أقرّ مراقب الدولة في الكيان الصهيوني بفشل السياسة الاعلامية الموجهة باللغة العربية، وجاء في تقريره السنوي الذي يقدمه الى الكنيست أن الاعلام الاسرائيلي الناطق بالعربية أخفق في شرح سياسة اسرائيل ومواقفها للمتلقي العربي وتركه مكشوفا امام المحطات العربية.

فقد خسرت اسرائيل حربها الاعلامية في المنطقة.. استنتاج سيكون طبيعا لو صدر عن خصوم الدولة العبرية، أمّا أن يأتي من أعلى سلطة رقابية داخل الكيان الصهيوني فهذا هو الاستثناء.. طوال عقود الصراع مع العرب إعتادت اسرائيل أن تكسب الحروب الاعلامية على مختلف جبهاتها، في أوروبا والولايات المتحدة كانت آلة الدعاية الاسرائيلة وما زالت الى حد معين تنجح في قلب الحقائق وتزوير الوقائع.. وفي الشرق الأوسط كان الاعلام الاسرائيلي وخاصة الناطق بالعربية قادرا على التأثير ولو بشكل متفاوت في الرأي العام العربي أقله داخل فلسطين المحتلة.. هذه الصورة إنقلبت تدريجيا باعتراف مراقب الدولة العبرية (ميخا ليندنشتراوس) الذي أقر بوجود فشل اعلامي يتراكم منذ سنوات ويصيب مختلف القنوات الاسرائيلية المرئية والمسموعة الموجهة للمتلقي العربي، وحذّر من خطورة القبول بوضع لا تقوم به اسرائيل بما يلزم على جبهة الدعاية الاعلامية. تقرير المراقب الاسرائيلي أشار الى أن المواطنين العرب داخل اسرائيل والمتلقى العربي في مناطق أخرى باتوا مكشوفين بالكامل أمام الدعاية المعادية لاسرائيل والتي تقدمها قنوات عربية كالمنار والجزيرة والأقصى. وعلى الرغم من اقراره الصريح بالفشل تهرب التقرير الاسرائيلي من الخوض في جميع أسبابه.. فذهب الى المطالبة برفع مستوى التدريب المهني داخل الهيئات والاجسام الدعائية الاسرائيلية متجنبا الخوص في عامل المصداقية الذي لم يكن متوفرا في كثير من حملات الدعاية الاسرائيلية وخاصة العسكرية منها سواء في لبنان أو داخل الأراضي المحتلة. والمستغرب بعد ثبوت فشلها في مخاطبة العرب أن تلجأ اسرائيل وعبر اذاعتها الرسمية الى بث برامج ومواد اخبارية باللغة الفارسية في محاولة عقيمة للتأثير على الرأي العام في إيران.