لبنان والفيتامين « و »


إن كنت مواطنا لبنانيا تعيش في لبنان انت بحاجة ماسة الى الفيتامن "و" الذي هو ضروري، لا بل احد اهم المستلزمات للبقاء أو الاستمرار او حتى العمل في لبنان.

إن كنت متعلما او اميا، صغيرا او كبيرا، حتى ولو كنت تملك جميع الكفاءآت والمؤهلات العلمية والفكرية والجسدية التي تؤهلك لتشغل منصبا او وظيفة معينة فانت بالتاكيد بحاجة الى جرعة من الفيتامين "و"، وإلا كل الكفاءات والمؤهلات والشهادات التي تملكها لن تنفع، ويكفي ان يأتي شخص امي لا يملك شيأ من المؤهلات او الكفاءات التي تحتاجها الوظيفة ولكن لديه جرعة قوية من الفيتامين "و" فيحصل بدون ادنى شك على هذه الوظيفة.

للاسف، هكذا هي الحال في لبنان. ننظر الى الشباب والشابات الذين يجلسون على المقاعد الدراسية لاعوام متتالية ويتخرجون بعد أن ينالوا الاجازات والشهادات المختلفة ولكن كونهم يفتقرون الى الفيتامين "و" يجلسون في منازلهم مع شهاداتهم "ناطرين الفرج".

نعم هذه هي الحال في لبنان، حيث هناك الكثير الكثير من المتعلمين والمثقفين وخريجي الجامعات الذين لم يتمكنوا من الحصول على عمل او وظيفة لانهم وبصريح العبارة "ما عندن واسطه".

حتى انه للحصول على ادنى الوظائف في القطاعين العام والخاص انت بحاجة الى "واسطه" والذي بعد جهد جهيد وبعد بحث طويل يحصل على عمل معين "بتكون امو داعيتلو بليلة القدر".

عند ذهاب اي شخص إلى اية مؤسسة خاصة كانت ام حكومية للبحث عن وظيفة فان اول سؤال يوجه اليه هو: "مين باعتك" او "مين واسطك" وعندما ترد الجواب بانك لست مدعوما من احد يتوجه اليك الموظف بالقول :"لكن ما تعذب حالك".

مع الاسف هذه هي حال الكثير ممن يبحثون عن عمل في لبنان وانا متاكد من ان هذه المقالة قد سبقها الاف المقالات التي تحدثت عن هذا الموضوع ولن تكون الاخيرة عسى ان يتغير شيئاً.

... "و يللي ما عندو واسطة لا يتعب ولا يشقى".

والسلام عليكم

تعليقات: