المصوّر علــي حســن سلمان
عندما غلب المرض «علي حسن» فمنعه من أن يتابع انطلاقه يرصد الحياة وأبناءها بعدسته، فيسجل أفراحهم وأحزانهم، متعتهم وأسباب بهجتهم، والمفارقات التي يعيشونها، دخل قوقعة أحزانه وصار يذوب شيئاً فشيئاً حتى استنفد اللحظة الأخيرة من عمره.
كان مقدراً على «علي حسن» أن يصارع فقره مبكراً، فالوالد الدركي الذي كان ينظر إلى الحياة على انها دار عبور، لم يستطع ان يوفر لهم إلا مثاله: أن يأخذوا أقدارهم بأيديهم، وأن يشقوا طريقهم بإرادتهم.
في التصوير وجد «علي حسن» نفسه.. وكانت عينه ناقدة، ساخرة، تدمع لمشاهد البؤس فتجعلها لوحات كأنها من صنع مبدع، أما مع أصحاب النفوذ والهيمنة فكانت «تتصيد» مباذلهم وتكاد ترسمهم كاريكاتورياً.
عاش مستقلاً بهمومه، لكنه كان يتلقاها ويصرفها بالنكتة، وربّى أولاده على ما تربّى عليه: شقوا طريقكم بإرادتكم. ليس عندي الكثير أعطيه إلا تجربتي وعلاقاتي السوية بالناس انطلاقاً من تعبي وعرقي واحترامي لنفسي.
علي حسن الذي اختار اسمه، لم يقدر له أن يختار مسقط رأسه ولا أن يختار مدفنه، فولد في طرابلس بينما والده يتحدر من عائلة سلمان، في شمسطار،
رحم الله هذا المصور الفنان الذي عرفه قراء «السفير» عبر لوحاته التي كانت تتضمن موقفه من الحياة والناس، ثم انصرف وهو لم يعرف الحسد أو الكراهية... بل كان يتحايل على قسوة الظروف بالنكتة الساخرة.
العزاء لأسرته جميعاً، وبالذات للزميل المصور المتميز بحيويته طلال، وشقيقيه اللذين تقدما بطلب انتساب إلى الصحافة من باب الإخراج.
وإنا لله وإنا إليه لراجعون.
نعت نقابة المصورين الصحافيين نقيبها السابق علي حسن سلمان والد المصور في جريدة اللواء طلال علي سلمان حيث يوارى الثرى في جبانة بئر حسن الساعة الثانية بعد ظهر اليوم الخميس.
تقبل التعازي للرجال والنساء في منزل صهره الحاج نعمة مازح بئر حسن ـ بناية الغولف ـ ط 2 ـ مقابل السفارة اليمنية.
تعليقات: