الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله
وجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تعازيه الشخصية وتعازي حزب الله الى عائلات ضحايا كارثة سقوط الطائرة التي سقطت في البحر فجر، واعتذر منهم لعدم التواجد بينهم لأسباب يعرفونها.
وفي رسالة وجهها الى اللبنانيين لمناسبة الفجيعة الوطنية والانسانية جراء كارثة سقوط الطائرة الاثيوبية دعا السيد نصر الله الى مواصلة الجهد لاعادة جثامين المفقودين الى عائلاتهم، مقدراً للدولة برؤسائها وأجهزتها جهودها الكبيرة بعد وقوع الكارثة، وطالبها من جهة أخرى بالاصغاء الى مطالب الاغتراب اللبناني في افريقيا.
وتوجه سماحته الى عائلات ضحايا الكارثة الجوية بكلمته واعتذر منهم بداية لانه يجب ان يكون بجانبهم لكن الظروف المعروفة تمنعه من ذلك. وقدم السيد نصرالله العزاء لاهالي الضحايا وعبر عن مشاركته والاخوة والاخوات في حزب الله العميقة في احزان والآم الضحايا وقال: "نحن نستطيع أن ندرك بقوة وبإحاطة المشاعر الحقيقية التي تسيطر الآن على قلوبكم وعقولكم وأرواحكم ومشاعركم وعقولكم لأن ذقنا طوال السنوات الماضية لوعة فقدان الأحبة".
واكد السيد نصرالله للعائلات التي فقدت احبة يمثلون بالنسبة لهم الكثير على كل المستويات الوقوف بجانبهم وتعزيتهم سائلاً الله ان يلهمهم الصبر.
واذا شدد سماحته على ان الله علمنا مواجهة المصائب التي هي امر طبيعي في هذه الدنيا اكد التأثر كما الجميع لما شهدنا وقال: "علينا أن نستعيد إيماننا واقرارنا بالحقائق الوحودية، إنا لله ونحن ملكه تتحكم بنا مشيئته الحياة والموت بيده وآجالنا بيده وهو الذي يقرر متى يستردنا من هذه الدنيا". وتابع سماحته : "العنوان الثاني للمصيبة إنا لله راجعون، فنحن لسنا مخلدين في هذه الدنيا، وكل العالم يغادرون هذه الدنيا وكل من عليها فانٍ، وهذه الدنيا مبنية على الفناء والزوال والنهاية وإننا جميعا عائدون اليه. إذا استحضرنا هذا الايمان، فإن الله ينزل علينا رحمته وعلى قلوبنا الطمأنينة والسكينة ويعيننا على تجاوز المصيبة، تشملنا عنايته لأننا في مقابل المصيبة لا ننهزم ولا نكفر ولا نيأس لأننا نقول له اننا اليه راجعون ومسلمون لأمره".
الامين العام لحزب الله اكد ان الذين فقدناهم في الأمس هم عبارة عن أعزاء كانوا يعملون ويجهدون ويكدون لسنوات طويلة من أجل حياة أفضل وعيش كريم لعائلتهم ووطنهم وشعبهم، مشيراً الى انهم وإن كانوا بأغلبهم من المغتربين إلا أنهم لم ينسوا وطنهم وأهلهم وخصوصاً في الايام الصعبة، وقال: "مادام هؤلاء من هذا الصنف فهم عند الله لهم مكان، فهؤلاء الذين يكدون على عيالهم ويعملون في الليل والنهار في الوطن وخارجه هم كالمجاهدين في سبيل الله".
وقدر السيد نصرالله العاطفة الشعبية النبيلة عبر مشاركة الناس جميعاً في الوطن بالحزن من أقصى لبنان الى أقصاه، واعتبرها من أهم عناصر القوة في بلدنا، كما قدر سماحته عالياً حضور الدولة بكل أجهزتها والمتابعة الجادة لهذه الكارثة وأسبابها ونتائجها، وكذلك كل أنواع المساعدة التي قدمت للبنان من اليونيفيل والدول الآخرى.
ودعا الامين العام لحزب الله لمواصلة الجهد الحثيث في البحث عن أجساد الضحايا وقال: "لا يجوز أن ننكفئ، لأن عودة الأجساد مطلب انساني ويخفف من حزن وآلام ومآسي هذه العائلات"، كما ودعا لمواصلة التحقيق بالجدية اللازمة والسرعة المطلوبة للانتهاء من التفسيرات المتناقضة.
السيد نصرالله طالب الحكومة اللبنانية بالعمل سريعاً على تأمين كل ما يمكن لوجستياً لمواجهة أي كوارث من هذا النوع، وإعطاء هذا الأمر أولوية على كل المشاريع الآخرى، معتبراً انه ليس من الطبيعي أن نبقى ننتظر مساعدة الآخرين، فنحن نمتلك من المقدرات ما يؤهلنا أن يكون لدينا جهوزية وطنية قادرة على أسرع تدخل لمواجهة كوارث من هذا النوع. كما ودعا الى أن تكون هذه الحادثة مناسبة لإصغاء المسؤولين جميعاً الى مطالب المغتربين وخصوصاً في أفريقيا لأن لديهم مطالب محقة ومشكلات كبيرة تواجه سفرهم، قال: "لقد سمعنا بعض هذه الشكاوى بالأمس في لحظة المصيبة، وهؤلاء جميعاً لهم فضل كبير على صمود لبنان والحياة الكريمة في لبنان وإعمار لبنان وكثير من هؤلاء هاجروا ليبقى أهلهم في هذا البلد، وهم من أهم عناصر التثبيت السكاني والديمغرافي في لبنان".
وختم قائلاً: "مجدداً أتوجه الى العوائل الكريمة بالتعزية وأسأل الله أن يعينهم ويعطيهم الصبر وقوة التحمل وأن يتغمد أرواح الضحايا جميعا برحمته".
وكان حزب الله قد اصدر امس الاثنين بيانا ً اعرب فيه عن حزنه العميق للخسارة الوطنية الكبرى التي تمثلت بفقدان مجموعة من اهلنا اللبنانيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى .وثمن حزب الله التحرك الفوري للسلطات اللبنانية باجهزتها المدنية والعسكرية ومبادرة الرؤساء الثلاثة لمتابعة الموضوع ميدانيا, مطالباً بضرورة ضمان السرعة في عمليات الإنقاذ و وتقدم الحزب من أهالي الضحايا بأحر آيات العزاء والمواساة سائلاً الله ان يلهمهم الصبر والسلوان .
تعليقات: