الإعلام في لبنان بين مطرقة المحظورات وسندان الحريات

مقدما البرنامج هشام حداد وارزة الشدياق
مقدما البرنامج هشام حداد وارزة الشدياق


أزمة مجتمعات: وعليه، ففي لبنان هناك مجتمع يريد <إغتيال> محظورات لطالما <خنقت> حريته طارحاً جدلية إعادة التفكير في التفكير نفسه· على قاعدة تطوير عقلية المحرمات لتتسع معها رقعة الجرأة في انعكاس المجتمع كصورة وقيمة في مياه وسائل الإعلام· وهناك أيضاً مجتمع آخر يحارب سلع القيم المستوردة إلى أسواقنا المحلية، ومعتنقاً مذهب ابقاء القديم على قدمه، حامياً بذلك الآداب العامة من خطر إنزلاقها كرات ثلجٍ إلى قاع المنحدرات، والتي كشفت <زوبعة فنجان> برنامج LOL بأنها آداب نسبية لكل مجتمعٍ من هذه المجتمعات ولكل فرد ينتمي إليها، وبالتالي فإن الحرية هي ايضاً مسألة نسبية تختلف مساحتها وحدودها لدى كل فرد، فما يحاربه البعض يعتبره البعض الآخر جزءاً من سلوكيات طبيعية كرستها العولمة الثقافية أو على الأقل التربية الأسرية والبيئة المحيطة·

وأزمة حريات على أنغام <تعا ولا تجي>: وإلى جانب تنوّع المجتمعات الذي تتنوع نتائجه ايضاً بين الايجابي والسلبي أي بين <سر طبخة> لبنان التعايش وبين اختلاط المعايير في اطلاق الأحكام الاجتماعية· فلبنان الذي كان أول من شرّع الحرية في دستوره نسبة لدولٍ مجاورة متعطشة لها، يعاني أزمة حريات تلازمها ضغوطات و<أكثر> تمارس على العديد من الصحافيين، وتكرس هذه الأزمة ايضاً مع عدد آخر من الإعلاميين الذين يوقظون الحرية من غفواتها كي تحكم لمصلحتهم، ثم ينحروها سراً في مدافنهم تحت مسميات المحظورات والوفاق··· علناً وأهداف التجارة بالكلمات ···سراً، وهكذا تصبح الحرية كحبيب السيدة فيروز في أغنيتها <تعا ولا تجي>·

ومما لا شك فيه، بأن لبنان بحاجة إلى جرعة حرية أكبر تتماشى مع متطلبات جيلٍ جديد وتقتل سموماً متفرقة عشعشت في رئتي إعلامه، غير أن هذه الجرعة لن تنجبها برامج LOL واخواته التي ترفع السقوف الكلامية دون هدف سوى إضحاك الجمهور وان بوسائل متعددة- ينتقدها البعض أو يتقبلها - وذلك دون العمل على تثقيف المشاهد لإدخاله بعقلانية إلى جنان التحرر الخاصة بنا والمفيدة لنا، والتي ندوسها من خلال كافة أنواع البرامج (الثقافية - الترفيهية - السياسية···)·

LOL واللائحة تطول: وبرنامج LOL تعبير راج بين الشباب في دردشتهم على مواقع الإنترنت، ويعني بالإنكليزية: <إضحك ملئ شدقيك> الذي بدأ بثه على قناة الـ O.T.V منذ تموز 2009، هو عبارة عن دائرة داخل استوديو يديرها رجل (هشام حداد) وإمرأة (أرزة الشدياق) يطلقان النكات والطرائف ويتناوبان على استضافة فنانين ووجوهاً لبنانية معروفة·

غير أن بعض رجال الدين اعترض على مضمون البرنامج ما حفز هيئات الرقابة على الإعلام للعمل واجتمع المجلس الوطني للإعلام الأسبوع الماضي·

وبدأت موجة الأصوات المعترضة مع بيان لمفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو الذي طالب <بضبط الاعلام وانقاذه من الفحش>، وتواصلت مع بيان اصدره مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قبّاني طالب فيه السلطات اللبنانية بإتخاذ إجراءات عملية وسريعة لوضع حد لبرامج الفكاهات البذيئة التي تخدش مشاعر الناس وحياءهم·

كما تقدم مواطن يدعى فادي انطوان الشاماتي ببلاغ إلى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان ضد البرنامج إستناداً إلى ما ورد في الحلقة التي بثت ليلة رأس السنة واعتبر ان <هذا البرنامج يشكل تعرضاً سافراً للأخلاق والآداب> ويضرب بالصميم القيم الأخلاقية التي تربى عليها أولادنا ويهدد بصورة مباشرة التضامن الأسري لعائلاتنا·

غير أن LOL لم يتربّع يتيماً على <عرش> الإنتقادات والأصوات المعترضة والمستهجنة، بل سبقه إلى ذلك عدد لا بأس به من البرامج والمسلسلات والأقلام التي جعلت المجتمع يطرح، وما يزال - سؤال: <حرية الاعلام، أين تبدأ وأين تنتهي؟>· ففي العام 2008،· منع الأمن العام التداول بالفيلم اللبناني Help لمسِّه بالآداب· وكذلك منعت الأجهزة المعنية في العام 2003 عرض الحلقة الثانية من مسلسل <صارت معي> لكاتبه مروان نجار لاحتوائه على مشاهد عنيفة، غير ان الرقابة لم تستطع الحؤول دون تحويل هذه الحلقة إلى فيلم سينمائي بعد اشهر من ذلك·

كذلك في العام 1998، وبعد أقل من عرض 3 حلقات منه، مُنعت قناة <المستقبل> من إكمال المسلسل اللبناني <الباشاوات> لخرقه الآداب العامة التي لم تمنع من عرضه على القنوات الفضائية بعد ذلك· وللأسباب نفسها، أوقف وزير الإعلام آنذاك البرنامج الإجتماعي <رجال من ذهب الذي كان يقدمه الإعلامي جوزيف عيساوي على تلفزيون لبنان منذ أكثر من سبع سنوات·

حرية قانونية على حافة المحظورات: يكْفَل الدستور اللبناني <حرية إبداء الرأي قولاً وكتابةً في المادة 13 منه، كذلك نصت المادة 3 من قانون رقم 382/94 المتعلق بالبث التلفزيوني والإذاعي، ان <الاعلام المرئي والمسموع حر>· غير ان هذه الحرية لا تسمى حرية دونما ضوابط تسهم في تطبيقها دون تقييدها، وإلا تحوّل المجتمع إلى غابة حريات متناقضة لا تعرف كل منها أين تبدأ وأين تنتهي·

وفي السياق ذاته، يقول د· إلياس ناصيف في كتابه <الاعلام في لبنان دراسة قانونية>: (···) <ان مبدأ حرية الرأي ومنها حرية الإعلام لا تعني ان هذه الحرية متفلّتة من كل الضوابط، وإلا أمكن استعمالها بصورة متعسّفة وحادت عن طريقها الصحيح والهدف الذي وُضعت من أجله، وبالتالي إلى بلبلة الرأي العام وزعرعة الأسس الاجتماعية· ولا سيما الإجتماعية· ولا سيما أن الإعلام واسع الإنتشار، وهو من أهم الوسائل المؤثرة في الرأي العام، ولذلك ارتؤي ان تضبط نشاطات المهنة الإعلامية، وضبطها يدخل ضمن اطار القوانين التي تنظم بصورة علاقة عامة الأفراد بالمجتمع (···)>·

لذلك، فقد اشترط دفتر الشروط النموذجي الصادر عام 1996 في فصله الثالث <البرامج>: عدم بث أفلام وبرامج تتسم بالعنف والتسويق الجنسي قبل العاشرة والنصف ليلاً وعدم بث برامج الرسوم المتحركة العنيفة والإمتناع كلياً عن عرض الأفلام الجنسية الإباحية، وإذا خالفت المؤسسة ذلك تتخذ في حقها التدابير المنصوص عليها في المادة 35 من القانون 382 الذي يمنح وزير الاعلام بناء على اقتراح المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، الحق في إيقاف المؤسسة عن البث لمدة اقصاها ثلاثة أيام (في المخالفة الأولى)·

كذلك أناط القانون نفسه بالمجلس الوطني للإعلام في المادة 47 دور ممارسة الرقابة على المؤسسات التلفزيونية والإذاعية، بطلب من وزارة الإعلام وبواسطة اجهزتها، ولكنه (أي القانون) لم يلحظ أية صلاحيات تقريرية لهذا المجلس وبقي دوره استشارياً·

حداد: المحظورات مصطنعة في حديثه إلى <اللـــــــواء>: أشار مقدّم برنامج LOL هشام حداد إلى أن حدود الحرية هي <حدودنا أي حدود طبيعتنا>، وقال: <نحن أحرار لدرجة أننا نقلنا حياتنا وجلساتنا اليومية العفوية من المنزل إلي الإعلام وظهر أن سقف حريتنا مرتفع، غير أن النتيجة كانت رائعة والشعب اللبناني تقبّل حريتنا، اما نسبة المنتقدين فكانت بسيطة أمام المرحِّبين والأرقام تثبت ذلك>، لافتاً إلى أن الجدال الذي أثير أَخَذ أكبر من حجمه <بحيث تحوّل هذا البرنامج التلفزيوني البسيط إلى صراع فكري أظهر وكأنه بين متطرفين دينياً ومتحررين تقدميين>·

ورأى حداد أن المنتقدين هم متضررين من هذا البرنامج وتلاقوا في المصالح·· وهم المحطات التلفزيونية المنافسة، التيارات السياسية المواجهة ورجال الدين التابعين لهذه التيارات· مشيراً إلى نسبة قليلة من المنتقدين، الذين لا يتعدون الـ 10%، لديهم اهتمام بموضوع الأخلاق، ومعرباً عن استعداده للتحاور مع هذه الفئة وإقناعها بالحجج العقلية·

وأضاف: <هم يبالغون بموضوع تأثير البرنامج على الأطفال والمراهقين لأن لكل سنٌ تربية جنسية معينة، فالمراهق البالغ من العمر 14 عاماً وما فوق يكون لديه تربية جنسية لا يستطيع فهم النكات الإيحائية التي يفهمها الأهل، أما الولد الذي يقل عمره عن 10 سنوات فيجب أن يكون نائماً في هذا الوقت>، معتبراً أن <الذي يثير الغرائز الجنسية هو اللمس أولاً ثم الصورة (أي صورة إمرأة عارية مثلاً)، ثم الصوت الذي تنحصر تأثيراته في هذا الإطار خاصة إذا كانت نكات إيحائية>·

ورداً على سؤالنا عن مصلحة رجال الدين غير التابعين إلى تيارات سياسية معينة في انتقاد هذا البرنامج والتعرض لهم عبر النكات، لفت حداد إلى ان <مصلحتهم تكمن في استغلال وضعاً سياسياً شاذاً، متشنجاً وطائفياً، يجعلهم نجوم الساحة، وينتقدون عندما تكسر هذه الهالة التي يتمتعون بها ويستحقونها إلى حدود معينة لأن هناك مراتب فالشيخ ليس نبي ولا الخوري قديس>· ومبرراً على انه <من الطبيعي جداً إطلاق نكات مهضومة عن خوري>·

وعن استخدام المحظورات لجذب المشاهدين، شدد حداد أن الذي جذبهم هو العفوية والضحكة الصادقة وبرنامج يشبههم 100% وحقق نسب مشاهدة عالية جداً في المناطق المختلفة إجتماعياً وطائفياً· متابعاً: <إذا كنا متحررين أو سقف الحرية مرتفع لدينا فعليكم ان تحاسبوا الجمهور الذي يقبل بذلك فنحن محقين إعلامياً، سياسياً ودعائياً·

وأوضح حداد أن المحظورات في لبنان مصطعنة، وضعها الإعلاميون منذ 50 سنة ولم يحددها الشعب اللبناني، مشيراً إلى أن المحظورات الجنسية ليست موجودة ومعللاً ذلك <بانشاء العلاقات المتعددة، الخيانات الزوجية، طريقة السهر في النوادي الليلية المنتشرة بكثافة ما يظهر أن المجتمع مستتراً جداً> وبرر عدم استخدام البرنامج للنكات السياسية بأنها لا تضحك وفي الأصل السياسة في لبنان ليست من المحظورات والدليل على ذلك البرامج السياسية الساخرة التي تبثها كل القنوات المحلية>·

وصارح حداد المنتقدين قائلاً: <ان الجهة السياسية التي تقف وراء الـ O.T.V تحقق انتصارات سياسية متلاحقة محلياً وإقليمياً بعد الإنتخابات النيابية، فهي تعتبر قوية مما يمنع أي أحد ان كان المجلس الوطني للإعلام أو غيره من ايقاف أي برنامج على هذه المحطة إن كان LOL أو غيره من البرامج، وقوتنا نابعة من الــتــيار الــوطـــنــي الـحر الــذي يــمـلــك مــحطـة الــــ O.T.V والبرنامج جزءاً منها>، مضيفاً: <لأن المعركة على LOL سياسية فالتوازن والحصانة السياسية يمنعان إيقاف البرنامج احبوا ذلك أم لم يحبوا>·

وإذ اعترض من جهته على أخذ <أي خطوة عملية من شأنها التقليل من حدة الاعتراضات إلا إذا ارتآت ادارة الـ OTV ذلك>· أوضح حداد ان الحلقات المقبلة لن تُخفف من جرأة النكات بل ستتم عملية المونتاج بحذرٍ أكبر وواعداً بحلقة <قوية> بعد اسبوعين·

وعلّق حداد على البرامج الأخرى واصفاً إياها بأنها مصطنعة بالرغم من ميزانيتها العالية ولافتاَ إلى انها تطلق نكات جريئة حيث ذكر احداها (والتي لا نستطيع نشرها) <والتي من الممكن اقفال بلداً وليس برنامجاً أو محطة تلفزيونية فقط> على حد قوله، وأردف: <ولكن احداً لم يستهجن ذلك كما حصل معنا، وهذا ما يؤكد وجهة نظرنا بأن الدافع الحقيقي لانتقاد LOL هو المنافسة الإعلامية - التجارية ومصالح السياسيين ورجال الدين·

حنا: برامج تختبئ تحت مسميات العلمية بدوره، قال مخرج البرنامج شادي حنا خلال لقائنا به: <إعتدتُ منذ الـ SLSHI (الذي كان يبث على شاشة الـ M.T.V وكان حنا مخرجه) كيف اتخطى سقف الحرية المحدد وكيف المجتمع يتقبل إرتفاعه رويداً رويداً، مشيراً إلى أنه مع ارتفاع هذا السقف يتسع مجال الابداع في الاعلام وتتنوع الأفكار بالإضافة إلى تقبّل المجتمع للمواضيع التي كان يعتبرها في الماضي من المحظورات، وموضحاً ذلك بأنه <إذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء سنكتشف أن المجتمع الذي كان يعيش منذ مئة عام يرفض الكثير من سلوكياتنا التي نعتبرها نحن اليوم عادية>·

ولفت حنا إلى أن سقف النكت في LOL ارتفع بشكل إيحائي فالنكتة بشكل عام لا تضحك إلا إذا كانت إيحائية ومبطنة حيث يحللها المستمع بذكائه ويربطها بمداركه، مؤكداً على أن <برامج كثيرة وعلى أعرق الشاشات المحلية لامست المحظورات بشكل خاطئ ومختبئة بسميات البرامج العلمية حيث انتجت عقداً للمجتمع ولكننا لم نسمع من رجال الدين والإعلام···· الانتقادات التي وجهت إلى LOL، معتبراً أن حملة الانتقادات هذه وجّهت من قبل متضررين ومهددين بنجاح هذا البرنامج·

شرارة: أنا الرقابة والتقت <اللــــــواء> عضو المجلس الوطني للإعلام ريتا شرارة حيث عرفت الحرية بأنها تعبير الفرد عن كل ما يفكر به دون المساس بحرية الآخر أو التعدي على حقه في عدم القبول، فتلتقي هاتان الحريتان عند سقف الإحترام المتبادل، مؤكدة على ضرورة مراعاة الإعلام لحساسية بعض المشاهدين من رؤية العنف أو الدم··· أو سماع ورؤية ما يعارض قيمهم ومبادئهم، ومشددة على أن الإعلام يعاني من مشكلة الفلتان الأخلاقي، ومن هنا تأتي ضرورة تعاون جميع وسائل الإعلام مع الجهات المعنية بغية معالجة هذه الآفة·

واعترضت شرارة على مقاربة النقاش في برنامج LOL إلى أزمة الحريات في لبنان، قائلة: <القيمين على البرنامج لديهم الحق في اختيار البرنامج الذي يناسبهم، ونحن كمجلس وطني للإعلام ليس لدينا الحق في التدخل مسبقاً كما لم نملِ عليهم اختيار نوعية البرنامج أو ديكوره أو ضيوفه، فهذا حقهم في الحرية>، معتبرةً ان المشكلة تكمن في تحويل برنامج يبث لثلاث ساعات اسبوعياً إلى برنامج إباحي يخالف دفتر الشروط الذي يمنع المس بالآداب العامة، ومتسائلة: <هل أصبحت الإباحيات أو الإيحائيات الجنسية تدخل في إطار الآداب العامة؟>· ونفت شرارة أن يكون المجتمع اللبناني متدين متزمت <بل هو حرّ منفتح ولكن لديه ضوابط وضعها القانون، وإذا أرادوا هم أن يتحرروا جنسياً فليتحرروا وحدهم دون أن يفرضوا على المجتمع ذلك>، لافتة إلى ان <دور الإعلام هو في نقل صورة المجتمع أو ضبط مساره إذا انحرف عنه، وليس نقل صورة شريحة من المجتمع الـــخاص بــهـم>، ومذكــرةً الــقيــمين علــى قــناة الـــ O.T.V بأنهم نالوا الترخيص على أساس أنهم تلفزيون وطني يبث إلى جميع المواطنين ويحرص على عدم الخروج عن المبادئ العامة، وليس البث لبعض الناس في بعض الأحياء في لبنان· ورأت شرارة ان كل برنامج يحتوي على مضامين إباحية يستقطب نسب عالية من المشاهدين، مضيفةً: <أنا لا أستطيع محاسبة الجمهور لأن دوري ومسؤوليتي التي منحني إياها القانون هي في تطبيق دفتر الشروط النموذجي وأنا امثل الرقابة على الإعلام>·

وعن الجهة السياسية التي تقف وراء البرنامج، تساءلت: <هل هذه الجهة راضية> عن ما يقدمون وهل هذا جزء من برنامجها السياسي؟>، وتابعت: <أنا لا اعتقد ذلك وانصحهم بمراجعة دفتر الشروط ومراجعة حساباتهم وأن لا يختبئوا وراء السياسة، واذا كانت الجهة السياسية داعمة لمثل هذه النكات وإدخال الصليب في الأحاديث الإباحية فلتقول ذلك علانيةً>·

وعن إمكانية إيقاف البرنامج كخطوة إجرائية في الأيام المقبلة إذا لم تلتزم المحطة بقرارات المجلس ودفتر الشروط، أشارت إلى أن كلام وزير الإعلام كان واضحاً في المذكرة الأولى التي وجهها إلى المجلس الوطني للإعلام، وكذلك الحديث الجازم لرئيس المجلس عبد الهادي محفوظ الـذي وجهه إلــى رئــيس مجلــس إدارة الـO.T.V روي الهاشم والذي أكد خلاله انه إذا بقيتم على هذا المنوال نحن بصدد إيقاف البرنامج، غير أننا أعطينا مهلة للبرنامج حيث نراقب مواده وذلك بناءً على تعهد الهاشم بأن البرنامج لن يتضمن كلاماً إباحياً او التعرض لرجال الدين>، ومشددة على أنهم اذا ارادوا غير ذلك فليرمِّزوا المحطة (يشفروها)، فلا أحد يسأل محطات البورنو المرمّزة لماذا تبث هكذا برامج·

وشكرت شرارة عى ما رأته من تحسن في الأداء والتخفيف من جرعة الإباحية في حلقة الأحد الماضي، واصفةً هذه الخطوة بأنها مبادرة حسن نية، ومضيفة: <نحن نراقب وهم يعرفون كيفية المحافظة على إستمرارية البرنامج ويحققون إيرادات عالية دون خرق مواد دفتر الشروط أو التهاون بقرار المجلس الوطني للإعلام>·

وأكدت شرارة على أن <القيمين على LOL ليسوا بضحايا والبرنامج ليس الهدف، بل هو واحد في مسيرة بدأت بعد قيام الدولة الفعلية وتأليف حكومة الوحدة الوطنية فمؤسسات الدولة ستقوم بالأدوار المنوطة بها لتطبيق القوانين>· لافتة <إلى ان العديد من التلفزيونات تخرق دفاتر الشروط، وحذّرت قائلة: <بالنسبة لي سيكون هؤلاء موضوع مساءلة ومتابعة حتى تصطلح الأمور، وهذا مشروع طويل>، متناولة البرامج التي تتحدث عن التنجيم <ومخالفة> بذلك قانون الإعلام وكذلك القانون الجزائي الذي تصل عقوبته إلى السجن>، على حد قولها·

وإذا أشارت إلى بدء ورشة العمل ولن يستثنى احد منها، دعت شرارة كل مواطن يشعر ان حقه في الاستماع أو المشاهدة أنتهك من خلال مشاهد أو حديث اباحي أو عنفي بثته وسائل الإعلام أن يراسل المجلس ويضعه في الصورة، معتبرةً ان الاعلام الغربي وخاصةً الفرنسي الذي يبررون به وجهة نظرهم، لا يعكس صورة المجتمع المتفلت في وسائلها التي تقدمت عنا بأشواط إلى درجة منع اعلانات المشروبات الكحولية والتبغ ممنوعة، فكيف الإباحية؟>·

رأي علم النفس: فساد وانحراف ولمعرفة التأثيرات النفسية التي ينتجها LOL والبرامج الشبيهة له، إلتقت <اللــــــواء> رئيسة قسم علم النفس في الجامعة الــلــبنانية د· لينا بيضون التي عرّفت الفلتان الأخلاقي (الذي وصف به المجلس الوطني للإعلام LOL وما شابهه)، <بأنه فقدان للضوابط والقيم التي يكتسبها الفرد من خلال التعاليم الدينية أو التربية الأسرية ثم المدرسية حيث يتلقى المبادئ باحترام الذات والآخر، ثم يكبر ويصبح لديه وازع اخلاقي عفوي دون الحاجة لمن يقول له هذا الأمر مسموح وهذا ممنوع>· وبررت بيضون ارتفاع نسب المشاهدة التي تحققها مثل هذه البرامج، <لأنها تلجأ إلى الإباحية وتجاوز خطوط ممنوعة ومحظورة في التربية الأسرية والأخلاقية>، معتبرةً أن <الممنوع مرغوب وهو دافع فضول لدى الناس الذين يشاهدونه وفي الوقت عينه ينتقدون التجاوزات الحاصلة، ومشيرةً إلى ما يجذب الناس هو أيضاً التسلية والتنفيس عن ضغط الحياة اليومية>·

وشددت بيضون على أن تجاوز المحظورات بشكل مفضوح يؤدي إلى فساد الأفراد والمجتمع ككل، موضحةً ان التنفيس عن الرغبات وتفريع الكبت الجنسي من خلال هكذا برامج لا تؤدي بالضرورة إلى انعدام الأمراض النفسية بل على العكس قد تولّد إنحرافات نفسية عند المشاهد·

وخلال اتصالنا بعدد من الأطباء النفسيين، اشاروا إلى أن برامج كهذه يؤثر سلباً على المجتمع وتأثيراته تتمحور: <بذاءة إباحية، إثارة جنسية (Erotisation)· إنفجار الغرائز وتعبير رمزي عن التعبير الجنسي من خلال التفريغ الشفوي الغرائزي>·

مشاهدون داخل الأستوديو:

وخلال دخولنا إلى استوديو برنامج LOL حيث تم اللقاء مع المقدم هشام حداد والمخرج شادي حنا الذي كان بصدد تصوير إحدى حلقات البرنامج، استشبهنا بصغر سن بعض المشاهدين داخل الأستوديو، وسألنا حنا الذي أوضح ان المسؤولين عن هذا الموضوع لا يسمحون بدخول الأستوديو من هو تحت الـ 18·

عندما يعري الاعلام نفسه
عندما يعري الاعلام نفسه


تعليقات: