تلامذة يضعون وردا على مياه البحر حيث سقطت الطائرة

.

لا يني البحرُ الأبيضُ المتوحّشُ يلتهمُ جثثَ وأجسادَ اليابسةِ،

يأكل جثثنا حيّة كما نأكلُ جثثه...

يُقلدنا بوحشيّةٍ...

يأكل أحبّتنا في هجرتهم وغُربتهم...

يصطادهم كعصافير الجنّةَ...

لطفاً بنا يا بحرُ...

لطفاً بأحبّتِنا، بجثثِنا، بنهمِنا..

البحرُ الأبيضُ المتوحّشُ...

يصطادهم في غربتهم...

يُخبّئهم في أحشائِه كما يُخبّىء الليلُ الشمسَ في عباءتِه،

وكما يأكلُ الحوتُ نورَها...

البحرُ الأبيضُ المتوحّشُ...

يُخبّىء ضحاياه في حقائبِ السفر المخبّأةِ في عيونِنا،

يُخبّئهم في صندوقِه الأسودِ،

يزرعهم حجارةً في وديانِه السحيقةِ القاتلةِ،

يزرعهم وقوداً للساسةِ والمرئيّ والمسموع!

يُودِعَهم في قلوبنا وروداً للحنين والضجر...

صباح الخير أيّها البحرُ،

صباح الخير أيّها الأزرقُ،

مساء الخير أيّها البحرُ،

مساء الخير أيّها الأزرقُ،

رُدّ للسماء لونَها،

رُدّ للعيون بريقها..

لا تغضبْ..

رُدّ لنا أحبّتنا وديعة السفر والغربةِ، واغفر لنا تطاولنا... واغفر لنا حبّنا...

د. يوسف غزاوي

عناق وبكاء في مطار رفيق الحريري الدولي بعد الحادث

والد الضحيّة حسن تاج الدين خلال تشييعه في قرية حناويه الجنوبيّة