المرحوم الحاج حسن عبدو أبو عباس (أبو رضا)
.
إلى أب فاضل،
عامل نشيط.. بنى الكثير من منازل بلدة، أحبها حتى العشق.. رمم الكثير من بيوتها بعد أن عاث فيها عدوّ وحشي فساداً ودماراً على سنوات خلت..
إلى أب بالرغم من حياة صعبة قاسيه أبتلت بعرق جبينه على مدى سنوات عديدة ربّـى وعامل وحاسن أبناءه بحنان وعطف غير مسبوقين،حتى أنني شعرت بالأمس القريب وكأنني طفل لم يتعدى بضع سنوات نظرا لطراوة معاملته بالرغم من قساوة مرضه مع العلم أني قاربت الخمسين عاماً.
إلى أب فاضل رفض أن يغادر بلدته حين هجرها الكثيرون في حرب الستت أيام حين أقترب المارد الوحشي من الحدود ووجدت نفسي أبحث عن رفيق لي في الحي دون جدوى وعلمت لاحقا أنهم رحلوا مع أقربائهم خوفاً من العدو الغاشم.
بالأمس القريب هاج المارد مجدداً وحاول كعادته أن يعبث بالأرض والدار فساداً فكان بانتظاره هذه المرة من صغّر حجمه وكسر عنفوانه وأعاده ذليلاً مهزوماً إلى فانوسه
عدت إلى بلدتك إلى خيامك بعد أن ألزمناك على المغادرة بالرغم من ضعفك ومرضك حاولت المقاومة والمعارضة بل الممنناعة لكن حجم الدمار وعنفوان الإنتقام حملك وحمل أهل بلدتك على تركها مجبرين.
تلك السواعد التي أعادتك كانت اليوم حاضرة لحملك وباركت وساعدت في لحد، زادها الله عزما وقدرة وصلابة وعنفواناً وخيراً.
هنيئاَ لك يا أبي
نم قرير العين على فراشٍ من تراب أجدادك وعلى حفنة من تراب الخيام..
أرح خدك يا والدي هذا هو لحدك الأبدي بخيامك!
أبي،
والله أعلمك بأنهم كانوا هنا اليوم في ذكراك وبالأمس شاركو في نقلك إلى مثواك الأخير، أحبائك وكل من أعزك من أهل بلدتك ومن جوارها وحتى أبعد من جوارها كانو حاضرين شاركونا حزننا وألمنا بفقدانك ومن كان منهم بعيداً لم يبخل علينا بإتصاله ومواستنا!
الشكر لهم جميعاً
الشكر للخيام
الشكر للسواعد التي تحرس العرض والدار والتراب والأهل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سجلّ التعازي بالمرحوم الحاج حسن عبدو أبو عباس (أبو رضا)
تعليقات: