرة التي تتلاءم تربتها مع هذه الشجرة أكثر من الأشجار المثمرة الأخرى هذه الزراعة وعلى الرغم من أهميتها فهي تشهد ولسنوات خلت تراجعاً ملحوظاً بات يهدد بزوالها لأسباب عديدة بدأت مع الظروف العسكرية الصعبة التي شهدتها المنطقة وما تعرضت خلاله من قصف بري وجوي من قبل العدو الإسرائيلي ما أدت إلى حرق وتلف آلاف الأشجار المعمرة من أشجار الصنوبر كما أن عبث البعض بالطبيعة وإستهتاره بهذه الثروة لحسابات ومنافع شخصية عبر إستحداث مرامل ومقالع وسط هذه الغابات والقضاء على مساحات واسعة منها دون حسيب أو رقيب وصولاً إلى الحرائق التي قضت أيضاً على قسم لا يستهان به من هذه الغابات·
لكن وبالرغم من كل ما تقدم تبقى المشكلة الأبرز والأخطر التي تواجهها غابات الصنوبر هي ما تتعرض له هذه الثروة منذ أكثر من عشر سنوات من أمراض خطيرة وفتاكة مثل دودة الصندل ودودة البرعم وغيرها من الأمراض الأخرى التي لم يعرفها المزارع الحاصباني من قبل والتي باتت تهدد بالقضاء على ما تبقى من هذه الثروة في ظل غياب تام للجهات المعنية وبخاصة وزارة الزراعة التي عليها التحرك سريعاً لمكافحة هذه الأمراض والقضاء عليها من خلال مد المزارعين بالأدوية اللازمة وتقديم الإرشادات المطلوبة لهم ليتمكنوا من مكافحة مثل هذه الآفات قبل إستفحالها أكثر وأكثر بغابات الصنوبر·
التعاونية الزراعية: رئيس التعاونية الزراعية في بلدتي عين قنيا شويا فايز الخفاجة أشار إلى أن تعداد أشجار الصنوبر في منطقة حاصبيا وبحسب إحصاءات تقريبية يناهز الـ 350 ألف شجرة معظمها مثمرة وهي منتشرة على شكل غابات في محيط قرى الكفير - الخلوات، ميمس، عين قنيا، شويا، حاصبيا، الفرديس الهبارية راشيا الفخار وكفر حمام وهذه الغابات أما أميرية وتشرف عليها البلديات وإما أملاك خاصة وهذه الغابات التي طالما كانت ركناً أساسياً للمزارع الحاصباني كمصدر رزق في معيشته فهي تتعرض منذ سنوات عدة لأمراض خطيرة وفتاكة مثل دودة البرعم وغيرها من الأمراض التي لا نعرف عنها شيئاً حتى الآن وهذه الأمراض تفتك أولاً ببراعم الأشجار وتنتقل بعدها إلى الساق وخلال فترة زمنية قصيرة تكون قد يبست الشجرة بكاملها وبدأ المرض ينتقل إلى أشجار أخرى ولفت خفاجة أن غابات الصنوبر في منطقة حاصبيا خسرت خلال السنوات الماضية آلاف الأشجار المثمرة المعمرة والدولة لم تحرك ساكناً لجهة دعم المزارعين أو التعاونيات الزراعية والقضاء عليها قبل أن تقضي على ما تبقى من هذه الثروة التي تشكل مصدراً أساسياً في معيشة مئات العائلات من أبناء المنطقة·
رافع: المزارع مهنا رافع وصف الواقع الزراعي في منطقة حاصبيا بالمأساوي نظراً للتراجع المستمر لهذا القطاع وبخاصة زراعة الصنوبر التي يعاني من مشاكل عديدة يصعب على المزارع منفرداً مواجهة الأوبئة والأمراض التي تصيب الشجر والثمر فيضيع عندها الموسم ويدفع المزارع وحده الثمن ولفت رافع إلى أن موسم الصنوبر هذا العام تراجع بنسبة 35% قياساً بالمواسم السابقة وطالب وزارة الزراعة مد المزارعين بالأدوية اللازمة لمكافحة الآفات الزراعية التي تفتك بأشجار الصنوبر خاصة خلال فصل الربيع وكذلك وقف إستيراد الصنوبر الأجنبي كي يتسنى للمزارع اللبناني تسويق إنتاجه بأسعار مقبولة·
سنان: المزارع يوسف سنان يشكو بدوره من يباس العشرات من أشجار الصنوبر المعمرة جراء الأمراض المتنوعة التي بدأت تصيب هذه الأشجار ويستغرب سنان غياب وزارتي الزراعة والبيئة إزاء ما يحصل وكان شيئاً لم يعنيهما، ويجهل سنان معرفة لمرض دودة البرعم أو الصندل وغيرها من الأمراض التي لم تكن منتشرة قبلاً مناشداً الدولة رش غابات الصنوبر وكذلك بساتين الزيتون بالأدوية اللازمة عبر الطوافات كما كان يحصل سابقاً من أجل القضاء على هذه الأمراض حفاظاً على الطبيعة وعلى البيئة·
مكتب الزراعة: مصدر مسؤول في مكتب الزراعة في حاصبيا أشار إلى ان المكتب وزع العام الفائت أدوية للتعاونيات الزراعية بهدف رش أشجار الصنوبر ضد مرض دودة الصندل ودودة البرعم·
كما وأن الوزارة تسعى لتأمين المبيدات اللازمة للمزارعين مجاناً من أجل مكافحة هذه الآفات الزراعية والحفاظ على غابات الصنوبر في المنطقة وعزا المصدر نفسه الأسباب التي أدت إلى تكاثر الأمراض الزراعية في السنوات الأخيرة الماضية إلى جملة عوامل أبرزها: الجفاف وقلة المتساقطات وغياب أعمال العناية بالغابة وأهمها التقليم والتفريد والتلوث البيئي وشدد المصدر عينه على ضرورة قطع أشجار الصنوبر اليابسة وحرقها فوراً قبل أن ينتقل المرض إلى أشجار أخرى·
تعليقات: