الشيخ محمد المجذوب في خلال القائه إحدى خطبه في المسجد

اتصـل بوالـده وقـال لـه «يريـدون...» قبـل أن ينقطـع الهاتـف..

البقاع:

استفاقت مجدل عنجر بأهلها وفعالياتها وأئمة ومشايخ المساجد على خبر اختفاء إمام مسجد الإمام الرفاعي في مجدل عنجر الشيخ محمد المجذوب. وتعرض الشيخ المجذوب عند الساعة الحادية عشرة والنصف من ليل امس الثلاثاء لعملية خطف منظم، وفق ما قال رئيس دائرة الاوقاف التابعة لدار الفتوى في البقاع إمام البلدة لشيخ محمد عبد الرحمن. وأجرى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني اتصالا برئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بخصوص الحادث حيث أبلغه رئيس الحكومة أنه «يتابع الموضوع شخصيا حتى يتم اكتشاف الخاطفين وعودة الشيخ المخطوف سالما إلى بلدته».

كما أجرى المفتي قباني اتصالا مماثلا بقائد الجيش العماد جان قهوجي، مؤكداً إدانته خطف الشيخ مجذوب، وداعياً أهالي البلدة إلى الهدوء وانتظار جلاء الأمور.

وفي التفاصيل، أنه عند الساعة الحادية عشرة والنصف انقطع الاتصال الهاتفي الأخير الذي كان يجريه الشيخ محمد المجذوب مع والده بهدف إعلامه بأنه يتعرض للخطف. ولم يقل الشيخ سوى كلمة واحدة «يريدون»، وأقفل الخط وذلك وفق إفادات وأقاويل أقارب الشيخ الذين تجمعوا ليل امس في مكان اختطافه عند مدخل الطريق المؤدية الى معمل السكر حيث كانت سيارته من نوع مرسيدس 320 متوقفة ومحركها لا يزال يعمل. وعلى الفور حضرت الاجهزة الامنية والقضائية وكشفت على السيارة ورفعت البصمات، كما حضر منسق تيار المستقبل في البقاع الاوسط ايوب قزعون وعمل على إجراء اتصالات سياسية وأمنية لمتابعة تفاصيل حادثة الاختفاء.

وصباحا تداعت فعاليات مجدل عنجر الى عقد اجتماع في مبنى البلدية بحضور رئيس دائرة الاوقاف الشيخ محمد عبد الرحمن، منسق تيار المستقبل ايوب قزعون، رئيس البلدية حسن ديب صالح وأعضاء البلدية وعدد من المخاتير والمشايخ. ودعا المجتمعون إلى التهدئة للوقوف على ملابسات الحادث كافة. وكان تأكيد من الحاضرين على ضرورة عدم القيام بأي خطوات تصعيدية حتى جلاء الامور وتبيان المساعي التي يقوم بها مفتي الجمهورية والقوى الأمنية.

وفي نهاية الاجتماع تلا الشيخ محمد عبد الرحمن بيانا شرح فيه الحادثة، مؤكداً «استنكار العملية بكل المقاييس التي تعرض لها شيخ ورجل دين يسعى بالصلح والخير بين الناس»، مؤكداً أن الحادث «سابقة خطيرة وعلى أجهزة الدولة مجتمعة ان تعمل جادة وبكل الوسائل الحثيثة لاكتشاف مكان الشيخ والخاطفين».

وحمل الشيخ عبد الرحمن الدولة المسؤولية المباشرة عن أمن المواطنين، ونتائج ما يمكن أن يصدر من ردود فعل إن لم تبادر الى كشف المجرمين لان التلكؤ في الامر ستكون له عواقب وخيمة.

ولفت الشيخ عبد الرحمن الى «أن البلدة قد عاشت في الفترة الاخيرة حالة أمن واستقرار وربما هذا الامر لم يرق للبعض فبادروا الى تعكير الجو من جديد»، مكررا مطالبته «الأجهزة الأمنية والقضائية والإدارية الإسراع في كشف الجناة حفاظا على السلم الاهلي في الوطن».

وتسببت حادثة الاختطاف بحالة من الغضب والاستنكار في مجدل عنجر وعلى الطريق الدولية حيث تجمع عدد كبير من أهالي البلدة وأقارب الشيخ من دون إقفال الطريق في ظل انتشار لعناصر الجيش اللبناني.

وعلى الفور توجه وفد من أهالي المجدل إلى بيروت حيث التقوا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني بحضور النائب عاصم عراجي، مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، رئيس دائرة أوقاف البقاع الشيخ محمد عبد الرحمن، رئيس بلدية مجدل عنجر حسن صالح، منسق تيار «المستقبل» في البقاع أيوب قزعون، والد الشيخ المخطوف محمد المجذوب ومخاتير وفاعليات بقاعية.

واطلع الوفد المفتي قباني على «حادثة الاختطاف وعلى الخلفيات التي سبقت اختطافه بسبب مواقفه الجريئة خلال الأحداث السابقة في البلاد».

وأجرى المفتي قباني اتصالا برئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي أبلغه أنه «يتابع شخصيا هذا الموضوع حتى يتم اكتشاف الخاطفين وعودة الشيخ المخطوف سالما إلى بلدته».

كما أجرى اتصالا مماثلا بقائد الجيش العماد جان قهوجي.

ودان المفتي قباني الحادثة بشدة مشيراً إلى «أن حوادث الخطف والقتل ونشر الرعب في البلاد، ترتكبه الأيدي الآثمة التي تحاول دائما زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان وتخدم العدو الصهيوني بمثل هذه الممارسات المدانة، وخصوصا بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، حيث عادت أصابع الفتنة تتحرك من جديد لزعزعة هذا الاستقرار، خصوصا باستهدافها لأهالي مجدل عنجر بين حين وآخر بخلفيات سياسية لا تخفى على أحد».

ودعا المفتي أهالي مجدل عنجر إلى «الهدوء والتعاون مع الأجهزة الأمنية المختصة التي من مسؤولياتها إجراء التحقيقات اللازمة لكشف الخاطفين ومعاقبتهم على جريمتهم الإرهابية»، وطالب الجهات المسؤولة بـ«العناية الكاملة في التعاطي مع أهالي منطقة مجدل عنجر بحكمة وروية لإزالة الاحتقان والتوتر».

وتحدث النائب عاصم عراجي باسم الوفد قائلاً «نحن لا نوجه أي اتهام لأحد بحادثة الاختطاف»، لافتاً الى أن جميع الأجهزة الأمنية مستنفرة وتقوم بواجبها على أكمل وجه وبانتظار معرفة الحقيقة. وأكد أن بلدة مجدل عنجر ليست بلدة إرهابية، بل هي بلدة مسالمة لا يجوز إعطاؤها صبغة إرهابية وهي تحت سقف القانون لا فوقه».