أبناؤك اللذين أحبوكِ يا خيام .. أعادوا لك الحياة من بعد موت
كي لا ننسى يا خيام
يا بلدتي لم يزل القلق يعيش في ثنايا قلبي، مصدره حبي لكِ وخوفي عليكِ..
لقد قست علينا الحياة وهُجـّرنا قسراً عندما خرجنا وابتعدنا عنك في ظروف قاسية، كنا مرغمين على ذلك وبالرغم من أن هذا الحدث قد مضى عليه حتى الآن ما يزيد على ثلاثة عقود لم أزل أعيش رهبة هذه الذكرى الأليمة وتلك المأساة التي رافقتنا طيلة تلك السنين التي أبعدنا فيها عنك فهي لم تزل عالقة في مخيلتي وستبقى مترسخة في ذاكرتي إلى الأبد...
حبي لك يا بلدتي لم يعد حباً عادياً بل تعاظم إلى أن أصبح عشقاً.. والعشق يعني الجنون وهذه هي قمّة الوفاء.
يا خيام..
يا صومي وصلاتي،
يا عروس أحلامنا.. يا عروسة الجنوب،
يا ذكرى طفولتنا،
يا حكاية ولا أروع.. يا قصيدة ولا أجمل،
يا نغم البلبل وأنشودة الحسون،
حبيبتي يا بلدتي، كم عانيت؟
لقد كنت الأقوى بعدما تمردت على الغزاة في أروع ملحمة اسطورية سطرها أبناؤك..
لم تفقدي عذريتك عندما حاولوا اغتصاب صمودك وكبريائك..
لقد اخترت الشهادة كي لا ينال منك الصهاينة بهمجيتهم المجنونة.
حبيبتي يا بلدتي،
إن أبناءك اللذين أحبوكِ، أعادوا لك الحياة من بعد موت وأنتِ اليوم أجمل عروس تتربعين بزهو وفخر على أجمل تلةٍ من خلق الربّ كأنك تجلسين على عرشٍ تحرسه وتسهر عليه المقاومة.
أنت في القلب يا خيام.. ولن ننسى معاناتك فأنتِ الذكرى وأنتَ الذاكرة.
* أبو حسين علي عبد الحسن مهدي
هاتف: 840087 /07
تعليقات: